رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عبد الرحمن بندوة «الدستور»: كل حكاية بـ«الكتاب صفر» واقعية

صوره من الندوة
صوره من الندوة

◘ الاستقرار على موضوع الكتاب أخذ مني مجهودًا ضخمًا
◘ كل حكاية من حكايات «الكتاب صفر» واقعية وعايشتها بنفسى
◘ فصل «النهايات» هو الأقرب إلي قلبي.. وأستمد منه عملي المقبل
◘ لا أمتلك شجاعة أشرف عبدالشافى لذكر أسماء الشخصيات فى الكتاب
◘ بعض الأصدقاء خذلونى.. وشريف عامر تحدث معى عن الفصل الرابع تحديدًا
◘ طرح الكتاب فى المعرض كان مقصودًا


كاتب صحفى من طراز خاص، له بصمة واضحة، صدر له مؤخرًا كتابه الأول «الكتاب صفر»، والذي يرصد من خلاله كواليس وكوابيس المطبخ الصحفي من الداخل؛ في سرد شيق، استند فيه إلى سنوات عمله الطوال فى الحقل الصحفي والإعلامي.

وبالنظر إلى السنوات المديدة التي قضاها داخل بلاط صاحبة الجلالة؛ فإن كتابه الأول هذا يراه البعض قد تأخر كثيرا، وهو ما جعل «الدستور» يستضيف الكاتب الصحفى محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير موقع "إعلام دوت أورج"، للحديث عن هذا الكتاب، بجانب الكثير من التفاصيل الأخرى.
◘ بدايًة.. لماذا تأخر كتابك الأول كل هذه السنوات؟
- الانشغال بالعمل الصحفى يأخذ وقتًا طويلًا جدا، وتعودت منذ بداياتى على نظام تعددية النشاطات، حتى أتمكن من الوصول للنموذج الذى يرضينى، حيث كنُت أعمل فى عدد من الصحف والمجلات اللبنانية والخليجية، وهذا استغرق وقتًا طويلاُ مني، واستنزف الكثير من جهدي.

الأمر الثانى، فكرة الاستقرار على موضوع الكتاب أخذت هي الأخري مجهودًا ضخمًا ووقتًا طويلًا أيضا، وكنت أفكر فى جمع بعض المقالات الساخرة التي كُنت كتبتها في السابق في كتاب، لكن هذا لم يحدث؛ بالإضافة إلى أن انطلاق موقع «إعلام دوت أورج»، زاد من مشغوليتي ومسئوليتي، وكل ذلك جعلني أركن جانبًا؛ حتى حانت اللحظة التي تبلورت فيها فكرة العمل بشكل كامل، وعندها بدأت التنفيذ.

◘ لماذا تم تجهيل كل الشخصيات فى الكتاب برغم أنها شخصيات حقيقة من الواقع الصحفى والإعلامى ؟
- كل حكاية من حكايات «الكتاب صفر» واقعية وعايشتها بنفسى، ولكني فضلت تجهيل الشخصيات حتى لا يغضب منى الزملاء، وفى الحقيقة أعترف بأنني لا أمتلك شجاعة الكاتب الصحفي أشرف عبدالشافى صاحب كتاب «فودكًا»، والذي امتلك جراءة تقديم الشخصيات بأسمائها في كتابه، دون تجميل أو تجهيل.

◘ بدايتك الصحفية كانت بالكتابة الساخرة.. لماذا لم تكن لغة «الكتاب صفر» ساخرة بالمعني الكافي؟
- لأننى لم أسع فى الكتاب لأقدم عملًا ساخرًا، فهو كتاب واقعى ومعايشة لمواقف كنت شاهدًا عليها خلال سنوات عملي بالمهنة، ومع ذلك كانت هناك بعض التفاصيل الساخرة لأحداث بعينها، ولكنها لم تكن متعمدة، هي فقط نابعة من طبيعتى الشخصية.

وحين تُقارن بين عنوان الكتاب الرئيسى والعناوين الداخلية للفصول المختلفة، ستجد أن العناوين الفرعية الداخلية تحتوي « إفيهات وقلش وسخرية»، وهي حالة لم أتعمد فعلها على الإطلاق، لكن قلمي هو الذي ساقني إليها بحكم التعود.

