رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راعى «إخوة الرب»: خدمة المحتاجين أفضل من حضور القداس

البابا شنودة
البابا شنودة

«مفيش حاجة توصل للسماء قد خدمة الفقراء».. جملة اعتاد البابا شنودة الثالث أن يقولها فى كل أحاديثه عن الفقراء «إخوة الرب»، وفى توجيهاته للرهبان والأساقفة والشعب والكهنة، إذ كان دائم الاهتمام بهم وبرعايتهم.

كان دائمًا يقول عنهم: «هم إخوة الرب وليسوا فقراء»، وكان يخصص لهم لقاءً أسبوعيًا كل خميس فى القاهرة ولقاءً نصف شهرى فى الإسكندرية ضمن نشاط «لجنة البر»، التى أنشأها لرعايتهم، وكان عملها برئاسته شخصيًا.

وكانت اللجنة تمد هؤلاء بالمواد التموينية واللحوم، وحتى الأثاث للأيتام والمقبلات على الزواج، كما تنظر الحالات التى تعجز الكنائس عن حلها، مثل تجهيز العرائس وعمليات القلب المفتوح وزراعة الكلى، وغيرها من الأمور التى تحتاج أموالًا طائلة، وكان دائمًا يعمل على الاستجابة لمطالب كل الحالات، واستمر البابا الراحل فى رئاسة اللجنة حتى فى أوقات مرضه الشديد فى آخر حياته.

وأسس البابا شنودة أيضًا جمعية «أتحبنى»، التى بدأت الخدمة فى 2005، ثم أصبحت فى 2012 أحد أهم أنشطة وخدمات المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى برئاسة الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافى القبطى.

وتقوم خدمة الجمعية على أساس الاهتمام بـ«إخوة الرب» وكل المحتاجين والذين ليس لهم أحد يمد لهم يد العون، ويحتاجون إلى رعاية ومعونة عاجلة وإلى رفع المعاناة عنهم، وتغدق على الفقراء بمعونات عينية ومادية شهريًا، وتستمر فى عملها حتى الآن.

مصطلح «إخوة الرب»، الذى كان يطلقه البابا الراحل على المعوزين والفقراء، يعتمد على ما جاء بالإنجيل على لسان المسيح نفسه، الذى دعاهم بـ«إخوته» وقت وجوده على الأرض، ولذا شهد عهد البابا شنودة، عدم وجود أى جدار عازل بينهم وبين الشعب، فخصصت الكنيسة اجتماعات للصلاة وعظات خاصة دون غيرهم.

وكان البابا شنودة حريصًا على الفقراء واحتياجاتهم ورغباتهم، وكان المال بالنسبة له لا يساوى شيئًا، «فالنفوس هى الأهم»، يغدق من جيبه كل أسبوع، ويوزع على الفقراء بيديه، ويأمر دائمًا بإعطاء الفقراء دون تدقيق.

وفتح البابا الراحل أبواب الكنيسة على مصرعيها لـ«إخوة الرب»، ورحب بهم فى مقره البابوى، ولم تخل حافظته يومًا من العملات الجديدة، ليغدق على كل من يحييه منهم بمبلغ مالى.

وحسب رهبان عاشوا مع البابا شنودة بدير الأنبا بيشوى، قبل ترسيمه على كرسى البطريركية، فإنه كان يجالس الفقراء على الأرض، ويستمع لشكواهم، وكان يقول للرهبان: «مفيش حاجة توصل الراهب للسماء قد خدمة الرب»، و«خدمة الفقراء والمحتاجين أفضل من حضور القداس».

ويحكى هؤلاء الرهبان عن توبيخ البابا شنودة للأساقفة على ترك الفقراء، بعدما قرأ ورقة أرسلتها له سيدة فقيرة فى إحدى عظات «الأربعاء»، وكان دائمًا ينصح الرهبان والأساقفة والمطارنة والكهنة بالاهتمام بالفقراء.

ويقول الأنبا موسى، أسقف الشباب، إن البابا شنودة كان مهتمًا بشكل كبير بالمحتاجين، فكان يتابع أعمال «لجنة البر» بنفسه، وكان فياضًا فى عطائه ولم يرد أحدًا فى سؤاله أبدًا، بل كان دائمًا ما يسأل المحتاجين عن باقى طلباتهم ليمنحهم إياها.