رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطلاق أعمال الملتقى الأول لمكافحة العنف ضد المرأة

صوره من الحدث
صوره من الحدث

انطلقت اليوم أعمال الملتقى الأول لمكافحة العنف ضد المرأة والذى نظمته منظمة المرأة العربية بالتعاون مع «وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة» بجامعة القاهرة، تزامنًا واليوم العالمى للمرأة الذي يوافق الثامن من شهر مارس من كل عام.

جاء الملتقى تحت عنوان «دور الجامعات العربية في مكافحة العنف ضد المرأة»، وحضره كوكبة من الأكاديميين وعدد من رؤساء، وعمداء الجامعات العربية.

وأعربت السفيرة مرفت تلاوى، المديرة العامة للمنظمة في كلمتها الافتتاحية، عن أهمية الملتقى الذى احتضن عددًا من الجامعات العربية الرائدة والتى تتميز بتجارب وخبرات حول موضوع مكافحة العنف ضد المرأة، وهنا تبرز الجامعات بصفتها فاعلًا مهمًا فى تشكيل ثقافة الشباب وقيمهم وتوجهاتهم الاجتماعية إزاء قضايا المرأة.

وأكدت، أن الثقافة المجتمعية لها تأثير مهم في أوضاع المرأة في المجتمعات العربية بما تشمله من أفكار واتجاهات وعادات وتقاليد وأعراف وأخلاقيات، ورغم أن قضية العنف ضد المرأة بوجه خاص يتدخل فيها بقوة البعد القانونى فإنه حتى القانون يتأثر بعوامل ثقافية تتحكم في القائمين على تنفيذه على أرض الواقع.

وقال الدكتور عمرو عدلى، نائب رئيس جامعة القاهرة، إن الفضل الأول في إنشاء جامعة القاهرة يعود إلى الأميرة فاطمة إسماعيل، التي حملت على عاتقها التكاليف المادية لبناء جامعة القاهرة، وليس هذا فحسب، ومن أجل إتمام البناء تبرعت بمجوهراتها، وهذا يدل على دور المرأة الفاعل على مدار عقود في التنوير والمعرفة والاقتصاد والتنمية المجتمعية ومن هنا تتضح طاقة المرأة غير المحدودة في التنمية إذا ما حصلت على المزيد من الفرص والدعم المجتمعى، لقضاياها فهي الشريك الأساسى بامتياز مع الرجل في عملية الازدهار المجتمعي.

وأضاف، أن جامعة القاهرة أنتجت سيدات فضليات رائدات فى مختلف المجالات وتخرجت من صرحها رائدات عربيات وعالميات تبوأن مناصب عليا فى أوطانهن كحاكم مدينة طوكيو الحالية، التي تخرجت فى جامعة القاهرة عام 1976.

تلت الجلسة الافتتاحية جلسة عامة جاءت تحت عنوان دور الجامعات العربية فى مكافحة العنف ضد المرأة من واقع تجارب الدول، تحدث فيها الأستاذ الدكتور كمال الدين حسين، رئيس الجامعة الهاشمية بالأردن، حيث اعتبر أن العنف ضد المرأة نتج جراء منظومة سلوكية انتشرت أخطاؤها في المجتمعات.

وأصبحت من خلاله المرأة المعتدى عليها معاقبة اجتماعيًا فى كثير من الأحيان وقبولها بدور الضحية نتيجة عجزها وخوفها من الاعتراف مما تتعرض له من عنف نفسى ومادى فى أوقات أخرى.

وينبغي للوقاية من هذه الأفكار المغلوطة أن يبذل الإعلام المزيد من الجهود، لأنه يملك الرسالة والسلطة الأقوى فى عملية التأثير في الرأي العام، وكذلك من خلال دور الدراما في زيادة الوعى بقضايا المرأة بدل أن تكون عاملًا سلبيًا ضدها.

كما عرض دور الجامعة الأردنية، في مكافحة العنف ضد المرأة من خلال وضع الكثير من الخطط والاستراتيجيات كتأسيس مركز لدراسات المرأة، والتخطيط لإنشاء كلية متخصصة فى دراسات المرأة، كما تم وضع كوت لعدد الطالبات في مجالس الطلبة والهيئات الطلابية. وخلق ثقافة صديقة للمرأة في البيئة الأكاديمية في هذا الإطار.

