رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عم نصحي.. مكوجي قبطي يزيّن محله بالقرآن وعَلَم الزمالك (صور)

جريدة الدستور

بالقرب من ميدان الجيزة، وتحديدًا في شارع المحطة عاش "عم نصحي" المكوجي طيلة عمره البالغ 70 عامًا داخل محله الصغير الذي يعتبر باب رزقه الوحيد الذي زينه بعلم لنادي الزمالك الذي يعشقه وصورة للفنان الراحل فريدة الأطرش والراقصة الراحلة تحية كاريوكا، وبعض من الآيات القرآنية تجاورها صورة للعذراء مريم وصور أخرى لبعض القديسين.

الأمر الذي يدهشك بمجرد دخولك للمحل ورؤية هذه المقتنيات الدينية المختلفة، ليدور في ذهنك سؤال تقليدي عن الهوية الدينية لعم نصحي الذي يباغتك بابتسامة ممزوجة باستهجان: "أنا مسيحي الديانة.. مصري الهوية.. وكل حبايبي مسلمين".

هذه هي الجملة الدائمة التي لا تفارق لسانه، خاصة إذا كنت من الزبائن المستجدين علي المحل، أما إذا كنت من سكان المنطقة أو صديق شخصي لعم نصحي، فستتمتع بامتيازات عديدة منها الجلوس معه لمشاهدة مباريات كرة القدم عبر تلفازه الصغير، ويقوم بنفسه لتحضير مشروب القهوة لتحتسيه معه كواجب ضيافة.

يقول عم نصحي:" أنا بلغت من العمر أرذله زي ما بيقولوا، وقضيته كله في حب الناس وأفضل شهور السنة بالنسبة هو شهر رمضان الكريم على الرغم من أني مسيحي الديانة، لكن عمري ما شعرت بهذه الأمور الدنيوية وسط ناس كلها بتحبني وبحبها.

أقوم باستضافة أصدقائي وأبناء المنطقة أو حتى عابر سبيل داخل المحل علي مدار اليوم كاستراحة لهم لنطمئن على أمور بعضا البعض.

مشاهدة مباريات الزمالك في المحل لها طابع وشروط خاصة ليس منها أن تكون من الأصدقاء أو قاطني المنطقة.

وعن تعليقه لبعض الآيات القرأنية علي جدران المحل على الرغم من مسيحيته:" أنا كنت في الجيش سنة 1967 وشاركت في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وكنت بقسّم اللقمة مع إخواتي المسلمين وشوفنا الموت مع بعض كتير وكمان حققنا العبور سوا، وطوال عمري كان أقرب الناس ليا أصدقاء مسلمين، فوضع طبيعي إني أزيّن محلي بآيات القرآن ومعها صورة العذراء وصور القديسين: «بعشق الفن وأفلام الأبيض وأسود، خاصة لفريد الأطرش وماجدة وتحية كاريوكا».