رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استشاري طب نفسي: الجنين يشعر بأعراض الانسحاب مثل أمه

الجنين
الجنين

اختلفت نظرة المجتمع للمرأة المدمنة عن ذي قبل، وأصبح الأمر منقسما ثلاثة أجزاء، الأول يرى أنها مخطئة، والبعض الآخر يرى أنها ضحية، والبعض يرى الأمر حرية شخصية، ولكن في النهاية نحن أمام أزمة بالطبع، فالمرأة هي التي تربي أجيالا فكيف لها ذلك الأمر.

"الدستور" تفتح هذا الملف، وتناقش الآثار السلبية التي تنتج من تلك الظاهرة، وعلى رأسها الآثار النفسية للأم العاملة والمرأة غير العاملة وكذلك الشق النفسي.

«الجانب القانوني»
قال عصام عجاج، محام بالنقض والدستورية العليا، إن القانون لا يحمي الطفل المتوفى نتيجة لإدمان أمه إلا إذا كان على قيد الحياة، ولكن طالما هو لا زال لم يولد للحياة فمن الصعب إثبات تلك الواقعة، مضيفًا أن كل ما يخص سلوك الزوجة يؤثر على سلوك المحضون من الناحيتين النفسية أو المادية، ومن حق الزوج إسقاط الحضانة عنها.

وأَضاف عجاج في تصريحات لـ "الدستور" أنه ليس من حقه إسقاط الحضانة سوى بحكم قضائي وليس مجرد تكهنات، وفي حالة المرأة المدمنة يكون الإثبات عن طريق الورق الخاص بالمصحة التي تعالج فيها أو عن طريق إدانتها من خلال قضية أثبت فيها أنها مدمنة حقًا.

«الجانب الاجتماعي»
تقول الدكتورة هالة عثمان، أستاذة القانون الجنائي ورئيس مركز عدالة ومساندة، إن هناك عدة أسباب تجعل المرأة مدمنة ما بين أسباب اجتماعية وثقافية واقتصادية ونفسية، حيث أن المركز يستقبل عدة حالات من هذا الشكل، وأبرز تلك الأسباب هو وجود صاحب السوء، فالأصدقاء هم من يشجعون المرأة على فعل ذلك الشيء لمجرد التجربة، الأمر الذي يجعلها تتعود على تلك المادة.

وأضافت لـ "الدستور" أن المركز يحرص على إقامة دورات تدريبية مكثفة في كافة المجالات التي تعمل على مساندة المرأة ومن بينها قصة الإدمان، وأسباب ذلك وطرق حماية نفسها من الوقوع في مثل هذه الدوامة، مشيرًا إلى أن غياب الرقابة أيضا من جانب الوالدين تعتبر سببا للإدمان.

ومن الناحية القانونية أوضحت "عثمان" أن الأم التي تتسبب في حدوث تشوهات للجنين نتيجة المواد المخدرة يصعب إثبات أن ذلك نتيجة تناول المواد المخدرة، وكشفت أن الحل الوحيد في الكشف المبكر، فكلما كان الأمر جادًا ومبكرًا كلما كان ذلك أقل خطورة على الطفل.

واقترحت أن يكون هناك ما يسمى بالشرطة الأسرية، للتدخل في مشكلات الأسر، مما يخفف من معدلات الطلاق بين الزوجين، ومن بينها مشكلة الإدمان عند السيدات.

«الجانب النفسي»
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد عاطف، استشاري الطب النفسي، إن معدلات إدمان المرأة زادت بالمقارنة بما سبق، بسبب تناول المرأة السجائر والشيشة وصولًا إلى الإدمان، حتى نظرة المجتمع لهذه السيدة اختلفت لحد كبير.

وأضاف عاطف في تصريحات لـ "الدستور": كما أن فكرة تناول الحشيش في بعض الأوساط خاصة العالية لم تكن وصمة عار، بل تحولت لوسيلة للتفاخر، مشيرًا إلى تسبب الإدمان في اضطراب الشخصية، موضحا أنه يتم استقبال عدد حالات كبير، لذا تم تخصيص وحدة إدمان لعلاج السيدات بشكل منفصل.

وأوضح أن من أبرز الأسباب؛ وصول المخدرات لها بطريقة سهلة، أو تقليد لأقاربها من الدرجة الأولى، ومن الممكن أن يكون سلوكها العام مضطربا فتأتي المخدرات لاستكمال انحرافها السلوكي، مشيرًا إلى أن الأطفال يتعرضون لأعراض انسحاب مثلهم مثل الأم في حالة وجوده ببطن أمه، فهو يتأثر بكافة ما تتأثر به الأم.

وكشف أن المرأة تحتاج للمخدرات لتصل إلى المستوى المطلوب أعلى من الرجل، حيث أن إنزيمات الكبد لديها أعلى من الرجل، لذا لتصل إلى نفس التأثير الذي يصل إليه الرجل فإنها تحتاج إلى جرعة أكبر تصل إلى ضعفه، كما أن وزن مخ المرأة أكبر من الرجل لذا يستهلك كميات أكبر من المخدرات.