رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس يرد على كل القضايا الشائكة في الشارع القبطي

البابا تواضروس
البابا تواضروس

أجرى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حوارًا تليفزيونيا مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج هنا العاصمة الذي أُذيع عبر فضائية «سي بي سي» بعد عودته من رحلة علاجية سريعة في النمسا.

الحوار ضم العديد من الإجابات القاطعة للعديد من الأسئلة التي تدور في الشارع القبطي فيما يخص قانون الأحوال الشخصية وقانون بناء الكنائس الموحد وأزمة بعض أقباط المهجر مع الكنيسة نفسها.

كما شمل الحوار العديد من التفسيرات لما يدور في ذهن الأقباط والشارع السياسي المصري عن علاقة الكنيسة بالدولة ورأيه فيما يعرف بالنشطاء الأقباط فيما بعد ثورة 25 يناير، ورؤيته الشخصية حول أسباب أزمة المهاجرين في سوريا والعراق ورؤيته في دور المجلس المللي وأزمة أقباط العريش.. في السطور التالية يستعرض «الدستور» التفاصيل الكاملة لحوار البابا.

أقباط المهجر وزيارة السيسي: الكنيسة ضمير الوطن وماحدش هيشترينا
القضية الأكثر استحواذا على الشارع المصري حاليا هي زيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلي الولايات المتحدة الأمريكية وتجهيزات المصريين المقيمين في أمريكا لاستقبال الرئيس، وظهور بعض الأصوات المحسوبة على الاقباط والمنادية بالإحجام عن الاحتفاء بالرئيس المصري.. في هذا السياق وجه البابا تواضروس رسالة إلى أقباط المهجر قائلًا: «مشاكلنا في مصر نحن أجدر على حلها، كما أن الإعلام يهول ما يحدث وينقله بتضخيم دون مراعاة لأي شئ غير نفسه للافتخار بقدرته على الحصول على الأخبار والصور».

وأكد البابا أن الكنيسة ترسل أباء أساقفة لتوضيح الصورة وتطمئن الناس هناك لأن البعيد دائمًا قلق، ونحن لدينا ضمير، فالكنيسة ضمير الوطن، ومحدش هيشترينا.

بركات ثورة يناير.. كسرت حاجز الاحترام
وعن من يطلق عليهم نشطاء اقباط ومعارضة شبابية ظهرت ضمن أحداث 25 يناير، ومجموعات معارضة رافضة لدور البابا وأي رموز دينية مشاركة في الحياة السياسية المصرية، وتوجه نقدا لاذعا للبابا تواضروس ذاته، قال البابا: ثورة 25 يناير كسرت حاجز الاحترام.

وأكمل قائلا، إن الغضب القبطي الذي وصل إلى التطاول على شخصه، من «بركات الثورة في 2011، انها أخرجت ما في داخل الإنسان نوع من الحرية والتعبير وكسرت حاجز الاحترام وهي مشكلة اجتماعية في مجتمعنا»، وانعكس ذلك على أن الشات بين أي اثنين أصبح يدور بعبارات لا تليق.

وناشد البابا الشباب قائلا: خليك عقلاني ومنطقي، أما الشتيمة حجة الضعفاء، مؤكدًا أنه لا ينزعج من الشتائم ويقول لنفسه أنهم لا يعرفون الحقائق كاملة.

تهجير مسيحيو الشرق الأوسط: تفريغ من المسيحيين ومأساة للعالم
خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي علق البابا تواضروس على أزمة تهجير مسيحيو الشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق قائلا إنه يشارك البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان، قلقه إزاء استهداف مسيحيي الشرق، مشيرًا إلى أن تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين سيكون أكبر مأساة للعالم كله.

وأشار البابا إلى أن السياسات الغربية الخاطئة في سوريا والعراق أدت لظاهرة اللاجئين الذين يشكون منهم الآن في أوروبا .

التقارب بين الكنيسة والدولة: ليس عيبًا
وعن التقارب والدعم الكامل الذي تقدمه مؤسسات الكنيسة ورموزها للدولة المصرية قال البابا: إن التقارب بين الكنيسة والدولة ليس عيبًا، وإن وجود سلام ومودة بين مؤسسات الدولة تفرحنا، وهي الأصل.

وأشار إلى أن العلاقات الطيبة تعود بفائدة على كل المصريين مسلمين ومسيحيين، مؤكدًا أن المشكلات التي تقع يجب تقييمها وسط الأجواء المحيطة بها، فإن تم الاعتداء على شخص أو مبنى في قرية تكون مشكلة لا نقلل من شأنها لكنها تبقى مسألة محلية.

وتابع البابا: «أحداث العريش تسببت في وجع كبير بلا شك، لكن الدولة اتخذت إجراءات جيدة لمعالجتها، كما يجب الوعي بالهدف منها وهو جرح مصر وتقسيمها وتكسير الوحدة التي تجمع المصريين»، لافتا إلى أن الكنيسة تتعامل مع المشكلات بطول البال والسكون والصمت والهدوء، فالنار لا تطفأ النار.

قانون بناء الكنائس في مصر
وعن قانون بناء دور العبادة الموحد قال البابا تواضروس الثاني، إن قانون بناء الكنائس، يعتبر إنجاز في حد ذاته، حيث أنه تم وضع إطار زمني محدد خلال 4 شهور؛ لرد المسئولين في أي محافظة على طلب بناء الكنيسة، سواء بالقبول أو الرفض.

وأضاف أنه لأول مرة في مصر يكون هناك قانون خاص ينظم بناء الكنائس، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك بعض نقاط الضعف سوف نحاول اكتشافها والعمل على حلها.

وأوضح أن القانون سوف يحل أزمة الكنائس التي بُنيت بالجهود الذاتية، ووضعها في إطار قانوني، وذلك من خلال لجنة شكلها رئيس الوزراء تضُم ممثلين لبعض الوزراء؛ لبحث أوضاع هذه الكنائس والعمل على تقنينها.

«المجلس المللي» انتقاص للمواطنة
وحول دور المجلس المللي، قال البابا إن المجلس يضم مجموعة من الأراخنة غير رجال الدين، يهتموا بالشأن العام، ويساعدوا الكنيسة في الأمور الإدارية والاجتماعية، وليس في الشأن الديني.

وأضاف أن المجلس المللي الحالي، يضم، اثنين من الكهنة، وسيدة، ومجموعة من القانونين والأطباء والمهندسين والعلماء.

وأوضح البابا أنه بصدد تغيير اسم المجلس؛ لأن الاسم يعتبر انتقاص من المواطنة، لافتًا إلى أنه تم إزالة دور المجلس من الفصل في الأحوال الشخصية، مؤكدًا أن عدم وجود مجلس مللي منذ عام 2011، كان بسبب المشاكل التي دخل فيها المجتمع المصري بعد ثورة يناير؛ إلا أن هناك تفكير في عودته في الوقت الراهن بعد استقرار أوضاع مؤسسات الدولة.