رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمر نور: تاريخي سيئ مع الجوائز

سمر نور
سمر نور

لم يكن تتويج مجموعة «في بيت مصاص دماء» بجائزة ساويرس من فراغ، فـ«سمر نور» اعتادت العمل في صمت تام، تكتب للإبداع، وتنشر في هدوء، حتى أنها في سياق حوارها قالت إن حظها سيئ مع الجوائز، وكان فوزها أبعد ما يكون عن مخيلتها نظرًا لإحاطتها بأبعاد الجوائز في مصر والعالم العربي من خلال عملها بجريدة الأخبار، صدر لـ«سمر نور» مجموعة قصصية وتشكيلية بعنوان «معراج» عن سلسلة إبداعات بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2004، ومجموعة قصصية بعنوان «بريق لا يحتمل» عن دار ملامح للنشر عام 2008، ورواية بعنوان «محلك سر» عن دار النسيم للنشر عام 2013، ومجموعة قصصية بعنوان «في بيت مصاص دماء» عن الهيئة العامة للكتاب عام 2016، ونشرت قصصها في العديد من الجرائد والمجلات المصرية والعربية مثل جريدة أخبار الأدب، جريدة الحياة اللندنية، ومجلة الدوحة وغيرها.

التقت «الدستور» بسمر نور وكان معها هذا الحوار:

هل كنتِ تتوقعين فوزك بالجائزة؟
لا، لم أكن أتوقع لأن تاريخي مع الجوائز سىء، ولم أحصل على الجائزة في فرع الشباب من قبل، فلم أتوقع أن أحصل عليها بعد أن صار التنافس مع كبار الكتاب، لذلك لم أتقدم بنفسى بل تقدمت دار النشر وراهنت على فوزى، لكني بالتأكيد كنت أتمنى ذلك.

بماذا تقيمين تجربة النشر في الدور الحكومية خاصة وأن مجموعتك صادرة عن هيئة الكتاب؟
انتهيت من مراجعة واختيار النصوص منذ أكثر من أربع سنوات، وظللت عام كامل أبحث عن ناشر لها ولم يكن آنذاك هناك تحمس للمجموعات القصصية، وكلما تسألنى دار ما عن كتابي الجديد وتعرف أنه مجموعة قصصية تمنحنى موعدًا متأخرًا للنشر، في ذلك الوقت سألنى الناقد هيثم الحاج على عن جديدي وأخبرته عنها وكان قد ناقش من قبل روايتي «محلك سر» ومتحمس لكتابتي فعرضها على هيئة الكتاب ولم يكن وقتها قد تقلد منصبه بعد، وظلت المجموعة في الهيئة لمدة عام ونص أو عامين تقريبًا تقلد خلالهم الدكتور هيثم منصبه، لكن كان هناك طوابير من الكتاب سبقونى في التقدم بأعمالهم، ولا أعتبر هذا تعنت لكن بطبيعة الحال المؤسسات الحكومية مزدحمة بالإصدارات ويحكمها نظام بيروقراطي في العمل يصعب تجاوزه، لكن في النهاية صدر الكتاب بصورة محترمة وحظى باهتمام وتقدير.

هل يمكن القول أن جائزة ساويرس هي واقع الأدب المصري؟
ليس هناك جائزة يمكنها الإلمام بالواقع الأدبي في مصر، فمساحة الإبداع كما وكيفا أكبر من الجوائز، بحكم عملي كمحرر أدبي أعرف جيدًا أن هناك طفرة كمية في عدد الإصدارات كما أن هناك تنوع غير محدود في أشكال الكتابة في مصر، لكن جائزة ساويرس تمثل عين راصدة لجزء كبير من هذا الواقع، وفقًا لمعايير لجنة التحكيم في كل عام، وما تقدم لها من أعمال، فليس هناك رؤية واحدة للفن.

قلت إنك تعملين كمحرر أدبي.. وفي هذا اطلاع حقيقي على المنتج الأدبي المصري كيف ترين الأدب حاليًا في مصر؟
أنا لا أقدر أن أقول إنني مطلعة على كامل المشهد الأدبي، ربما لأني من جيل قديم فلا تتوافق معي كتابات المعظم، قديمًا لم يكن بيننا أدب رعب ولا بيست سيلر، أو أي من هذه الكتابات الجماهيرية.. كنا نكتب الأدب وللأدب فقط.

لذلك أنا أرى أننا أشبه بالجزر المنعزلة، أبدًا يمكن الإحاطة بكل هذه الجزر، هل معنى ذلك أن هناك ضعفًا في المنتوج الثقافي؟
لا أنا لم أقل أن هناك ضعف في المنتج الثقافي، أنا قلت إنني لست مطلعة على المشهد ككل وبالتالى لا أقدر على الحكم على مستوى المنتج ككل، لذلك هناك زخم وتنوع وهذا المفترض أن يكون إثراءً للمشهد وليس ضعفا فيه.
أنا ككاتبة لا أستطيع التعالي على القارىء وإدعاء المعرفة واحتكار الأحكام لصالح ما آراه فنًا جيدًا، كل ما علي فعله هو كتابة ما آراه جيدًا ويستحق القراءة فقط.

في رأيك.. إلى أي مدى تستطيع القصة التعبير عن هموم الكاتب؟
حين أكتب قصة فأنا لا أكتب إلا ما يدور في نفسي وإلا سأعتبرها خاطرة، أنا أرى أن أى حد قادر على التعبير عن أفكاره ومشاعره بالكتابة ولكن هذا أيضًا ليس ضروريًا أن يكون في شكل قصصي، الكتابة الأدبية بالنسبة لي هي تعبير عن عالم، ليس شرط يكون واقعيًا، عالم يتشكل أمام عينى وفي خيالي، عالم له شروطه الخاصة، ويتحول لعالم حقيقي ملئ بالبشر أو المخلوقات الملموسة بالنسبة لي، مطلوب منى في القصة تحديدًا أننى أكثف هذا العالم، في لقطة مثلا، أو في مفارقة ما، مطلوب منى أنقله للناس، بشكل ممتع، أو على الأقل يراه قارىء ما ممتعًا، بمعنى أن الكتابة لا بد أن تكون محكمة وفقًا لشروطها ليس مجرد سرد لما في نفسي، لكن ليس من مهامي أن أقول إنني مهمومة بكذا وكذا، هذه ليست لي أو للقارئ، هي للنقاد، لانها تقدم بشكل غير مباشر، القصة ليست مقالًا أو خطبة.

هل هناك أعمال كنت تودين تواجدها في ساويرس؟
من الطبيعى أن كل لجنة تحكيم يبقى لها معاييرها واختياراتها وهذا ليس حكمًا لقيمة على كل الأعمال الصادرة، ومن الممكن أن تعجبني أعمال ولا تعجب لجنة التحكيم، أو يكون لهم تفضيلات أخرى، هم يختارون من النصوص المقدمة.