رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فلول أمس ضحايا اليوم».. هؤلاء الأشخاص غيرتهم ثورة يناير

جريدة الدستور

بين ليلة وضحاها، انتقلت الأمور من حال إلى حال، وأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم، هذا هو حال الفريق أحمد شفيق، وعمرو موسى، والفريق سامي عنان، جمعهم حكم مبارك وفرقتهم الثورة، ثم أدخلهم كرسي الرئاسة في حلبة المصارعة في وقت ما، واعتبرهم الشعب "فلول" أيام ثورة يناير، والآن أصبحوا ضحايا.

"أحمد شفيق"

اعتبره الشعب "فلول"، ففي يوم 29 يناير 2011 كلفه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف، كمحاولة لتخفيف حركة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الواسعة، وبعد تنحي مبارك عن الحكم وتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للسلطة في 11 فبراير سقطت حكومته، إلا أن المجلس الأعلى قرر استمرار عمل حكومته، لتسيير الأعمال، وذلك حتى يتم تشكيل حكومة جديدة، وفي يوم 3 مارس 2011 تقدم باستقالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم وذلك قبل يوم واحد من مظاهرات مليونية دعت لها حركات شبابية على رأسها جماعة الإخوان في مصر، وحركة شباب 6 أبريل، وائتلاف شباب الثورة، من أجل الإطاحة بحكومته التي اعتبروها من بقايا نظام مبارك، وترشح للرئاسة أمام محمد مرسي وخسر.

كما وجهت إليه اتهامات عديدة بالفساد، منها أنه في وقت سابق كلَّف غادة عبد الرازق بشنِّ هجومٍ عنيف على الثورة والثوار ونفذت رغبته لأنه عيّن ابنتها كطيار بمصر للطيران في وقتٍ لم تكن الشركة بحاجةٍ إلى طيارين، لكنه عمل دفعة خاصة لها، واشترك شفيق مع أصدقائه المقربين إبراهيم كامل، وأبو العينين، وعبد الناصر الجابري، ومعهم جمال مبارك في التخطيط وتنفيذ هجوم موقعة الجمل.

وقال شفيق في أثناء الثورة: "أسرتى تظاهرت لصالح مبارك دون أجر".

واضطر للخروج من مصر فترة ثم عاد مرة أخرى، وطاردته بعض الشائعات بالقبض عليه، إثر إعلانه ترشحه للرئاسة، وأعلن رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق عن عدم نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة هذا العام، متراجعا بذلك عن تعهده خوض الاقتراع، وبذلك اعتبره الشعب ضحية.

"عمرو موسى"

لم يعتد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، على الغياب عن المعترك السياسي، فكلما استشعر الشارع ابتعاده تجد اسمه عاد يتردد بقوة على مسامعهم، فهو يعرف كيف يحقق أهدافه في الوقت الذي يريد.

ومن أبرز أقواله: "إنه يعتز ويتشرف بأنه كان وزيرا للخارجية لمدة 10 سنوات، ولو كان ذلك في ظل النظام السابق، للرئيس السابق حسني مبارك"، ما اعتبره الكثيرون "فلول".

ظهر موسى مرشحًا قويًّا في الفترة الدعائية التي سبقت إجراء الانتخابات الرئاسية 2012، لكنه فشل في المنافسة على المقعد، ورغم كل التقلبات التي أثرت على الحياة السياسية في مصر لم يغب موسى عن المشهد السياسي، وعاد اسمه أكثر قوة عندما كان رئيسًا للجنة الخمسين، التي وضعت الدستور المصري.

وعندما هوجم موسى بعد الترويج بأنه في طريقه للانضمام لجبهة معارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي، سارع بإصدار بيان للتأكيد أنه لا يشارك في هذه الجبهة، ولم تمض أيام حتى عاد اسمه يتردد من جديد بعد حفل توقيع مذكراته، التي تحدث فيها عن معرفته برؤساء مصر، وشن هجومًا على عبد الناصر واصفًا إياه بالديكتاتور، ما أسهم في الترويج لكتابه، وحصوله على اهتمام زائد.

"سامي عنان"

في 25 يناير 2011 كان الفريق سامي عنان في زيارة روتينية إلى واشنطن، عندما تلقى مكالمة عاجلة من مكتب المشير تلخص فحواها في كلمة واحدة "اِرجع".

في أثناء عودته إلى القاهرة، بدأ سامي عنان يفكر في القيام بانقلاب عسكري ناعم دون سقوط ضحايا أو سفك دماء، وبحسب ما جاء في مذكراته التي نشرها لاحقا أن هذه الفكرة كان الهدف منها "تنفيذ مطالب الشعب من ناحية، والحفاظ على مكانة المنصب الرئاسي من خلال انتخابات حرة نزيهة من ناحية أخرى"، وكان يفكر في نشر قوات خاصة في ميدان التحرير إلا أن المشير طنطاوي رفض.

بعد أقل من شهر واحد من الإطاحة بالرئيس الأسبق، عقد رئيس الأركان ندوة بدار الدفاع الجوي في القاهرة، وقال خلالها ما نصه "اعلموا جيدا بأن هناك أوامر رئاسية أصدرت لنا بسحق المتظاهرين وتسوية ميدان التحرير بالأرض، لكن لم ولن نفعل هذا في يوم من الأيام"، وهي التصريحات التي أنكرها طنطاوي فيما بعد، عندما استدعته المحكمة للشهادة في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس الأسبق، وظهرت حينها للرأي العام أن تلك التصريحات التي أطلقها عنان، لم تكن غير قنبلة دخان ليخترق من خلالها المسرح السياسي كبطل شعبي حقن دماء المصريين.

وبعد ذلك ظهر في فترة الإخوان ثم اختفى، وظهر مرة أخرى ليعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها هذا العام، لكن لم ينجح الأمر، وأثار استدعاء الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق، للتحقيق، في ضوء "مخالفات" ارتكبها بإعلانه الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، بينما لا يزال على قائمة قوة الاحتياط في الجيش المصري، سجالات واسعة في الأوساط السياسية والاعلامية.

وقال عمرو هاشم ربيع، نائب مدير "مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية": "لا تعليق سوى أن الانتخابات تحولت إلى مبايعة أو استفتاء"، فضلا عن اعتبار الجبهة الثورية أنه مناضل.