رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجاسوس الكمى».. كيف عملت المخابرات الأمريكية مع «الإخوان»؟

الكاتب والروائي الأمريكي
الكاتب والروائي الأمريكي ديفيد اجناتيوس

يدخلنا الكاتب والروائى الأمريكي الشهير ديفيد إجناتيوس فى جولة شديدة الخصوصية فى أروقة أكبر وأقوى أجهزة الاستخبارات في العالم، وهى المخابرات الأمريكية المركزية «سى آي أيه» وذلك فى أحدث رواياته والتى تحمل عنوان «الجاسوس».

ويقوم إجناتيوس، المؤلف الأكثر مبيعًا، بالكشف عن طريقة عمل «سى.آي.إيه» مع المخابرات الدولية سواء الحليفة أو المعادية للولايات المتحدة، في رواية مثيرة عن التجسس العالمى.

الرواية صدرت عن دار النشر دبليو دبليو نورتون، فى حوالى 323 صفحة قبل بداية العام الجارى، ويقوم فيها إجناتيوس بالتنقل من الشرق الأوسط ومصر وتونس ودول المنطقة الأخرى إلى روسيا والصين وغيرها، من خلال بطل الرواية الذي يكشف كيف تتعامل «سى آى إيه» مع أجهزة المخابرات الأجنبية بوصفها عمليات اتصال، وهو المفهوم الذى يتيح لها إدارة عملياتها «الأحادية الجانب»، لمعرفة ما يجرى داخل الدولة المضيفة وهى طريقة تغرى الدول بالتعاون مع المخابرات الأمريكية الشهيرة، وهى تحمل سلاحًا ذا حدين، لأن المخابرات الأمريكية تستفيد من الدخول فى أهم مؤسسات الدولة، وتتعرف على كيفية عمل ضباط المخابرات سواء العربية أو الأجنبية أو الدولية بل وتتمكن من التجسس عليهم.

ويرى «إجناتيوس» في روايته، أن مكافحة الإرهاب كانت الكارت الذى تستطيع المخابرات الأمريكية من خلاله التعاون مع أجهزة الاستخبارات العربية، لجمع المعلومات، فضلًا عن أن ثورات الربيع العربى كانت أيضًا مثارًا للجدل حول علاقات «سي.أي.إيه» بجهات داخل الدول، التي طالتها تلك الثورات، وكانت هناك لقاءات كثيرة بين المخابرات الأمريكية وعناصر جماعة الإخوان المسلمين، وتم رصد العديد من اللقاءات وجماعات المعارضة الأخرى في مصر.

وأوضح «إجناتيوس» في روايته أنه بعد 11 سبتمبر 2001 أنفقت وكالة المخابرات الأمريكية مئات الملايين من الدولارات في دول العالم وخاصة الشرق الاوسط وساعدت تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في عمليات التجسس، وهو ما يوضحه إجناتيوس من خلال اسم الرواية «الجاسوس الكمى» أو الرقمي، والذي يكشف فيها وكالة الاستخبارات المركزية كمؤسسة تعرّض الجميع للخطر، وخاصة وسط الكم الهائل من البحوث الإلكترونية السرية في الولايات المتحدة.

الغريب في رواية إجناتيوس أنها تتعارض مع الانتقادات التي كانت توجه إليه عن تحيزه لوكالة المخابرات الأمريكية، وأنه يكتب عنها بإيجابية ودفاعية كبيرة، لكنه يكشف في روايته، وعن طريق البطل هاريس تشانج، الكثير عن الوجه الحقيقي للوكالة من خلال مواجهة بطل الرواية أثناء عمله الكثير من الألعاب القذرة داخل وكالة المخابرات وعمليات المنافسة العالية بين أجهزة المخابرات الأكثر احترافية في العالم وخاصة وسط الحياة في العصر الرقمي الرواية توفر نافذة مثيرة في عالم المستقبل للتجسس والتكنولوجيا الفائقة، ورغم أنها رواية إلا أنها تمثل واقع الحياة في المعركة الجارية من أجل الهيمنة في العالم الرقمي.

«إجناتيوس» يكشف، خلال الرواية، كيف تعمل المخابرات الأمريكية بالطريقة التى ربما تخدم مصالح دول معادية، فالبطل كان ضابطًا فى الجيش الأمريكى قبل أن تجنده الوكالة كجاسوس، ولذلك يتعامل بمبدأ ضباط الجيش الذين يخدمون بشجاعة ونجاح، وفجأة يدخل في عالم المؤامرات السياسية التى تجعله يشعر بالحيرة والأذى، بسبب ما يجرى داخل الوكالة العريقة.

ويفضل «إجناتيوس» تمامًا، خلال أحداث الرواية بين الجيش الأمريكى ووكالة المخابرات الأمريكية، فلكل منهما طريقته فى العمل والتى ربما تتعارضان، ويضع قناعاته الشخصية في الرواية، فهو يقف قلبًا وقالبًا مع الجيش، وهو معروف بقناعاته تجاه حتى الجيوش فى العالم، فهو من أقوى المدافعين عن الجيش المصرى، ويرى أنه الأقدر على محاربة الإرهاب، فضلًا عن قدراته العالية، ويرى أنه من أنقذ مصر فى 2013 من حكم الإخوان.

ديفيد إجناتيوس من مواليد 26 مايو 1950، وهو صحفى وروائى أمريكى، ومحاضر سابق في جامعة هارفارد، بعد الانتهاء من دراسته، عمل محررًا فى صحيفة «واشنطن بوست» قبل الانتقال إلى صحيفة «وول ستريت جورنال»، حيث أمضى عشر سنوات كمراسل، وكان يغطى وزارة العدل، ووكالة المخابرات المركزية، ومجلس الشيوخ، وعمل كمراسل فى الشرق الأوسط بين عامي 1980 و1983، حيث غطى الحروب فى لبنان والعراق، وعاد إلى واشنطن عام 1984، وأصبح كبير المراسلين الدبلوماسيين، في عام 1985 حصل على جائزة إدوارد وينتال.