رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملوك التفاهة زمن - لا مؤاخذة - رامز جلال

رامز جلال،
رامز جلال،

وكأننا كنا فى حاجة لاعتراف أحدهم على رامز جلال، حتى نتأكد أنه يلجأ للفبركة الكاملة والتامة فى برامجه، وكأننا كنا ننتظر طونى خليفة ليتحدث ويفضح ويتعامل مع نفسه، على أنه بطل يقف ضد الزيف فى الوسط الإعلامى، رغم أنه نفسه ليس إلا جزءًا من هذا الزيف. ما يحدث فى برامج رامز جلال - وأتحدث عنه هنا كرمز لمرحلة وليس كممثل متوسط الموهبة - عملية تواطؤ كاملة من الجميع، القناة التى تنتج البرنامج، والفنيون الذين يعملون فيه، والنجوم الذين يظهرون به، والمعلنون الذين يحرصون على التواجد بين فقراته، والمشاهدون الذين يتابعونه بإصرار كل عام، ويجعلون منه الأعلى مشاهدة.. كل هؤلاء يعرفون أن البرنامج ليس أكثر من خدعة، لكننا نشارك فى هذه الخدعة، ونفرح بها، وكل طرف يتكسب منها على طريقته.

ما يدهشك فى الأزمة الأخيرة التى اهتم بها الجميع - ونحن منهم بالطبع - أنها أزمة تافهة، أطرافها لا يقدمون شيئًا حقيقيًا للناس، إلا إذا اعتبرنا الهزار والمقالب أمرًا مهمًا ولذلك نصر عليه كل عام فى نفس الموعد وبنفس التفاصيل.

أعرف أن طونى خليفة يعانى من ضمور أضواء فى مصر، لم يعد نجمًا من نجوم الأوت دور بالقاهرة، وقد يكون لجأ إلى كشف سر برنامج رامز جلال حتى يحصد بعضًا من الأضواء تمنحه قبلة الحياة التى فقدها فى القاهرة.. ولذلك لم أتعاط مع ما قاله لا باهتمام ولا بتقدير. توقفت فقط عند ظاهرة رامز جلال، التى أعتقد أنها لابد أن تنتهى وسريعًا، ليس لأنها فقدت صلاحيتها الإعلامية فقط، ولكن لأننا بالفعل تجاوزنا مرحلة السعى وراء التفاهة، وهناك ما هو أهم نخصص له أموالنا وأعمالنا ووقتنا.. أعتقد أن غرفة ملوك التفاهة التى مكثنا فيها طويلًا لابد أن نغادرها، فبقاؤنا فيها أكثر من ذلك عبث كامل.