◘ وسط فصول الكتاب المتباينة.. أى أجزاءه أقرب إلى قلبك ؟
- الفصل الرابع والذى يحمل اسم «النهايات»، لأنه يحتوى على قصص قوية جدًا وصادمة، وهذا الفصل درامى جدًا.

وللعلم، فكل من قرأ الكتاب طالبني بتطوير هذا الفصل فى كتابى المقبل، بمعني أن يكون كتابي المقبل محاكيًا ومتماشيًا مع السياق ذاته، لكن دعوني أعترف بأنني لم استقر فعليا على فكرته إلى الأآن.

◘ قضيت شطرًا كبيرًا من عملك الصحفي داخل قسم الفن.. فلماذا لم ترصد أي حكاوي هذا الوسط في كتابك؟
- لم أسع في ذلك الاتجاه، والسبب ببساطة يتمثل في كون أغلب حكايات الفن هي حكاوي «ساخنة»، تحتاج كتابًا لوحدها، بالإضافة إلى أنني لم أسع لأن يكون كتابى الأول محملًا بالاشتباك.


◘ وكيف كانت ردود الفعل التى تلقيتها.. وهل غضب البعض منك بسبب ما ذكرته فى الكتاب ؟
- بشكل عام سعدت جدًا بردود الأفعال التى تلقيتها من خارج الوسط الإعلامى؛ لكن تبقي الإشادة التي سمعتها من الإعلامي شريف عامر هي الأبرز، حيث تحدث معي حول الشخصيات التي تناولها الكتاب، وذكر لي بالاسم قصة إحدى الشخصيات التي تناولتها، وقال لي ضاحكًا « أنت مشلفط فلانة»، حيث نجح في معرفة اسم الشخصية التي أتحدث عنها.

وبخصوص الأسماء التي قد تغضب مني بعد هذا الكتاب، فالقائمة تنحصر بين 3 أو 4 شخصيات يحق لهم الغضب، وإحقاقًا لما أقول، هناك بعض الأصدقاء خذلونى وتحديدًا الصحفيين المعنيين بالثقافة، فأنا في النهاية لم أكن بحاجة لأشخاص تجامل وتمدح، فقط كنت بحاجة إلي الاهتمام بالمحتوى، عن طريق خلق حالة من النقاشات الواسعة حوله.

◘ تنتمي زمنيًا إلى الجيل الذي عاصر الصحافة الورقية وقت توجهها.. فلماذا يجدك البعض منحازًا دائمًا للصحافة الرقمية على حساب الصحافة الورقية؟
- لا؛ انحيازي دائما ما يكون للصحافة الحلوة والجيدة سواء كانت إلكترونية أو ورقية، وإن كان هذا لا ينفي أن الجمهور نفسه أصبح يهتم أكثر بالصحافة الإلكترونية، ولم تعد الصحافة الورقية تتمتع بالجماهيرية التي كانت عليها في السابق.

والآن، نحن مطالبون بالعمل والدراسة لإعادة الجريدة المطبوعة إلي أيدي القارئ مرة أخرى، فنحن مطالبون بالبحث عن أفكار جديدة مثل تخصيص بعض الصحف التي تخاطب بعض المحافظات، وهي إحدى الأفكار التي بدأ تنفيذها في الخارج.

والأمر ذاته ينطبق على التليفزيون، فالإعلام بمختلف أنواعه مطالب الآن بالبحث عن أفكار جديدة ورؤى مستقبلية في خضم رحلة البقاء والوجود التي يخوضها؛ خاصة أننا ندير الموضوع دون الاعتماد على دراسات أو أبحاث.

◘ بحكم عملك في أكثر من تخصص صحفى.. أيهما الأقرب لقلبك؟
-خلال رحلتي الممتدة داخل الحقل الصحفي، أجد نفسي امتهنت العمل في مختلف الأقسام سواء كانت أقسام تحقيقات، اتصالات ورياضة وفن وغيرها، قبل أن أتخصص أخيرُا فى الميديا.

ومع ذلك دعني أقر وأعترف بأن تلك التعددية فى العمل الصحفى ضررها قد يكون أحيانًا أكثر من نفعها، منها عدم حصولك على جائزة فى المسابقات، لكن تلك النقطة البيضاء في النهاية، تتمثل في أن تلك التعددية تصنع لك قماشة واسعة وعلاقات متعددة، وتضيف إليك خبرات متنوعة.
◘ لكن هناك من يسأل.. أين محمد عبدالرحمن فى الكتاب؟
- موجود طيلة الأحداث، خاصة أننى الراوى لها، وهناك أيضا اعترافات كثيرة بالكتاب عنى شخصيا، ومنها الضغوط التى تعرضت لها فى بداياتى والتى أجبرتنى مثلا على الكتابة أحيانا باسم مستعار.

