رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف عاقب الصحابة النساء المتبعات للموضة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قبل أن ينتشر الاسلام كانت آخر موضة للنساء أن جيوب ثيابهن واسعة وكانت تكشف صدروهن ونحورهن، فأمر الله بإبطال تلك العادة في الإسلام لأسباب التبرج وحسمًا لذرائع الفتنة، حسبما قال الباحث والمؤرخ عبد الفتاح عبادة في مقاله بمجلة الهلال 1923.

فظهرت موضة وقف أمامها الخليفة عمر بن الخطاب لأسباب دينية، بل فرض عمربن عبد العزيز الخليفة الأموي الذى أطلق عليه خامس الخلفاء الراشدين عقوبة مَن يتبّع تلك الموضة:

◘ «موضة القباضي»
ذكر«عبادة» أنه بعد نزول آية الخمار في حق نساء الجاهلية، اختمرت كل واحدة منهن، فأصبحن كأن على رؤوسهن الغربان، وبهذا قضى الإسلام على هذه «الموضة» الجاهلية نهائيًا، لكن النساء ما لبثن إلاّ قليلًا والروح الدينية بالغة مبلغها عدن إلى طبعهن وتحايلهن على ابتداع موضة جديدة مكيفة بكيف يلائم الدين على ظنهن، وسرعان ما ظهرن في موضة القباطي التي حاربها عمر بن الخطاب حيث قال الإمام مالك: «وبلغني أن عمر بن الخطاب نهى النساء عن لبس القباطي، لأنها وإن كانت لا تشف، فإنها تصف».

ووصف ابن رشد «القباطى» بأنها ثياب ضيقة ملتصقة بالجسد، فتبدي ثخانة جسم لابسها من نحافته وتصف محاسنه وتبدي ما يستحسن، مما لا يستحسن، فنهى عمر بن الخطاب أن يلبسنها النساء.

«موضة الطرة السكينية»
تنسب هذه الموضة إلى السيدة سكينة بنت الحسين، وكانت سيدة نساء عصرها ومن أجمل النساء وأظرفهن، واشتهرت بحسن شعرها وجماله، فكانت تصففه وتنسقه بشكل بديع لم ير أحسن منه حتى عُرف عنها وأحدثت طريقتها في ترتيه الموضة أخذها عنها النساء في عصرها فكن ينسبنها إليها ويطلقن عليها «السكينية» أو «الطرة السكينية» واشتهرت في عصرها حتى تعدت النساء والرجال فقد كانوا يتركون شعورهم تغزر وتكبر ليصففوها على الموضة السكينية، حتى حاربهم عمر بن عبد العزيز بالجلد والحلق قال صاحب الأغاني في وصف ذلك: «كانت سكينية أحسن الناس شعرًا وكانت تصفف جمتها تصفيفًا لم ير أحسن منه حتى عرف ذلك وكانت الجمة تسمى «السكينية» وكان عمر بن عبد العزيز إذا وجد رجلًا يصفف جمته السيكينية جلده وحلقه».