رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خصلة الشعر وقصيدة 500 بيت».. أشهر قصص حب شعراء العصر

قصص حب شعراء العصر
قصص حب شعراء العصر

إن الشعراء المحدثين والمعاصرين، قد أثبتوا بما تركوا لنا من قصصهم الشعري -الغزل- أنهم لا يقلون عن سابقيهم من رفقاء الدرب الطويل استمتاعًا بالحب وتخليدًا له في شعرهم، ولن نحصى تلك القصص الشعرية التي أبدعها لنا شعراء الحب، من أمثال خليل مطران وإبراهيم ناجي وأحمد رامي وجبران خليل جبران وأبوالقاسم الشابي وعبدالقادر رشيد الناصري، وإلياس فرحات، وصالح جودة، وعبدالخالق فريد، وغيرهم.

وقد جعلوا هؤلاء الشعراء من حبهم حكايات تحكى وقصصًا تقص، حتى لنجد شاعرًا مثل «صالح جودت» يختار لبعض دواوينه حكايات قصصية مثل «حكاية قلب وليالي الهرم وأغنيات على النيل»، وذلك حسبما ذكر في مقال لـ محمد عبدالغني حسن نشر بمجلة الهلال عام 1975.

وكان لـ«إلياس فرحات» وهو أحد شعراء المهجر، قصة حب اشتهرت كثيرًا بين أقرانه، وكانت قصة خصلة الشعر التي أهدتها حبيبته له، هي أشهر ما عرف بينهم، وقد أهدته هذه الخصلة تأكيدًا على صدق المحبة، ولكن شاءت الظروف أن يفترقا، فما كان من إلياس فرحات إلا أن كتب قصيدة نشرت في عام 1918 مسجلًا فيها قصة خصلة الشعر، وما إن نشرت هذه القصيدة حتى حققت نجاحًا وشهرة كبيرة، ويقول فيها:
خصلة الشعر التي أعطيتنيها
عندما البين دعانا بالنفير
لم أزل أتلو سطور الحب فيها
وسأتلوها إلى اليوم الأخير

والواقع أن شعراء العاطفة والحب في عصرنا الحديث لم يبخلوا على قرائهم بأروع قصص حبهم، وليس الشاعر منهم صاحب قصة واحدة ولكنه صاحب قصص وقصص، حتى أن الزواج والحياة الزوجية المستقرة لم تصرفهم عن خلق قصص جديدة في الحب، فهذا شاعرنا إبراهيم ناجي أنه لولا اتساع أفق زوجته ما استطاع ناجي أن يواصل رسالته كشاعر، وهو يطالعها كل يوم بقصائد مطولات عن حبه القديم، ثم يختتم أمسيته كل ليلة بجديد عن غزلياته.

وليس من الضروري في عالم القصص الشعري العاطفي أن يمسك الشاعر قلمه ليقول في صراحة: هذه قصة حبي فاسمعوها، إلى أنه يعرض علينا حكاية غرامه، فالشاعر إنسان رقيق، ولم يبلغ به غلظ الطبع أن يدق لنا ناقوس حبه في صراحة مكشوفة، فالشاعر «أبوالقاسم الشابي» قد فرغ من صلواته في «هيكل الحب» ليقص لنا حكاية حبه في حرارة وتدفق وعمق حيث يقول:
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصباح الجديد
كالمساء الضحوك، كالليلة القمراء، كالورد، كابتسام الوليد

وإذا كان شاعرنا «أبو القاسم الشابي» لم يجد من الملائم لجلال الحب أن يعرض علينا قصة حبه معنونة بعنوان صريح لا غبار عليه، فقد كان الشاعر العراقي «عبدالقادر رشيد الناصري» من الذين عرضوا قصة حبهم صراحة للقراء، حتى جاءت قصيدة معنونة «قصة حبي» وهي ملحمة طويلة، صرح أكثر من مرة بأنها تقع في أكثر من خمسمائة بيت، ولكن الذي نشره منها في جريدة الزمان البغدادية ومجلة الورود اللبنانية لا يكاد يصل إلى خمس هذا القدر.