كما ألقت الدكتورة نائلة شعبان حمود، من تونس عميدة كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية، كلمة، حيث عرضت تجربة تونس في مكافحة العنف ضد المرأة من خلال إرساء قوانين وقائية تقضي على ظاهرة العنف ضد المرأة، حيث ينص دستور تونس الذى أقر فى يناير 2014 بأن الدولة يجب أن تتخذ التدابير الكفيلة لحماية المرأة من العنف، كم تم إعداد مشروع القانون الأساسى فى مكافحة العنف ضد المرأة 2017.

وأشارت، إلى أن هناك دراسة أوضحت بأن 47.6% أعمارهن بين 18و65 يتعرضن لأنواع من العنف المادي والجنسي والنفسي.

وكما عرضت تجربة جامعة قرطاج في مكافحة العنف ضد المرأة من خلال القيام بالعديد من الملتقيات العلمية والتوعوية والتي تعرف بمختلف القوانين الوقائية من العنف ضد المرأة والاتجار بالبشر ومشاكل المرأة الريفية بهدف توعية الطلبة.

من جانبه، أشار الدكتور علاء عبدالحسين عبدالرسول، رئيس جامعة بغداد بالعراق، إلى أن الجامعة قامت بالعديد من الدراسات التي تناولت ظاهرة العنف ضد المرأة، حيث قامت جامعة بغداد سنة 2017 بإعداد 150 بحثًا تتناول قضايا المرأة وتوضح مختلف العوامل التي تؤدي إلى العنف ضد المرأة، كما تم إعداد الكثير من الأطروحات والرسائل الأكاديمية في النوع الاجتماعى، وأشار إلى أن ما مر به العراق من إرهاب أثر على مكتسبات المرأة وانتشار ظاهرة العنف ضد المرأة.

وتحدثت الدكتورة سناء ماهر طوطح، أستاذة العلوم الاجتماعية والقانون في جامعة القدس بفلسطين، عن أن المرأة ينبغي أن تكرم كل عام وليس يوم الثامن من شهر مارس فحسب، وأن مشكلة النساء ليست مشكلة قوانين بل التنشئة المجتمعية الخاطئة.

وعلى الرغم من انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة، فإنه يأخذ أشكالا أكثر حدة في فلسطين بسبب التأثير المباشر من الاحتلال الإسرائيلي. ناهيك عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية المجحفة في حق المرأة.

وفي عرضها لدور جامعة القدس أشارت إلى أن المرأة تتمركز في المناصب القيادية وصنع القرار، وأعدت الجامعة الكثير من الدراسات في قضايا النوع الاجتماعي والكثير من الورش والملتقيات للتعريف بقضايا العنف ضد المرأة والتوعية بخطورته على المجتمع ومحاولة إيجاد الحلول الوقائية في هذا الإطار.

وأشارت، إلى ضرورة تكاتف الجامعات العربية لتصحيح المورثات الخاطئة عن المرأة، كون الجامعات تمثل الشريحة الطلابية الأكبر في المجتمع وهذا من منطلق المسؤولية الاجتماعية.

وفي كلمة اليمن أشار الدكتور مبارك سالمين مبارك، أستاذ علم الاجتماع الثقافي بجامعة عدن، إلى الأفكار المسبقة عن المرأة وبالتالي أثرت هذه الصورة على مسار المرأة ودورها في عملية التنمية الاجتماعية وعرض دور جامعة عدن في الوقاية من ظاهرة العنف ضد المرأة. من خلال العديد من الملتقيات العلمية في هذا الإطار كما تم إنشاء مركز متخصص عن دراسات المرأة وفتح أبواب الماجستير.

أضاف، أن هذه المكاسب تأجلت بسبب الوضع الذي يمر به اليمن.

وأوصي بإعداد منصات متخصصة في الجامعات العربية تقوم بعملية رصد وتحديث المعلومات عن المرأة العربية.

جدير بالذكر، أن هذا الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية دور الجامعات العربية في مناهضة العنف ضد المرأة، فضلا عن إيجاد آلية لتبادل الخبرات والتشبيك بين وحدات مناهضة العنف ضد المرأة في الجامعات العربية.
ويدخل في إطار تبني منظمة المرأة العربية لبرنامج "بناء ونشر ثقافة مجتمعية صديقة للمرأة في المجتمعات العربية" وهو الموضوع المدرج على برنامج عمل المنظمة لعام 2018.