رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المتداعي».. ماذا قدّم خالد عبدالعزيز في 4 سنوات؟

جريدة الدستور


بعد وصول المنتخب المصرى إلى كأس العالم، ومع ظاهرة تألق محمد صلاح وتحقيقه إنجازات رفعت سقف وطموحات المصريين، طرحنا عدة أسئلة هنا فى صالة تحرير «الدستور»: هل نستطيع أن نقدم إلى العالم «صلاح جديد» كل موسم؟، وكيف يمكننا امتلاك منتخب يذهب للمنافسة على ميدالية فى كأس العالم لا يحتفى لمجرد الصعود فقط؟.
قررنا أن نجلس إلى مجموعة من الرياضيين، إداريين وعلماء ولاعبين، كى نبحث معهم أحوال الكرة المصرية وكيفية النهوض بها.
بعدما وضعنا قائمة الأسماء التى قررنا الاستعانة بها وتواصلنا معهم، كانت الملحوظة الأولى هى حالة اليأس التى تنتاب الجميع، ويقينهم التام أن أحوال الرياضة لن تصلح فى ظل المنظومة الرياضية الحالية.
عندما رفض الدكتور طه إسماعيل، شيخ المحللين الرياضيين، فكرتى من البداية واعترض على الحوار، ظننت أنه يهرب ولا يريد التحدث، لكنه فاجأنى بأنه استمر معى فى حديث مطول عبر الهاتف عن أحوال الرياضة والعيوب التى تعانيها، وأثبت لى بعد طول مكالمتى أنه لا يريد أن نجلس للحوار لأنه لا أمل حقًا فى الإصلاح.
ما قاله الشيخ طه تحول إلى يقين بالنسبة لى عندما كرر الدكتور عبدالمنعم عمارة، خلاصة ما قاله شيخ المحللين، معتبرًا أن حديثًا متكررًا عن الإصلاح فى غياب الرغبة سيكون تضييعًا للوقت.
خلال سلسلة الحوارات التى قمت بها خلال الأيام الماضية حول فكرة تطوير الكرة المصرية ونقلها إلى العالمية، وجدت رسائل مهمة غير تلك التى جاءت على لسان القامتين الكبيرتين، أردت نقلها إلى وزير الرياضة، لأضع بين يديه ما قاله عنه هؤلاء قبل أن نستفيض معهم فى شرح التفاصيل هذا الأسبوع، لعلها تكون واضحة ولا تتوه بين السطور كما ضاع كثير من الرسائل.


أسامة خليل: لا يصلح.. وأبقى على المخالفين للقانون فى «اتحاد الكرة»

«وزير الرياضة المصرى لا يصلح لأى منصب إدارى».. هكذا اختصر أسامة خليل، نجم النادى الإسماعيلى ومنتخب مصر السابق، مسيرة وزير الشباب والرياضة فى سطر واحد.
وقال خليل ردًا على سؤال: «لماذا لا يصلح وزيرًا وهو الذى وسع قاعدة مشاركة جميع الألعاب بما قدمه من بنية تحتية وعدد كبير من الملاعب ومراكز الشباب التى أصبحت فى كل شوارع مصر وهذا لم يحدث سوى فى عهده؟، رد ساخرًا: «أكرر أنه لا يصلح لهذا المنصب، الذى يحتاج إلى خطة ورؤية قائمة على أبعاد علمية». وذكر أن الوزير لم ينفذ الحكم القضائى الصادر بحل اتحاد كرة القدم، وأبقى على المخالفين للقانون، منتقدا ما فعله «عبدالعزيز»، مضيفًا: «يتحجج دائما بأن القائمين على الاتحاد سيصعدون الأمر إلى الاتحاد الدولى على اعتبار أن هذا تدخل حكومى فى عمل الرياضة».
وأشار «خليل» إلى أن البند الأول من مواثيق الـ«فيفا» ينص على أنه يجب ألا يحمى الاتحاد الغش والتدليس، واتحاد الكرة صادر ضده حكم لتورطه فى مخالفات مالية، وبالتالى فإن الوزير عليه تنفيذ الحكم القضائى وإلا يكون معارضًا لنصوص الـ«فيفا». وأضاف: «دشنت حملة «رياضيون ضد الفساد»، وحركت المياه الراكدة، ولما شعرت بأن الفساد الرياضى مؤسسى يتم توريثه من شخص لآخر، لم أكن أريد الحديث مرة أخرى».
وطرح «خليل» تساؤلًا: «لماذا صمت خالد عبدالعزيز أمام إلغاء بند الثمانى سنوات؟، وأجاب أيضًا، ما يفعله لا هدف منه سوى بقاء المجموعة الحاكمة التى ثبت فشلها مرات، هذا القانون جاء خصيصًا لشخصيات بعينها، ممن يعيشون فى دعايا مجانية، بسبب الرياضة».
وأشار إلى أن الأمل فى إصلاح الرياضة موجود، غير أن الوزير مقصر فى نقل الصورة الحقيقية عما يحدث، مضيفًا: «أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بمحاربة الفساد داخل المنظومة الرياضية، لأن الرياضة هى المادة الخصبة للأخبار الضخمة».
وتابع: «لو أعلنت الدولة تحويل شخصية رياضية كبيرة للتحقيق فى قضية فساد، سيعلم بها الجميع وستصبح حديث الصباح والمساء، ومن هنا تُثير الرعب فى كل القطاعات ويتخوف الجميع، رسالتى إلى جميع المسئولين ضعوا أعينكم على قطاع الرياضة، الذى يحتاج إلى نظرتكم».