◘ دعنا نبتعد قليلًا عن كواليس « الكتاب صفر».. ونسأل بحكم اقترابك من الوسط الفني كصحفي فن.. كيف ترى اهتمام الفنانين بالسوشيال ميديا على حساب صحابة الجلالة؟
- المشاكل القائمة بين صحفى الفن والفنان، هى ذاتها المشاكل القائمة بين أى صحفى أخر ومصدره فى التخصصات الصحفية الأخري.

لكن يبقي الفرق الوحيد أن الفنان دائما ما يبقي متواجدًا على الساحة بعكس الوزراء والمسئولين، والذي تنتهي أدوراهم بمجرد رحيلهم عن مناصبهم؛ لذا فالصحفى مطالب بكسب ثقة الفنان دون الإخلال بدوره كجورنالجي.

والآن أصبحت هناك ظاهرة يغرق الوسط الفني في تفاصيلها، تتمثل في كون الفنانين أنفسهم أصبحوا لا يجيدون التفريق بين ما يكتبوه على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين ما يجب أن يقولوه داخل أوراق الصحف.

فصحفى الفن حاليًا مطالب بأن يتخصص فى مجال معين مثل المسرح أو السينما، بطريقة تجعل من قلمه قادرًا على إحداث حالة من الجدل داخل أوساط الفنانين.

◘ هل الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي وضعت الصحفيين فى تحد كبير؟
- بالفعل، لدرجة جعلتنا نخشى نحن العاملين في الصحافة الرقمية من تأثيرتها الممتدة علينا، بعد ما أحدثته بالصحافة الورقية، بجانب أن التغييرات الكبيرة التي أحدثها موقع «فيسبوك» ستطل بظلالها على الصحافة الإلكترونية.

ولا حل للخروج من هذا المأزق، إلا بالبحث عن أفكار جديدة ومن خارج الصندوق.

◘ لماذا لا يستمر صحفى الفن بنفس قوته بعد سن الأربعين ؟
- طبيعة المهنة نفسها تجعلك بعد هذه السن تتحول إلى محلل أو ناقد خاصة أنه ليس من الطبيعى أن تظل تجرى خلف الفنانين، لإجراء حوار صحفى خاصة فى ظل عدم وعيهم بمعنى الصحافة، ويبقي الإعلامي محمود سعد هو الوحيد الذى تمكن من النجاح كصحفى فن بعد سن الأربعين.

لكن هناك فرصًا أخرى تبقى مفتوحة أمام صحفي الفن مثل العمل منظم مهرجانات، أو إدارة ندوات وغيرها من الأعمال، كل ذلك يتوقف على تطوير قدراتك.

◘ ماذا عن انتقادات البعض لك بأنك غيرت شكل الصحافة الإلكترونية من خلال موقع «إعلام دوت أورج»؟
- تقديم كل ما هو مختلف كان هدفي فى تلك التجربة، فلا أنُكر أنك هناك اتهامات لاحقتني تتمحور حول إفسادي الذوق والصحافة، لكنهم في الوقت ذاته تجاهلوا تجارب عدة سبقتنى مثل تجربة «المصرى اليوم لايت».

بالإضافة إلى ذلك محتوى الصحافة الإلكترونية نفسه، يجب أن يكون مختلفًا وجاذبًا للقارئ في الوقت ذاته، عن طريق تقديم معلومات سريعة وعناوين لافتة.

◘ أخيرًا.. هل طرح الكتاب فى المعرض كان مقصودًا؟
-بالطبع، كان ذلك مقصودًا،طرح الكتاب متزامنًا مع المعرض كان هدفه استغلال الحدث في الترويج للعمل، خاصة وأنه كتابي الأول، وفي الوقت ذاته قراءة كبيرة لسوق التوزيع.

بالإضافة إلي ذلك؛ الناشر نفسه لا يمتلك إمكانيات كبيرة لتوزيع الكتاب فى كل مكان مثلما تفعل بعض دور النشر الأخرى، ومع توالي إصدارات أعمالي الأخرى؛ سأجد نفسي لست بحاجة إلى ذلك.