رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كرهت عبدالناصر وأحبت السادات.. الجانب السياسي في حياة «فاتن حمامة»

فاتن حمامة»
فاتن حمامة»

سيدة الشاشة العربية.. اللقب، الذي استحقت أن تحصل عليه الفنانة فاتن حمامة، ذلك لما قدمته خلال مسيرتها الفنية، من أعمال فنية، تتناول قضايا سياسية، لتعبر بها عن حال المصريين، في تلك الآونة، توضح للعالم صورة مصر وموقفها من الظلم الواقع على بلادها منذ فترة حكم الملك فاروق ووجود الاحتلال في مصر.

ولم يقتصر دور فاتن حمامة على الأعمال الفنية، التي تناولت بها العديد من القضايا السياسية المهمة، إلا أنها كانت لها العديد من المواقف السياسية، آراؤها السياسية الجريئة والمعبرة في العصور، التي عاشتها، منذ حكم الرئيس جمال عبدالناصر وحتى حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي عبرت عنه بأنه أنقذ البلاد من حكم الاخوان الظالم، حيث تكرمت أيضًا من قبل الرئيس السيسي.

فاتن الصغيرة ومظاهرات ضد الإنجليز في المنصورة
استهلت مشوار حياتها من الصغر بالنضال ضد الاحتلال الإنجليزي، فقادت في شوارع المنصورة المظاهرات، ضد الاحتلال الإنجليزي، الذي لطالما تربت على أنه العدو، الذي اعتاد على نهب خيرات البلاد، حتى خرجت للتظاهر ضد الإنجليز.

فاتن حمامة في قطار الرحمة
بين الصعايدة" وقفت ابنة المنصورة فاتن حمامة عام 1953، لتخطب باللغة الصعيدية في أهل الصعيد من أبناء الأقصر وأسوان وقنا، بعد أن استقبلها أبناء الصعيد بالتحية والترحاب، وهي قادمة إليهم في «قطار الرحمة»، الذي كان يحمل الفنانين والضباط والجنود والإعلاميين، لجمع التبرعات المالية، من الأعيان في المحافظات، وتوزيع الهدايا والمساعدات على الأهالي الفقيرة، حيث استطاعت خلال هذه الحملة، أن تجمع 4 آلاف جنيه، و39 عربة محملة بالأرز والقمح والشعير، بالإضافة إلى بعض الأثاث والملابس ومواد البناء.

فاتن والهلال الأحمر بعد العدوان الثلاثي
وسط الشعب وقفت فاتن حمامة عام 1956، لجمع التبرعات من أجل شراء أسلحة للمقاومة الشعبية، لمواجهة العدوان في بورسعيد، حيث قدم لها الشعب مبالغ مالية، كتبرعات لصالح الأعمال الوطنية والخيرية، بجانب التبرعات بالدم، الذي طلبت من المواطنين أن يقدموه من أجل إنقاذ حياة إخوانهم المصابين في بورسعيد بعد العدوان الثلاثي عليهم.

فاتن وحقيقة تجنيد صلاح نصر لها في التجسس
محبتها وشهرتها في الوسط الفني، جعلتها تصبح صيد سمين، لصلاح نصر رئيس المخابرات آنذاك، الذي سعى في تجنيد فاتن حمامة، إلا أنها قاومت محاولاته، في الإيقاع بها مستندة إلى عضويتها في حزب الوفد، الذي عرف بتاريخه النضالي، منذ ثورة 1919، وقد كانت قد انفصلت في تلك الفترة عن زوجها الفنان عمر الشريف، حتى تفاجأت بزيارة أحد الأشخاص لها يعطيها كتاب عن التخابر، إلا أنها بعد أن قرأته كرهت النظام، وخافت على نفسها وأسرتها وهربت إلى بيروت عام 1966، ثم قامت بنشر اعترافتها بدون ذكر أسماء.

فاتن وكرهها لنظام عبد الناصر
اعترضت فاتن على نظام الرئيس جمال عبدالناصر، بالرغم من اعترافها باحترامها الشديد وتقديرها لعبد الناصر، إلا أن الظلم والاضطهاد، الذي شهدته من رجال النظام، خاصة صلاح نصر، الذي جعلها تهرب إلى الخارج، والظلم، الذي وقع على الناس من قبل هذا النظام، حيث اقتيدوا الناس من بيوتهم، إلى السجون، بالإضافة إلى تحديد الملكية للشعب.
وبالرغم من كون الرئيس جمال عبدالناصر طلب منها العودة إلى مصر كباقي الفنانين ووصفها بأنها «ثروة قومية» ومنحها وسامًا فخريًا في بداية الستينات، فإنها في هذه الفترة، كانت قد بدأت العمل في أحد أفلامها، ولم تستطع العودة، إلا بعد وفاة عبدالناصر عام 1971.

فاتن بين نظام السادات ومبارك
وصفت فاتن حمامة الرئيس أنور السادات بالذكاء الشديد والطيبة، حيث قالت إنه كان متفتحًا، واستطاع أن يحقق التنمية في مصر، وانتشرت الأعمال والأموال، وقد حكمت عليه بعد أن قابلته أكثر من مرة، حيث أنه لم يكن هناك اختلاف كبير بين عصر السادات ومبارك، واصفة مبارك بأنه كان يمتاز بطيبة القلب أيضًا.

فاتن وعادل إمام في حكم الإخوان
لم تستطع أن تتحمل الأوضاع، التي آلت إليها مصر من سوء في فترة حكم الإخوان، دون أن تعرب عن غضبها واستيائها من هذا الوضع، حيث هاجمت حمامة الإخوان في ظل حكمهم دون أن تخشى العواقب، التي يمكن أن تقع عليها من ذلك الحكم الظالم، الذي لطالما تعامل مع منتقديه بأشكال العنف المختلفة، بين قتل وضرب وحبس، حيث دافعت باستماتة عن الفنان عادل إمام، عندما أتهم في عصر الإخوان بتهمة «ازدراء الأديان».