رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منصب وزير الإعلام.. هل يعود؟




هالنى ما أكده أحد الإعلاميين البارزين (نشأت الديهى) من خلال ندوة بوابة الأهرام للإعلاميين، من أن جميع القنوات الفضائية خاسرة، بما فيها القنوات الحكومية، وطبقًا للإحصائيات، فإن سوق القنوات الفضائية تتكلف ٦ مليارات جنيه فى العام، وسوق الإعلانات تقدم ٢ مليار فقط، ليصبح العجز ٤ مليارات جنيه.
مشيرًا إلى أن القنوات الخاصة قد يحقق أصحابها من رجال الأعمال منافع خاصة بعيدًا عن الرسالة الإعلامية، وذلك غير متوفر فى القنوات الحكومية، وأنه طالما سيبقى الإعلام ذليلًا أمام رأس المال لا يوجد إعلام، والدولة أمامها اختبار حقيقى، خصوصًا بعدما فقد الإعلام بريقه جماهيريًا، وذلك بسبب ضعف المحتوى المقدم وإدارة التمويل، وعدم وجود من يدير العملية الإعلامية من أعلى، ويستطيع التوفيق بين إعلام الدولة والإعلام الخاص. واللافت أنه اختتم كلمته بالمطالبة بعودة منصب وزير الإعلام. وقد ذكرنى هذا بما طرحه الأديب (يوسف القعيد)، عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، من أنه يتمنى أن يمتلك أعضاء البرلمان الشجاعة الكافية التى تجعلهم يطرحون فكرة عودة منصب وزير الإعلام مرة أخرى، وذلك للتنسيق بين الجهات المتمثلة فى المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين.
وقد استوقفنى هذا التقييم وهذه الإحصائيات التى تبرهن على تردى الحالة الإعلامية الراهنة باعتراف أبناء المهنة أنفسهم، الذين يرصدون عن كثب سلبيات يلمسونها ويضعون أيديهم على موطن المرض ويشخصونه باقتدار. يبقى على الدولة أن تلتفت إلى خطورة الموقف الإعلامى وتعمل على فتح باب تقديم الحلول والمقترحات العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إعلامنا المصرى المنهك. فلم لا يوضع حد أقصى للمحتوى التليفزيونى من أجل وقف نزيف القنوات الفضائية، أيضًا لا بد من تقنين ما تنفقه القنوات على ضيوف البرامج بتحديد قيمة مالية معقولة غير مبالغ فيها لتوفير نزيف الملايين المهدرة، التى تنفق على نجم فى برنامج واحد لا غير، وكذا مع أجور الفنانين فى موسم دراما رمضان الشهير بعجز الميزانيات. تعميم تجربة شباب مسرح مصر الذين علت المشاهدات لديهم وكثفت الإعلانات قبل عروضهم وأثناءها وبعد انتهائها، وهم يتقاضون مبالغ زهيدة بالقياس بما يتقاضاه النجوم المعتادون. لا بد من منح الفرص للموهوبين الحقيقيين الجادين فى كل المجالات، التى تخدم الظهور الإعلامى المشرق والمشرف، فمصر تزخر بالموهوبين الذين يطرقون باب الفرصة بإلحاح فى انتظار أن يفتح لهم الباب ليخوضوا تجربتهم ويثروا الحقل الإعلامى بزخم الروح الشابة، التى تضخ دماء جديدة ورئة أكسجين لتدب الروح من جديد فى الجسد الإعلامى العليل، فالأفكار الجديدة تملأ الرءوس والهمم، التى تنطوى على جهوزية الإبداع والتجديد، كأحد أهم الحلول المسعفة لحالة متردية تشكو منها قنواتنا الفضائية. وبطبيعة الحال لو عاد منصب وزير الإعلام سيكون المايسترو الذى يشرف على ضبط إيقاع التطوير والتحديث اللازم للخروج من الحالة المأزومة للإعلام فى إطار السياسة العامة للدولة، وذلك