رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ علام نصار.. مفتى بدرجة قاضي قضاة

الشيخ علام نصار،
الشيخ علام نصار، مفتى الجمهورية الأسبق

يعدالشيخ علام نصار، مفتى الجمهورية الأسبق، أحد العمائم الأزهرية التى نالت من العلوم الشرعية الكثير، والتحق بالمجال القضائي طيلة حياته ومشواره العلمي، ويعد من العمائم التى تربت علميا على الكتاتيب، الأمر الذى جعله مؤهلا لترأس العديد من المناصب فى الدولة خلال تلك الأونة.

ولد «نصار» بقرية «ميت العز» مركز قويسنا محافظة المنوفية في 20 فبراير سنة 1891، دخل كتّاب القرية فتعلم القراءة والكتابة، ثم حفظ القرآن الكريم، والتحق بالجامع الأحمدي في طنطا حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، واتجه إلى مدرسة القضاء الشرعي وواصل دراسته بها، وكان من شيوخه فيها الإمام الأكبر الشيخ إبراهيم حمروش -رحمه الله- وقد تخرج منها في سنة 1917.

عيِّن فور تخرجه موظفا قضائيًّا بالمحاكم الشرعية، ثم قاضيا شرعيًّا، وقد ضرب المثل الأعلى في النزاهة والعفة والعدالة، وظل يترقى في سلك القضاء الشرعي حتى حصل على معظم المناصب القضائية، وفي سنة 1947 عُيِّن رئيسًا للتفتيش القضائي الشرعي، ثم عُيِّن عضوًا بالمحكمة الشرعية العليا، وبجانب عمله بالقضاء كان يدرس مواد التنظيم القضائي الشرعي والسياسة الشرعية لقسم تخصص القضاء الشرعي بكلية الشريعة.

وظل يمارس عمله بالقضاء والتدريس بقسم القضاء الشرعي إلى أن تم اختياره مُفتيًا للديار المصرية في 25 من رجب سنة 1369هـ الموافق 12 مايو سنة 1950م، ويعد المفتي التاسع لجمهورية مصر العربية خلفا للشيخ حسنين محمد مخلوف وشغل هذا المنصب حتى 27 من جمادى الأولى سنة 1371هـ الموافق 23 من فبراير سنة 1952م. وأصدر حوالي 2189 فتوى، وتولي بعده الشيخ حسن مأمون.

كرس رحمه الله كل وقته وجهده للقضاء والفتوى والتدريس، وكذا كانت له أبحاث عدة في بعض المجالات الفقهية إلا أنها لم تطبع حتى الآن.

أما عن محاضراته التي ألقاها في قسم تخصص القضاء الشرعي بكلية الشريعة؛ فقد طبعت ووزعت على الطلبة الدارسين فاستفادوا منها،وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى في أكتوبر سنة 1966م، عن أم وأخت شقيقة وأخت لأم.

وسجل العديد من الفتاوى الشرعية، منها ما يتعلق بالميراث وذلك بإيضاح نصيب الميراث فى كثير من الحالات، وكذلك عن الزواج بابنة الخالة التي رضعت من الأم مع الأخ الأصغر، بأنه برضاع بنت خالة السائل من أمه في مدة الرضاع وهي سنتان على الأصح المفتى به صارت أمُّه أمًّا لها من الرضاع، وأولادها -ومنهم السائل- إخوة لها من الرضاع، فلا يَحِلُّ له أن يتزوج بها؛ لأنها أخته رضاعًا.

وحول حكم الإفطار لمن يعمل عملًا فيه مشقة شديدة، أكد علام، إنه يجوز أن يفطر كل من يعمل عملًا شاقًا كالبنَّائين والحمَّالين وعمَّال المناجم والمزارعين والخبازين، ممن يعملون فى الحر الشديد لساعات طويلة، إن كان لا يستطيعون تأجيل العمل لما بعد رمضان؛ أو تأجيله للّيل، وعليهم القضاء فى أيام أُخر.