رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ما بعد الخراب».. صحفية أمريكية تكشف الوجه الآخر للحروب

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

عادة ما تهتم وسائل الإعلام بتغطية الصراعات والحروب فى الدول الساخنة، وربما تظل سنوات تنقل صورًا للقتلى والمصابين، ونزيف الدماء، وما إن تتوقف هذه الحروب، تنصرف عنها كاميرات المصورين، مكتفين بـ«نصف الحقيقة فقط»، دون التطرق للوجه الآخر من الحرب.

على مدار العقود الماضية، تسارعت وسائل الإعلام فى تغطية أحداث الدول الساخنة، فى الوقت نفسه تنصرف عنها فور توقفها، دون إيجاد سبب واضح لهذا الانصراف، إلى أن قررت صحفية ومصورة تُدعى «سارة تيرى» البحث فى الأمر للإجابة عن تساؤل: «ماذا بعد توقف الموت؟»، عبر كتابها المصور الجديد، الذى نشرته مجلة «فايس» الأمريكية.
كتاب «تيرى»، الذى يحمل عنوان «الحرب نصف القصة فقط»، تطرق إلى أحداث ما بعد النزاع، ويرصد تجارب ١٠ سنوات من العمل بعد انتهاء الصراع، ويهدف إلى التذكير بأن نهاية الحرب ليست نهاية الصدمة أو الخطر أو الصعوبة، ولكن النهاية بعد توقف الصدمة.
وقالت «تيرى»، للمجلة الأمريكية: «بدأت مشروعى فى البوسنة لأننى كنت غاضبة جدًا من تقرير قرأته، يشير إلى أن خمس سنوات وقت كافٍ للناس للتغلب على آثار الحروب، على الرغم من أن الحرب فى البوسنة شهدت أسوأ إبادة جماعية منذ الحرب العالمية الثانية».
وأضافت: «على مدى فترة طويلة فى البوسنة، كانت القصص الكبيرة تهتم بها وسائل الإعلام، ولكن كان شعورى يتجه إلى ما هو أكثر أهمية من الحرب، وهو قصة ما بعد الحرب، فنحن نصر على إعادة تعريف إنسانيتنا من خلال متابعة ما بعد الحرب».
وتابعت «تيرى»: «اندهشت من المسلمين فى البوسنة الذين قابلتهم، وتعرضوا للتطهير العرقى والطرد من منازلهم، وأرادوا العودة إلى الأماكن التى ولدوا فيها، تلك الصور التى التقطتها أظهرت نوعية مذهلة من الروح البشرية، وهو ما أردت أن أعرف المزيد عنها».
ومضت قائلة: «فى خضم عملى فى البوسنة، شاركت فى ورشة عمل مع المصور سام أبيل، وسألنا عن الأثر الذى أردنا أن نحققه فى عملنا، كنت قد حصلت على جوائز كصحفية ورأيت تأثير عملى، ولكن لم أكن أعتقد أننى سأرى نتيجة عملى بطريقة مختلفة كمصورة».
وتابعت «تيرى»: «أنا صحفية، لذلك أفهم دورة الأخبار، ولكننى أردت أيضًا أن أتحدى ذلك، كنت أريد أن أقول: (لماذا الموت والدمار والمرض والمجاعة الأشياء الوحيدة الجديرة بالنشر؟)، أردت أيضًا الكشف عن أن هناك قصصًا حقيقية عن حالات إنسانية ما بعد الصراع يمكن التطرق إليها».. وبالطبع لدىَّ احترام كبير لزملائى الذين يغطون الصراع، ويرون أنه شىء مهم لبناء أسمائهم فى مجال الصحافة والتصوير الصحفى».
وأوضحت قائلة: «كصحفية ومصورة، كان رأيى دائمًا أنه يمكنك الحصول على الاهتمام بقصتك من خلال وصولك للناس، فكل الحروب تستدعى الانتباه، وكذلك آثارها، لفترة من الزمن، وما بعدها وقصص البشر الأحياء فى أماكن الصراع تستحق الكتابة والتصوير».