رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شفرة الجنس الناعم».. دراسة تكشف عن سر «الدوبامين» المتسبب فى آلام النساء

جريدة الدستور

«الألم لديهن مضاعف.. لأنهن عاطفيات» ليست جملة عادية، بل وجهة نظر سيطرت على قطاع عريض من الرجال فى جميع دول العالم، كلهم رأوا أن النساء يبالغن فى وصف الألم، ولكن دراسة طبية جديدة ظهرات مؤخرًا، قلبت جميع الموازين، وأثبتت علميًا أن ما يصفه لنا النساء من ألم، ناتج عن إحساس حقيقى لا يشعر به الرجل، مؤكدة أن الاعتذار لـ«حواء» أصبح واجبًا الآن.

حسب دراسة نشرتها صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن العلماء فى جامعة «تكساس» الأمريكية، اكتشفوا أن الخلايا لدى النساء لها ردة فعل مختلفة تجاه الإصابات أو مسببات الألم، مقارنة بالخلايا لدى الرجال.

وأكد العلماء أن النساء لا ينعمن بنفس تأثير «الدوبامين» الذى يخدم الرجال كثيرًا فى تخفيف الشعور بالألم، و«الدوبامين»، وهو مادة كيميائية تتفاعل فى الدماغ لتؤثر فى كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما فى ذلك الانتباه، والتوجيه وتحريك الجسم، ويؤدى دورًا رئيسيًا فى الإحساس بالمتعة والسعادة.

ووفقًا للدراسة، فإنه قبل عام ٢٠١٤، كانت معظم الدراسات الطبية المتعلقة بالألم تعتمد خلال إجراء تجاربها على عينات مأخوذة من الرجال فقط، وذلك لأن العلماء لا يثقون فى العينات الأنثوية، لأنها تتأثر بعوامل كثيرة وهرمونات قد تجعل النتائج غير دقيقة، لذا تأخر اكتشاف السبب الحقيقى وراء آلام المرأة المفرطة.

وقالت الدراسة: «ولكن الآن أصبحت المعاهد الوطنية للصحة تقوم باختبار كلا الجنسين، فالرجال والنساء يقدمون عينات، وأصبح من السهل التعرف على كيفية عمل خلايا الذكور والإناث وتفاعلها، بشكل مختلف».

وأكدت الدراسة أن ما لا يقل عن ٣٠٪ من النساء يشعرن بالألم أثناء ممارسة الجنس، وأن واحدة من بين كل خمس نساء تعانى من تشنجات الدورة الشهرية، مع نوبات قلبية، مشددة على أن تلك النتائج وغيرها تثبت أن خلايا النساء تختلف فى ردات فعلها عن خلايا الرجال.
وقال الدكتور تيد برايس، رئيس فريق العلماء المتخصصين فى علم الأعصاب بالجامعة: «ما جعلنا لا نعرف الكثير عن ألم المرأة هو أننا كنا نفترض أن عينات الرجال أكثر توازنًا ودقة فى النتائج، وأن تلك النتائج تنطبق على النساء دون شك.. ولكن كنا مخطئين».
ويضيف «برايس»: «هذا الاستنتاج جاء بعد مجموعة كبيرة من البحوث، وأوضح لنا لماذا لا تؤثر بعض الأدوية المجربة على الرجال عند استخدامها على النساء»، وحسب الاكتشاف فإن على العلماء أن يبحثوا عن طريقة جديدة لعلاج آلام النساء، لأنهم لا يزالون فى ضبابية.
ويتابع التقرير أن الدراسة الجديدة فى عام ٢٠١٤، أمرت المعاهد الوطنية للصحة بأن تشمل جميع التجارب ما قبل السريرية كلًا من الذكور والإناث.
واعترف «برايس»: «كنا نتجاهل تجارب النساء فلم نعرف حقيقة آلامهن، وأنا مذنب مثل أى شخص آخر»، مضيفًا: «مهنيًا، لم نرَ أى سبب للقيام بذلك، أى بتجارب النساء حتى عام ٢٠١٤، لكن قرار المعاهد الوطنية للصحة هو الشىء الصحيح، وهو ما يجعلنا نستطيع أن نقوم بالدراسات وإيجاد آليات جديدة ومثيرة للاهتمام».
وأكد «برايس»: «هناك دلالة واضحة جدًا على وجود اختلافات كبيرة بين استراتيجية رد الفعل بالنسبة للألم، بين الرجال والنساء»، مشيرًا إلى أن معظم مرضى الألم المزمن هن من النساء، وليس الرجال، وهو ما يشير إلى أن المرأة تشعر بالألم أكثر من الرجل، سواء على المستوى النفسى أو البدنى، لأن الدوبامين لديها لا يعطى نفس النتيجية من تخفيف الألم بالنسبة للرجل».