رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مجنون سوما».. حكاية ثرى كسب الشهرة بـ«عظمة على عظمة» (صور)

مجنون سوما
مجنون سوما

«تصفيق وتهليل وعبارات مدح».. ردود تلقائية هزت القاعات التى شهدت إبداع كوكب الشرق فى جميع حفلاتها، وتباينت عبارات الثناء على أدائها من الحاضرين بمختلف طبقاتهم، إلا أن التلقائية اختارت جملة من «مجنون أم كلثوم» ليتردد صداها حتى بعد موتها.

«عظمة على عظمة يا ست».. جملة خلدت اسم صاحبها الحاج سعيد الطحان، أحد أعيان مصر، منذ عام 1964، وتحديدًا مساء يوم 6 فبراير، والذى كان ملازمًا لها ويصدع بها فى كل حفلاتها، ولم ينحصر ترديدها داخل مصر، بل امتد صداها في مختلف الدول التي غنت بها.

«جلباب وصديري وعصا وجبة وقفطان».. زى تميز به «الطحان» بين الحضور في جميع الحفلات، حتى أصبح إحدى علامات تمييزه، ويعتبر «الطحان» ابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية، أحد أثرياء مصر في ذلك الحين، إذ إنه كان يمتلك الكثير من الأعمال ما بين زراعة القطن، والأرز، والمطاحن، ومصانع منتجات حيوانية، وأراض شاسعة من الموالح والخضروات والفواكه وغيرها.

ورغمًا عن كل مشاغله وتعدد أعماله، فإنه كان يترك كل التزاماته عندما يتم الإعلان عن حفل لـ«الست» ويتوجه للاستماع لها أينما كانت، كما كان يصطحب عائلته لحضور حفل أول خميس من كل شهر كان، سواء فى باريس أو بنغازى أو أى مكان في العالم.

وعلى غرار «من الحب ما قتل».. تسبب شغف «الطحان» بكوكب الشرق، فى ضياع بعض أمواله وحجز سيارته من جانب ضباط المرور، فى نهاية الأربعينيات، حينما كان في طريقه لأحد البنوك لصرف مجموعة من الشيكات النقدية مستخدمًا سيارته، وبمروره بجانب «مقهى» سمع صوت «الست» تغنى فى الراديو «جددت حبك ليه»، فترك السيارة في منتصف الطريق العام، ومعه الشيكات ليستمع إلى الأغنية التى مع انشغاله واستمتاعه بها، ضاع منه شيك بـ30 جنيهًا، وكان مبلغًا كبيرًا فى هذا الوقت، وتم حجز السيارة من جانب ضباط المرور بعد أن وجدوها فى منتصف الطريق.

لم يقف شغف «الطحان» بكوكب الشرق عند حضوره لكل حفلاتها، بل كان دائم الحرص على التواجد فى الصف الأول، حتى حصد ألقابًا متعددة منها «مهووس أم كلثوم، متيم كوكب الشرق، مجنون سوما»، وزاد ظهوره لدرجة أن جمهور كوكب الشرق كان يبحث عن هذا الرجل في كل حفل لها، ويسمعون «آهاته» وطلبه منها بتكرار «الكوبليه» مرة أخرى مثلما اشتهر بمقولة: «تانى والنبى يا ست ده أنا جايلك من طنطا».