رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عائد مليار و330 مليون جنيه سنويًا .. مصانع الكتان فى الغربية تبحث عن مُنقذ

محافظ الغربية
محافظ الغربية

تشهد قرية شبرا ملس بمركز زفتى في محافظة الغربية، أزمة حقيقية، لعدم صدور قرارات لتراخيص نحو 30 مصنعًا لنبات الكتان ومشتقاته المختلفة، لتأمين مستقبل أكثر من 20 ألف عامل، يعشيون على تلك الزراعة.

وتعد «شبراملس» أكبر قرية على مستوى الجمهورية فى إنتاج وزراعة الكتان وتصديره للخارج، وتعتبر الصين من أكبر الدول المستوردة للكتان من محافظة الغربية.

وفى هذا الصدد يناشد أهالى وأصحاب مصانع الكتان بقرية شبراملس، الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومحافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر، بالموافقة على تراخيص مصانع الكتان بشبراملس، والتي تعمل منذ مائة وخمسين عامًا، وسرعة تنفيذ الإجراءات، حيث إن تشغيلها سيعود بمنفعة كبرى على مصر، وزيادة العملة الصعبة للمحافظة من جديد.

ويقول المعلم خالد عبدالعزيز الحوت، أحد مصدرى مشتقات الكتان: "إن الكتان له فوائد كثيرة وهامة للجميع، حيث إن بذرته تستعمل فى نقص الوزن، وأيضًا علاج للشعر، أما عوده فيستخدم فى صناعات كثيرة، مثل الملابس والدهانات والخشب الحبيبى وأدوات السباكة"، مؤكدًا أن قيمة تصدير طن الألياف المعروفة بشعر الكتان الخام تبلغ 20 ألف جنيه، ويتم استيراده مرة أخرى بعد غزله بـ٦٠ ألف دولار.

ويضيف "الحوت": "أن 40٪ من زيت بذر الكتان به نسبة عالية من أوميجا، و٣ و٢٢٪ بروتينات، و٤٪ معادن، و10 جرامات يتم تناولها من بذور الكتان، قد تساعد المرأة على الحمل والإنجاب، حيث إن للكتان المصرى استخدامات لا حصر لها منذ زراعته على يد الفراعنة قبل آلاف السنين".

ويتابع: «واستعان القدماء المصريون بمنتجات الكتان فى الكثير من الاستخدامات التى لم تقتصر على الملابس فقط، وإنما استخدموه أيضا فى صناعة حبال من الكتان لرفع الصخور التى أقاموا بها مبانيهم، والأشرطة التى تلف حول مومياوات الفراعنة المصنوعة من الكتان، لحفظ المومياوات بعد إتمام عملية التحنيط، التى اشتهر بها المصريون فى ذلك الوقت".

ويؤكد: "أن نبات الكتان يعد من أقدم النباتات المستخدمة فى الصناعة، حيث يتم استخراج الزيت والألياف منه، ويُستخدم ساق نبات الكتان فى الحصول على الألياف التى تكون على شكل حزم، ومن المعروف أنّ اللون الطبيعى للكتان يكون مائلًا للصفرة، وأحيانًا مائلًا للرمادى أو الأخضر".

ويواصل: «وتدخل ألياف الكتان فى صناعة الأنسجة والأغطية وأقمشة الخيام، والأكياس القماشية وصناعة الملابس والحقائب، أما بذور الكتان فيستخرج منها زيت الكتان والمعروف باسم الزيت الحار كما هو معروف فى بعض دول شمال إفريقيا، فهو زيت يستخدم فى الطعام ويستخدم فى الطبخ والصيدلة والطب، لكونه غذاء صحيًا غنيّا بالدّهون المفيدة والفيتامينات».

فيما يتحدث الحاج ممدوح عبدالخالق سرحان، أحد أصحاب مصانع الكتان بقرية شبراملس عن : "أن 80٪ من محصول الكتان فى مصر تنتجها قرية شبراملس، وتبلغ مساحة زراعة الكتان في القرية 70 ألف فدان، ينتج الفدان ٥.٥ طن، ويصل سعر الكتان إلى 15 ألف جنيه، بخلاف قيمة منتجات بذوره، التى تصل إلى ٦٠٠ كيلو جرام"، لافتًا إلى أن مصانع القرية مهدده بالغلق من قبل مجلس مدينة زفتى، والوحدة المحلية بالقرية.

ووجه "عبد الخالق"، استغاثة عاجلة إلى محافظ الغربية، لإنقاذ القرية الأولى إنتاجًا وتصنيعًا وتصديرًا للكتان في مصر والشرق الأوسط بأكمله، مشيرًا إلى أن القرية تعتبر قلعة الكتان من عهد الفراعنة الى زمننا.

ويطالب المحافظ بضرورة الموافقة على تراخيص مصانع كتان القرية، حيث إنهم يدفعون الضرائب والتأمينات والمياه والكهرباء، وفى النهاية يكون مصير مصانعهم الغلق.

ويلفت ماجد السعيد دنيا، صاحب مصنع كتان من قرية شبراملس: "إلى أن القرية بها حوالي 30 مصنع كتان، يعمل فيها أكثر من 20 ألف عامل"، موضحًا: "أن كل عامل لديه أسرة ينفق عليها جراء العمل في الكتان.

ويستنكر "دنيا" ما يحدث" قائلاً: "ألا يوجد مسئول رشيد فى حكومتنا يساعد على تراخيص المصانع، وينقذ كل هذه الأسر من خراب بيوتهم وتشريد أسرهم".

ويشير: «إلى أن مشتقات الكتان قرية شبراملس تفيد الدولة سنويًا بحوالي مليار و٣٠٠ مليون جنيه، وتدر عائدًا كببرًا من النقد الأجنبي، نظير التصنيع والتصدير منذ عشرات السنين».

ويختتم حديثه: «ما زال التصنيع والتصدير قائماً حتى الآن»، مناشدًا الجميع بالوقوف في صف أصحاب المصانع بضرورة إصدار قرارات بتراخيص مصانعهم لكي ينعموا بحياة هادئة دون الخوف من الغلق والتهديدات المتكررة من مجلس مدينة زفتي والوحدة المحلية للقرية".