رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحة البابا الجديد فرنسيس الأول تثير قلق الفاتيكان

 صحة البابا الجديد
صحة البابا الجديد فرنسيس الأول تثير قلق الفاتيكان

يثير الوضع الصحي للبابا فرنسيس الذي يبلغ السادسة والسبعين من عمره، التساؤلات ولاسيما المتعلقة باستئصال جزء من رئته قبل خمسين عاما.

وقد تفاقمت هذه الهواجس، لأن سلفه "بنديكتوس السادس عشر" برر استقالته بتراجع قدرته الجسدية على مواجهة الأعباء الجسيمة لحبريته.

ويبدو البابا فرنسيس المولود في  1936، مسنا بالمقارنة مع الصورة المثالية للبابا التي تكونت ملامحها قبل انتخابه المفاجئ.

لكن الناس رأوه حتى الآن مليئًا بالحيوية وينضح بالصحة والعافية خلال أولى المناسبات العامة التي ظهر فيها.

وكشف المصدر الأساسي للقلق حول وضعه الصحي على صفحات الصحف، ففي الحادية والعشرين من عمره، أجريت لخورخي برجوليو عملية جراحية استؤصل خلالها جزء من رئته.

وفي سيرته الذاتية التي تحمل عنوان "اليسوعي"، قال المؤلفان سرجيو روبين وفرنشيسكا امبروغيتي، أن الأطباء قاموا "بتشخيص أكدوا فيه أن إحدى رئتيه غير سليمة. وأجريت له عملية استئصال جزء من الرئة اليمنى التي وجدوا فيها ثلاثة دمامل".

لكن المتحدث باسم الفاتيكان الاب فدريكو لومباردي طمأن غداة انتخابه بالقول ان هذه العملية "لم تشكل عائقا في حياته" اليومية. واضاف ان "الذين يعرفونه دائما ما رأوه بصحة جيدة".

ويؤكد الاختصاصيون الذين التيقناهم هذا التحليل. واعتبر البروفسور ايف مارتيني المختص بأمراض الرئة "اذا كانت هذه الرئة ونصف الرئة سليمة، فليس هناك اي مشكلة تواجه العيش بصورة طبيعية لشخص في عمره".

واكد هذا التشخيص زميله البروفسور برتران دوتزنبرج الذي قال "نستطيع فعلا ان نعيش حياة طبيعية برئة واحدة، وهذا لا يغير شيئا. وقليلة هي الامور التي تثير قلقنا، وفي الامكان ان نسبح ونسافر بالطائرة ...".

واضاف انه من الافضل مع ذلك ان نقتطع جزءا من الرئة بدلا من الاحتفاظ برئة مريضة او يشوبها خلل ما؛ لذلك تبدو مشكلة الرئة هذه اقل خطورة مما قيل عنها للوهلة الاولى.

وتبقى مسألة عمره، حتى لو ان البابا فرنسيس كان اصغر بحوالى سنتين من بنديكتوس السادس عشر لدى تسلمه عرش القديس بطرس في 2005.

واذا كان بنديكتوس السادس عشر مفكرا مفتونا بالنظريات اللاهوتية ويرغب في القراءة والكتابة في مكتبه، فان خلفه يهوى ممارسة رياضة المشي التي ستساعده في الحفاظ على رشاقته وصحته.

وقد ناقش الكرادلة المشكلة التي يطرحها عمر البابا خلال المجمع الانتخابي.

وقال رئيس اساقفة بوردو جان-بيار ريكار في تصريح صحافي "تلك كانت مسألة حقيقية. فبعد بابا يستقيل بسبب الارهاق وتقدم العمر، الا يتعين اختيار بابا اصغر سنا؟"

واضاف "لكننا تذكرنا ان باباوات مثل يوحنا الثالث والعشرون (الذي دعا الى المجمع الفاتيكاني الثاني) قد انتخبوا وهم كبار في السن، وكانت حبرياتهم حاسمة لمستقبل الكنيسة".

لكن الثابت ان البابوات الجدد سيواجهون اعباء مرهقة وخصوصا خلال رحلات ماراتونية في جميع انحاء العالم وهي رحلات ستعرض قواهم الجسدية لتجارب مريرة.

وقد تعرض خورخي برجوليو في 2007 حين كان لا يزال رئيس اساقفة بوينوس ايرس "لالتهاب حاد في عصب الورك" منعه من المجيء الى روما للمشاركة في مجمع للكرادلة دعا اليه بنديكتوس السادس عشر، كما ذكرت صحيفة لا ناسيون الارجنتينية اليومية.

ومن الضروري الا ننتظر من البابا فرنسيس التحدث عن وضعه الصحي، وهو موضوع يبدي حياله "تحفظا شديدا"، كما قالت كاتبة سيرته فرنشيسكا امبروجيتي.