أيمن يونس: اللمبة المضيئة فى الرياضة.. ولدينا صلاح والننى بفضله

على خلاف أسامة خليل، ورغم معارضته الشديدة لقانون الرياضة ويقينه التام بأنه العائق الوحيد أمام تحقيق نهضة رياضية، يرى أيمن يونس، نجم الزمالك السابق، وعضو اتحاد كرة القدم الأسبق، أن وزير الرياضة، خالد عبدالعزيز، هو اللمبة المضيئة الوحيدة فى الرياضة المصرية.
سألته كيف وهو وزير فاعل فى الحكومة، وكان بإمكانه منع ظهور هذا القانون الذى تراه عقبة أمام النهضة:، فأجاب: «الوزير لا دخل له بقانون الرياضة، هذا القانون جاءه من مجلس تشريعى منتخب من الشعب، هو بذل جهدًا كبيرًا من أجل تعديله بما يخدم الكرة المصرية، لكن القانون خرج بهذه الصورة المعيبة، وهذا لا يمنع أن قانون الرياضة عاد بنا إلى الوراء سنوات طويلة، نعم عاد بالكرة المصرية إلى الخمسينيات». قلت له، رغم حالة السواد التى تُحيط بالرياضة المصرية كما تقول «كيف رأيت الوزير لمبة مضيئة؟»، فأضاف: «انظر إلى كم الملاعب والأكاديميات ومراكز الشباب التى تأسست فى عهده، أصبح بإمكان أى مصرى، كبيرًا أو صغيرًا، ممارسة كرة القدم فى أى وقت وأى مكان، سواء كان يُجيد ممارسة كرة القدم أو لا يُجيد لعبها، هذا عمل كبير يستحق كل التقدير والإشادة، وهذا ما فعله الوزير الذى يحاول طوال الوقت إزالة العقبات والمشاكل التى تصطدم بالرياضة المصرية».
وتابع يونس: «بفضل اهتمام خالد عبدالعزيز، أصبح لدينا محمد صلاح، ومحمد الننى، نعم، لدينا كثير من النجوم ظهروا وتألقوا بفضل اهتمام الوزير الحالى بقطاع الأطفال والناشئين، وهناك طفرة رائعة ربما نجد ثمارها بشكل ملحوظ فى الآونة المقبلة».