باقتراح السياسة والخطة العامة للدولة فى كافة مجالات الإعلام بالداخل والخارج. واقتراح السياسات التى تحقق الوجود الإعلامى بكافة أشكاله، داخليًا وخارجيًا، بما يخدم أهداف المجتمع ويحقق أهداف التنمية ويعمق الديمقراطية. العمل على إيجاد وتنمية الروابط الإعلامية بين مصر وسائر دول العالم ومتابعة تنفيذ أجهزة الإعلام للاتفاقيات والبروتوكولات المتخصصة لهذا الغرض. التنسيق بين الخطط الإعلامية لوسائل الاتصال بما يحقق تكامل الرسالة الإعلامية فى كافة المجالات. توجيه أجهزة الإعلام لتبصير الشعب بمكاسبه والدفاع عنها فى مواجهة التحديات، وتنمية المبادرات الفردية والحافز على العمل وإبراز القيم الروحية النابعة من الأديان. بالإضافة إلى:
تزويد الرأى العام العالمى بالبيانات والمعلومات عن مصر ومواجهة الدعايات المضادة وتقديم المعاونة للصحفيين والكتاب والمراسلين، وتقديم الحقائق واتجاهات الدولة عن الوحدات والقضايا الداخلية والخارجية.
الإشراف على إعداد وتحرير النشرات والتقارير الإعلامية المتخصصة عن الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى تهم أجهزة الدولة العليا. وضع الخطة الإعلامية التى تكفل إبراز المناسبات القومية والوطنية واللقاء المتصل بين الشعب وقياداته فى مختلف المجالات. تنظيم المؤتمرات الصحفية الدولية والمحلية بهدف الإعلام عن السياسة الخارجية والقضايا الداخلية، وكذلك الاتصال بجميع وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية.
تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بالمطبوعات الصادرة فى الداخل أو الواردة من الخارج الخاصة بعدم مخالفة المطبوعات للنظام العام أو الآداب العامة ولمبدأ عدم تعرضها للأديان تعرضًا من شأنه تكدير السلم العام.
متابعة تنفيذ الإذاعة والتليفزيون للأنشطة الخاصة بها ومدى تحقيقها للأهداف المنصوص عليها فى القانون رقم ١٣ لسنة ١٩٧٩ فى شأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى.
وضع وتنفيذ برامج تدريب العاملين فى مجالات الإعلام المختلفة بهدف توفير العمالة الفنية ذات الكفاءة.
تحديد أولويات المشروعات الواردة بالخطة الاستثمارية فى إطار الخطة الإعلامية للدولة بما يحقق تطوير وتحديث أجهزة الاتصال الإعلامية بحيث تواكب تقدم وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.
وزير الإعلام هو الوزير المختص بشئون الإذاعة والتليفزيون. كل ذلك يعمل على استقرار أوضاع وزارة الإعلام الإدارية والفنية والقانونية والتشريعية وهو ما ساعد على تحقيق الانطلاقة الإعلامية الكبرى التى بدأها الإعلام المصرى منذ مطلع الثمانينيات. ومن استعراضنا لأهم مهام وزارة الإعلام يبدو بالفعل أننا ‬أخطأنا بإلغاء منصب وزير الإعلام؛ لأننا فى أمس الحاجة إليه والدستور لم يلغه فلم لا نفعله، وقد أصبحنا نفتقد وضع السياسة الإعلامية، ومن يضعها؛ لأن واضع السياسة الإعلامية هو وزير الإعلام، أما الإدارات القائمة فهى إدارات تنفيذية وليست سياسية‫. ‬ليتنا نتدارك هذا الإلغاء غير المدروس لوزارة حققت أمجادًا إعلامية فى أوقات عصيبة مرت بها البلاد وكانت لها الريادة فى نشر انفتاح إعلامى غير مسبوق هنا وهناك.