رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى «انجاز جديد» للدبلوماسية العريقة

السيسي
السيسي

حينما وافق قادة دول الاتحاد الأفريقي في جلستهم المغلقة بأديس أبابا على انتخاب مصر بالإجماع لرئاسة الاتحاد الأفريقي في دورته القادمة الحادية والثلاثين لعام 2019 فإن ذلك فى تقديرى لم يأت من فراغ وإنما هو فى حقيقة الأمر نتيجة منطقية لجهود مضنية بذلتها الدبلوماسية المصريةً خلال السنوات الأخيرة وذلك من أجل استعادة الدور المصرى افريقياً وتصىيب الاوضاع المقلوبة التى اصبح عليها التواجد المصرى فى افريقيا ، بل أننى أراه قد جاء أيضاً تقديرا لدور مصر الريادي في القارة الأفريقية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي خاصة أنه و منذ توليه رئاسة الجمهورية وهو يسعى جاهداً من أجل لم الشمل الافريقى وترميم العلاقات التى كانت تربط مصر بامتدادها الافريقى.وهو ما لمسناه جميعاً فى القمة الثلاثية التى اقيمت اليوم بين مصر والسودان واثيوبيا مؤكداً سيادة الرئيس من خلالها أن مصر تدعم خطط التنمية فى اثيوبيا ولا توجد ازمة فى انشاء سد النهضة بما لا يضر بحصة مصر والسودان من المياه
لقد اسعد الرئيس قلوب الملايين من المصريين والسودانيين والاثيوبية وهو يشير الى أن الدول الثلاثة يداً واحدة فى مواجهة التحديات الصعبة .. نعم لقد شعرت بمدى حرص الرئيس على أن تطل مصر دائما صاحبة السبق فى الحرص على أمتها الأفريقية فهاهى يطل على العالم بوجههة البشوش وابتسامته الصافية والنقية فاتحا ذراعيه للجميع من منطلق أن دولة فى حجم ومكانة مصر قادرة على استيعاب المساكل والازمات مهما كان حجمها.
وفى هذا الصدد فإننى على يقين من أن موافقة القادة الافارقة على انتخاب مصر رئيساً للاتحاد الافريقى لم تتوقف عند هذا الحد بل إنه بهذا القرار سوف تكون مصر عضوا في ترويكا المفوضية الأفريقية التي تشمل الرئاسة الأفريقية السابقة والحالية والقادمة.
وهو ما جعلنى على قناعة تامة بأن موافقة القادة والرؤساء الأفارقة على رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام المقبل دليل قوى على إدراك من دول القارة لأهمية الدور الذي كانت تلعبة مصر في القارة الأفريقية بل وأيضاً الدور الذى سوف تلعبه فى المستقبل من أجل استقرار تلك القارة واعادة هيكلة علاقاتها بمختلف انحاء العالم.
وأهم ما فى هذا التحرك المهم على المستوى الافريقى من وجهة نظرى إن أفريقيا بالكامل أصبحت الآن تتطلع لمصر ولرئاستها للإتحاد وتنتظر المزيد من التعامل مع القضايا التي تعاني منها القارة وعلى رأسها التحديات السياسية والمشاكل التي تعاني منها بعض الدول مثل الازمة الليبية والوضع في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي وجنوب السودان .و هناك تطلعات أفريقية أيضاً لدور مصر خلال رئاستها للاتحاد في تطوير آليات العمل داخل الاتحاد والحفاظ على استقلالية القرار الأفريقي على المستوى الدولي.
وبينما كنت اتابع كلمة الرئيس السيسى فى الجلسة التى ترأسها فى القمة الافريقية تأكدت وبما لايدع مجالاً للشك أن هناك اجماعاً افريقياً على مواجهة الإرهاب الذي تعاني منه عدد من دول القارة بل أن هناك "توافق وتطابق" في الموقف الأفريقي تجاه هذه الظاهرة مع الموقف المصري.وقد لاقى ذلك ترحيباً كبيراً داخل كواليس القمة الافريقية فى حضور أكثر من 15 رئيس دولة أفريقية على رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس ليبريا الجديد جورج وايا والرئيس التشادي ادريس ديبي ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين ورؤساء وفود 55 دولة أفريقية أعضاء في الاتحاد الأفريقي بالإضافة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وأحمد أبوالغيط الامين العام لجامعة الدول العربية وأنطونيو جوتيرس الامين العام للأمم المتحدة .
واللافت للنظر أن هذه القمة تعقد في ظل تحديات جسام تواجه القارة الافريقية، خاصة أن المخاطر التي نواجهها تتمثل في تعدد الإجراءات الاحادية التي تضعف المجتمع الدولي في مواجهة التحديات كما أن ارتفاع كراهية الآخر ورفضه تشير إلى مسألة فى غاية الأهمية والخطورة تتمثل فى تراجع قيم العدالة والمساواة.
ولمن لا يعرف فإن الاتحاد الأفريقي هو منظمة دولية تتألف من 55 دولة أفريقية وقد تأسس الاتحاد في 9 يوليو 2002 متشكلاً خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية. ويتم اتخاذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي.
ومن بين أهداف مؤسسات الاتحاد الأفريقي الأساسية تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة وذلك لتعزيز مواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها تحقيقاً للسلام والأمن ومساندةً للديموقراطية وحقوق الإنسان. يتكون الاتحاد الأفريقي من جزئين أحدهما سياسي والأخر إداري. ويعرف أكبر صانع للقرارات في الاتحاد الأفريقي بالجمعية العامة، التي تتألف من رؤساء دول الأعضاء أو ممثلي حكوماتها.
لدى الاتحاد الأفريقي هيئة تمثيلية أيضاً فيما يعرف بالبرلمان الأفريقي (برلمان عموم أفريقيا) الذي يتألف من 265 عضواً ينتخبون من قبل البرلمانات الوطنية لدول الأعضاء
يوجد أيضاً لدى الاتحاد الأفريقي مؤسسات سياسية أخرى مثل المجلس التنفيذي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء ومن المهام الرئيسية للمجلس تهئية القرارات لتمريرها للجمعية العامة والهيئة التمثيلية للاتحاد التي تضم سفراء الدول الأعضاء في أديس أبابا. يوجد أيضاً المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والذي يهتم بالناحية المدنية للدول.
وتعتبر مدينة أديس أبابا في إثيوبيا هي العاصمة الإدارية والرئيسية للاتحاد الأفريقي حيث يقع فيها المقر الرئيسي للجنة الاتحاد الأفريقي. ويستضيف عدداً آخر من أعضاء المجلس العديد من الهياكل الأخرى فعلى سبيل المثال بانجول يوجد بها المقر الرئيسي للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب. وجامبيا التي تستضيف أمانتي آلية مراجعة النظراء الأفريقية والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا. فضلاً عن البرلمان الأفريقي والذي يقع في مدينة ميدراند الجنوب أفريقية.
اعتمد الاتحاد الأفريقي عدداً من الوثائق الهامة والتي ترسي معايير جديدة على صعيد القارة السوداء وذلك لتكملة الوثائق المعمول بها بالفعل عند إنشائها. وتشمل اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم فضلا عن الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا وما يرتبط بها من الإعلان حول الديمقراطية والسياسية والاقتصاد وحوكمة الشركات.
اننا الآن أمام حالة خاصة من العمل الافريقى المشترك تقف خلفه بل وتسانده بقوة إرادة مصرية ورغبة صادقة تستهدف فى المقام الأول إعادة الأمور الى وضعها الطبيعى.