رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هنا دمشق من القاهرة».. تفاصيل 50 دقيقة لـ«عدوان الفَجر الغربى» على سوريا

جريدة الدستور

وجّهت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أمس، سلسلة من الضربات الصاروخية عبر الجو والبحر على عدد من المواقع السورية، ردًا على ما اعتبرته استخدام النظام السورى الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين فى مدينة «دوما» بـ«الغوطة الشرقية» قرب «دمشق».

وأعلنت القيادة العامة للجيش السورى أن الهجمات - التى استغرقت نحو ٥٠ دقيقة- نُفذت فى الثالثة و٥٥ دقيقة من فجر أمس السبت، عبر إطلاق نحو ١١٠ صواريخ تجاه أهداف سورية فى «دمشق» وخارجها.

وذكرت - فى بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»- أن منظومات الدفاع الجوى تصدت بكفاءة عالية للصواريخ وأسقطت معظمها، فى حين تمكن بعضها من إصابة أحد مبانى مركز البحوث فى «برزة»، الذى يضم مركزًا تعليميًا ومختبرات علمية، لافتة إلى أن الأضرار اقتصرت على الماديات.
وأشارت إلى تمكنها من تغيير مسار الصواريخ التى استهدفت موقعًا عسكريًا بالقرب من «حمص»، موضحة أن انفجار أحدها أدى إلى جرح ٣ أشخاص.

«البنتاجون»: استهداف 3 منشآت للأسلحة الكيماوية.. هاجمنا مقار الحرس الجمهورى بحلب.. ولم ننسق مع روسيا حول الأهداف

البداية كانت بإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، البدء فى توجيه ضربة عسكرية فى أماكن محددة فى سوريا، بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا.
وقال «ترامب» فى كلمة ألقاها لدى بدء الهجوم: «نظام الأسد نشر أسلحة كيماوية فى بلدة دوما، وهذه المجزرة كانت تصعيدًا مهمًا من جانب هذا النظام»، لافتًا إلى أنه قبل سنة أطلق «الأسد» هجومًا كيماويًا ضد شعبه البرىء، فردّت الولايات بإطلاق ٥٩ صاروخًا.
وأضاف: «أتعجب من دولتى إيران وروسيا، فى دعمهما نظام استخدم الأسلحة المحرمة ضد شعبه».
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأمريكى، جيم ماتيس، والجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، فى مؤتمر صحفى مشترك، استهداف ٣ منشآت رئيسية لــ«الأسلحة الكيماوية»، بصواريخ أطلقت من البحر ومن طائرات.
وأوضح «ماتيس»: «استهدفنا مركزًا للأبحاث العلمية فى منطقة دمشق الكبرى مخصصًا لبحوث الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وتطويرها وإنتاجها واختبارها، والهدف الثانى منشأة تخزين للأسلحة الكيماوية غربى مدينة حمص، أما الهدف الثالث الواقع أيضًا قرب حمص فشمل منشأة تخزين لمعدات الأسلحة الكيماوية ومركز قيادة».
وأضاف «ماتيس»: «قررنا إرسال رسالة جديدة للأسد وأتباعه، بعد استخدامهم الأسلحة الكيماوية، وقررنا مع حلفائنا القضاء عليها وتدمير البنى التحتية التى تسمح بإنتاج السلاح الكيماوى»، مؤكدًا تدمير كل الأهداف التى تم تحديدها.
وأشار إلى أنه لم يتم التنسيق مع الجانب الروسى فيما يتعلق بالمواقع التى تم توجيه الضربات إليها، لكنه استدرك بالإشارة إلى أن خط الاتصال لم يكن مقطوعًا بين واشنطن وموسكو، موضحًا: «تم التنسيق مع روسيا فقط لتفادى التصادم فى الأجواء السورية».

وذكر مسئولون أمريكيون أن الأماكن التى استهدفت هى مقار الحرس الجمهورى السورى فى «حلب»، وموقع عسكرى فى «حمص» ومطار «المزة» العسكرى والفرقة الرابعة بالجيش السورى.
وذكرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية أن القاذفات الأمريكية من طراز «بى ١» شاركت فى الهجوم باستخدام صواريخ «كروز»، وأن الضربة شملت إطلاق ما بين ١٠٠ و١٢٠ صاروخًا من طراز «كروز» و«توماهوك».

دمشق: أخلينا المواقع قبل الضربة بعد تحذير روسى.. وموسكو: الصواريخ لم تقترب لمنطقتنا.. ورفع حالة التأهب

ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أن الهجمات الأمريكية ــ البريطانية ــ الفرنسية على سوريا، استهدفت مركز البحوث فى حى «البرزة» بدمشق، مضيفة: «الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدد من الصواريخ استهدفت مستودعات للجيش السورى فى مدينة حمص وسط سوريا».
وأضافت الوكالة: «الحياة طبيعية فى دمشق وجميع ما تتناقله وسائل الإعلام الداعمة للإرهاب حول انتشار الدبابات فى شوارعها أكاذيب ولا أساس له من الصحة، والصواريخ الأمريكية والبريطانية والفرنسية لم تحقق أهدافها المرسومة بفضل تصدى الدفاعات الجوية لها وتدميرها أو حرفها عن مسارها».
ووفقًا للوكالة، فإن عددًا من صواريخ الهجمات استهدفت مركز البحوث فى «البرزة» ما أدى إلى تدمير مبنى يحتوى على مركز تعليم ومختبرات علمية، وأسفرت عن أضرار مادية دون أى أضرار بشرية، مبينة أن الصواريخ التى استهدفت موقعًا عسكريًا فى «حمص» تم التصدى لها وحرفها عن مسارها وتسببت فى جرح ٣ مدنيين.
فى سياق متصل، كشف مسئول سورى عن أن قوات الجيش تلقت إنذارات مبكرًا من الجانب الروسى بالضربة العسكرية الأمريكية الفرنسية البريطانية، مشيرًا إلى أنه تم إخلاء المواقع قبل الضربة.
وفى موسكو، أدانت وزارة الدفاع الروسية الهجوم الصاروخى الثلاثى، وأكدت أن الصواريخ الأمريكية لم تدخل منطقة درع الدفاع الجوى الروسى فى سوريا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، فى بيان: «صواريخ كروز التى أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لم تدخل منطقة الدفاعات الجوية الروسية بسوريا، التى تغطى أهدافًا فى طرطوس وحميميم».
واعتبرت أن الضربات الموجهة ضد سوريا هى رد فعل الغرب على نجاحات القوات السورية التى حررت أراضى بلادها من الإرهاب، مضيفة: «الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض ٧١ صاروخًا من ١٠٣ صواريخ تم إطلاقها، وهو ما يدل على الفاعلية العالية التى يمتلكها الجيش السورى».
وتابعت وزارة الدفاع: «الطائرات من طراز توماهوك وإف ١٦ وإف ١٥ استخدمت صواريخ مجنحة، وطائرات تورنيدو التابعة لبريطانيا أطلقت ٨ صواريخ، لكن وسائل الدفاع الجوى تصدت بنجاح لهذا الهجوم، وتم اعتراض ٧١ صاروخًا».
واستكملت: «خلال الفترة الأخيرة تم تحسين منظومة الدفاع الجوى السورى بشكل جيد»، مشيرة إلى أن موسكو أوقفت منذ فترة توريد صواريخ «إس ٣٠٠» إلى سوريا، لكنها ترى ضرورة بحث هذه المسألة فى ضوء الأحداث الأخيرة.
وأشارت إلى أنه تم استهداف القواعد الجوية التابعة للجيش السورى، وتم إسقاط جميع الصواريخ التى تم توجيهها إلى المطارات المختلفة ولم تتضرر.
وأوضحت الوزارة: «٩ صواريخ وجهت إلى مطار المزة تم إسقاط ٥ منها، و١٦ صاروخًا إلى حمص تم اعتراض ١٣ منها، و٣٠ صاروخا وجهت إلى مواقع مختلفة فى بلدات برزة والجرمانى تم إسقاط ٧ منها»، مضيفة: «هذه المواقع التى يفترض أنها متعلقة بما يسمى بالصناعة الكيماوية السورية هى مواقع مدمرة جزئيًا من قبل».
وتابعت: «تم وضع القوات الروسية للدفاع الجوى فى حالة تأهب»، مؤكدة أن الصواريخ لم تدخل مناطق سيطرة القوات الروسية، مشيرة إلى أنه تم توجيه هذه الضربات فى اليوم الذى كان من المخطط فيه أن تبدأ بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملها فى منطقة الهجوم الكيماوى المزعوم، ما يدل على عدم اهتمام الولايات المتحدة بأعمال التحقيق، ونيتها لإفشال العملية السلمية فى سوريا.

الأسد: مستمرون فى سحق الإرهاب وروحانى: معكم

قال الرئيس السورى بشار الأسد، إن الهجمات التى تعرضت لها بلاده، فجر أمس، جاءت نتيجة معرفة القوى الغربية الاستعمارية الداعمة للإرهاب بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها والعالم، بعد أن فشل الإرهابيون فى تحقيق أهدافها.
وكشف خلال اتصال هاتفى تلقاه من الرئيس الإيرانى حسن روحانى، تفاصيل الهجمات وكيفية صدها، مشددًا على أنها لن تزيد سوريا والشعب السورى إلا تصميمًا على الاستمرار فى محاربة وسحق الإرهاب فى كل شبر من تراب الوطن.
من جانبه، أكد «روحانى» استمرار وقوف إيران إلى جانب سوريا، معربًا عن إدانته الشديدة للهجمات الأمريكية البريطانية الفرنسية.
بدوره، اعتبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن ضرب الولايات المتحدة وحلفائها المنشآت العسكرية والمدنية فى سوريا، انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى دون تفويض من مجلس الأمن.
وقال «بوتين» - وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية: «واشنطن قصفت بدعم من حلفائها، منشآت القوات المسلحة والبنية التحتية للجمهورية العربية السورية بالصواريخ دون تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهذا يعتبر انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، وقواعد ومبادئ القانون الدولى، وهو عمل من أعمال العدوان ضد دولة ذات سيادة فى طليعة مكافحة الإرهاب».
فى سياق ذى صلة، قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية برودروموس برودرومو، إن بلاده لم تشارك فى العملية العسكرية الغربية ضد أهداف معينة فى سوريا، مشيرًا إلى أن المجال الجوى القبرصى لم يتم استخدامه فى هذه العملية.