رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر بعيون فرنسية.. باحث: كان أسطورة بحق.. وحاربوه لأنه وحّد العرب

الراحل جمال عبدالناصر
الراحل جمال عبدالناصر

لا يزال العالم يتذكر الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر، فبالتزامن مع ذكرى ميلاده الـ١٠٠، التى تهل علينا، بعد غدٍ الإثنين، كتب الصحفى الفرنسى السويسرى فلوريان روشا، المدير السابق لمركز أوروبا والعالم الثالث «CETIM»، العضو الحالى به، عن «ناصر» ورقة بحثية، حاول خلالها فهم أسباب حب المصريين والعرب لهذا الرجل.
وقال «روشا» إنه يرى «ناصر» لا يزال شخصية أسطورية إلى الآن، مؤكدًا أن خطواته الحاسمة التى اتخذها لتحقيق العدالة الاجتماعية والوحدة العربية، كانت السبب الرئيسى وراء ذلك الحب والاحترام، مشيرًا إلى أن فترة حكمه شهدت طفرة ثقافية، وأطلق «ناصر» خلالها مشروعات صناعية كبرى.
وأضاف الصحفى الفرنسى أن «ناصر» كان بطلًا بحق، موضحًا أنه كان من أول المشاركين فى وقت مبكر جدًا فى مكافحة الاستعمار البريطانى فى مصر، قائلًا إن تأسيسه حركة الضباط الأحرار فى عام ١٩٤٥، كان بمثابة البداية لإشعال ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢، حيث قاد «ناصر» الجيش ضد الملك فاروق، وتم إعلان مصر كجمهورية فى وقت لاحق من العام ذاته.
ويوضح «روشا» أن مشروع «ناصر» يُعرف بالقومية العربية المناهضة للاستعمار والاستغلال والنفوذ الأحادى الجانب من القوى العالمية، والذى كان يتجسد فى بريطانيا العظمى، ثم تجسد بعد ذلك فى الولايات المتحدة، ما جعله ينضم ويدعو للانضمام إلى حركة عدم الانحياز، مع الإندونيسى سوكارنو، والهندى جواهر لال نهرو، فى أبريل ١٩٥٥، فى مؤتمر باندونج بإندونيسيا، وذلك لإنشاء قطب ثالث خارج الانقسام بين الشرق والغرب.
ورأى «روشا» أن «ناصر» فى تلك الحقبة من سياسات الحرب الباردة، لعب ببراعة مع موسكو وواشنطن، ليتفاوض ولكن دون المساس بالوحدة والتضامن العربى، من خلال جهده المتواصل فى كل المستويات الدبلوماسية والإعلامية، مضيفًا أن ذروة مجد «ناصر» كانت أثناء رفض دول الغرب تمويل بناء سد أسوان «السد العالى»، إذ قام حينها على الفور بخطوة بها الكثير من المخاطرة، وهى تأميم شركة قناة السويس عام ١٩٥٦.
وتابع: «ثم نظمت المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثى لاستعادة السيطرة على القناة، لكن حرب السويس تحولت إلى انتصار سياسى لمصر، وذلك بفضل تصميم (ناصر)، والضغوط التى تزعمتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى ضد باريس ولندن، وبدأت مصر تبتعد عن العالم الغربى وتتجه نحو الاتحاد السوفييتى، وكان قد أدى العدوان الثلاثى إلى حركة هائلة من التضامن العربى مع (ناصر)، وأصبح تجسيدًا للرغبة فى التحرر بالعالم العربى».
كما أضاف «روشا»: «إن الرغبة فى الاستقلال الوطنى دفعته إلى فرض مشروع إصلاح زراعى يحد بشكل كبير من حجم الممتلكات الزراعية للأعيان والأغنياء، ويهدف لإعادة توزيع الأراضى، وهو ما أدى إلى كسر السلطة السياسية والاقتصادية للأرستقراطية الملكية وغيرها فى البلاد، تلك الطبقة التى كانت أهم حلفاء الاحتلال البريطانى فى مصر».
واختتم «روشا» رؤيته عن «ناصر» قائلًا: «لم تحقق أى دولة عربية ما حققته مصر من هيمنة بين العرب، خلال حقبة ناصر، رغم وجود العديد من التحديات الكبرى، وكان أولها أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل كانت فى أعلى معدلاتها، حيث كانوا يشعرون بخطورته لأنه كان يوحد العرب، خاصة عندما طرد ناصر قوات الأمم المتحدة».