رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيزا نبراوى.. صاحبة رسالة مستنيرة


وُلدت سيزا نبراوى - أو زينب محمد مراد - فى ٢٤ مايو من عام ١٨٩٧ فى إحدى قرى السنطة بمديرية الغربية، ولم تكد تبلغ شهرها العاشر حتى انفصل والدها عن والدتها، فكفلتها بنت خالة والدتها السيدة «عديلة هانم نبراوى» ومنحتها لقب العائلة (نبراوى) وسمتها «سيزا» Saiza Nabarawi.
فى عام ١٩١٣ انتحرت أمها البديلة بسبب مشكلات مع زوجها وأعيدت «سيزا» التى كان عمرها ١٦ عاما إلى مصر لتكتشف أن أمها «عديلة» ليست أمها الحقيقية وكان هذا الاكتشاف قاسيا على نفسها خاصة بعد الحياة المحافظة التى فرضها عليها أبوها وأمرها بأن تضع على وجهها البرقع، ومن هنا أغلقت على نفسها باب غرفتها لعدة أيام رافضة الخروج من البيت إلى أن جاءت هدى شعراوى وكانت صديقة حميمة لأمها البديلة المتوفاة وأقنعتها بالخروج، ومشاركتها فى العمل النسوى. التحقت وعمرها ٢٦ عاما بالاتحاد النسائى وبعد عامين تولت مسئولية رئاسة تحرير مجلة المرأة المصرية «لا إيجبشين» L›Egiptienne الصادرة عن الاتحاد النسائى باللغة الفرنسية. إلى جانب رئاستها تحرير مجلة الاتحاد النسائى، كانت «سيزا» أشهر عضوات الاتحاد لعقود طويلة، وأصبحت رئيسة للاتحاد النسائى الديمقراطى الدولى، ومقره فى برلين، واستقالت منه فيما بعد اعتراضًا على موقفه من القضية الفلسطينية. كانت أول من دعت المحيطين بها إلى مقاطعة البضائع الأجنبية، وكانت تقف هى وزميلاتها أمام المحال التجارية يدعين الناس لعدم الشراء منها، وكانت النتيجة السريعة لحملتها هى إغلاق المحال الأجنبية أو التى تتعامل مع البضائع الأجنبية، وبالحماس نفسه خطت خطوة أخرى لمساندة إنشاء بنك مصر وهو أول بنك مصرى وقتها فى مواجهة البنوك الأجنبية. كما كانت ضد هجرة اليهود إلى فلسطين. كما كانت رائدة من رائدات الحركة النسائية فى مصر منذ عام ١٩١٩، فلقد اشتركت فى تنظيم وقيادة أول مظاهرة نسائية عام ١٩١٩ ضد سلطات الاحتلال الإنجليزى. كما عرفتها الحركة الوطنية عام ١٩٥١ حين طالبت بتكوين لجنة المقاومة، كما عرفت حركة السلام التى نشطت فى تلك الفترة برئاسة الصحفى المعروف «يوسف حلمى» وزميله «سعد كامل»، الذى أشرف على مجلة «الكاتب» لسان حال حركة السلام. وكانت سيزا نبراوى موضع تقدير مناضلى تلك الفترات، كما أعادت تكوين لجنة المقاومة داعية للوقوف فى وجه العدوان الإنجليزى الفرنسى الإسرائيلى على مصر عام ١٩٥٦.
رحلت زينب محمد مراد أو سيزا نبراوى عن عالمنا فى ٢٤ فبراير ١٩٨٥، وتركت وراءها موسوعة من الذكريات تصلح لأن تكون منهجًا كاملًا لمدرسة الأجيال القادمة من النساء والرجال.