كمال درويش: إنجازاته جاءت بـ«الصدفة».. ولا علاقة له بالعِلم

الدكتور كمال درويش، رئيس نادى الزمالك الأسبق، عميد كلية تربية رياضية، فأكد أن من يدير الكرة المصرية مجموعة من الهواة، الذين يفتقدون المعايير العلمية، وأنه بينما ينتقل العالم إلى منظومة احترافية، ما زلنا نستخدم «الهواة والفهلوة» ونترك الباحثين والدارسين والحاصلين على رسائل الماجستير والدكتوراه والبعثات العلمية فى الخارج.
قلت له وجه رسالة إلى وزير الرياضة لكى يقضى على هؤلاء، «ضحك بسخرية ثم ثار فى وجهى» قائلًا: «يا نهار أسود عمال أقولك من بداية ما قعدت إن اللى بيديروا غير مؤهلين».
فسألته: «هل تقصد أن الوزير غير مؤهل؟» فأجاب فورًا: «خالد عبدالعزيز ملوش علاقة بالعلم».
وأكد أن الوزير يعمل دون خطة واستراتيجية، مشيرًا إلى أنه يحارب كل شىء له علاقة بالعلم والحداثة والتطور، مستشهدًا بإبعاد الدكتور أشرف صبحى، الرجل الوحيد الذى كانت له علاقة بالدراسة والعلم الرياضى فى وزارة الشباب.
وعن سبب تفوق نيجيريا علينا فى تصدير اللاعبين المحترفين، رغم تراجع اقتصادها، رد قائلًا: «هم لديهم عدد كبير جدًا من المدارس الرياضية الخاضعة لإشراف خبراء ومتخصصين مؤهلين للقيام بتلك المهمة، الأمر لا يدار بعشوائية، بينما فى مصر يلغى وزير الرياضة المدارس الرياضية».
وحين قلت له إن المسئولين عن الرياضة، يؤكدون أن الإمكانيات المادية لديهم لا تناسب تنفيذ مشروع أكاديمى ضخم لتنمية كرة القدم، عاب على الوزير والمسئولين عن الرياضة إنفاقهم بشكل خاطئ على الرياضة، قائلًا: «منح ١٨٠ مليونًا إلى النادى الأهلى، وأنشأ مركزًا رياضيًا للتدريب بـ٦٠٠ مليون، وطور مركز شباب بـ٥٠٠ مليون، ومنح الإسماعيلى والاتحاد والمصرى ملايين كثيرة»، مضيفًا: «منذ أيام عبدالمنعم عمارة، لا يستطيع أحد فى وزارة الرياضة أن يقول ليست لدينا أموال، لكن الإنفاق يتم بشكل خاطئ».
وعن حلول لأزمات الرياضة، أضاف «درويش»: الأمر لن ينصلح طالما أن الأحوال باقية على حالها، ومن غير أهل العلم لن تعرف الرياضة المصرية سوى نجاحات بالصدفة.

أشرف صبحى: ملك ليفربول صناعة فردية وليس من إنجازاته

أشرف صبحى، مساعد وزير الرياضة، الذى أبعده الدكتور خالد عبدالعزيز، وأحد أبرز وأهم الأسماء المطروحة لتطوير الرياضة، قال: «أنا فى موقف حرج.. لقد خرجت من وزارة الرياضة ولا يمكننى التقييم أو الحديث عمن عملت معهم».
فسألته: «هل نمتلك مؤهلين علميًا فى وزارة الرياضة؟، فأجاب: «رغم وجود كوادر، إلا أننا نفتقد القدرة على التطبيق العلمى، وأيضًا لاستمرارية من هم يستطيعون القيام بهذا الدور». سألته عن انطباعاته العامة عن الرياضة، فأجاب: «يجب أن تشهد الرياضة المصرية انطلاقة قائمة على الاهتمام بالبشر، مع الاهتمام المتوازى بالمنشآت الرياضية، لا بد أن نصب اهتمامنا على توسيع قاعدة المشاركة للجميع لمحاربة المرض صحيًا، وتحقيق متطلبات الأمن القومى». وتابع: «لا نسير بشكل علمى مدروس ومخطط كما يسير الرئيس عبدالفتاح السيسى فى باقى القطاعات من الدولة، والسرعة التى يسير بها الرئيس فى عملية التطوير والنهوض إذا انتقلت لكل المؤسسات بما فيها الرياضة فإن مكانتنا ستكون فى الصدارة». قلت له إن أيمن يونس يرى محمد صلاح والننى من إنجازات الوزير ومشاريعه، فرد: «صلاح والننى إنجاز فردى أولًا لنادى المقاولون العرب، وثانيًا يعود إلى مهاراتيهما ونبوغهما الفردى أيضًا». وأكد: «لم تكن هناك أكاديميات يتبعون لها، هم أبناء نادى المقاولون، الذى يعمل على مستوى الناشئين بشكل علمى.