رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول أيام يحيى قلاش خارج النقابة.. «إفطار وصلاة وموبايلات»

يحيى قلاش وسط الجماعة
يحيى قلاش وسط الجماعة الصحفية

«رمى حجرًا وأمعن ثم ولّى، ولم يترك دليلاً أو محلاً، وعاذ بما تبقى من حياءٍ، و شكّل يومه ثم استقلا، وقال: أموت، أموت، لكن لست أحني على كتف الزمان الرأس ذلاً"، ربما بهذه الكلمات ودّع نقيب الصحفيين يحيي قلاش شارع ثروت بوسط البلد بعد خسارته لجولة التجديد النصفي في «معركة مارس» والتي فاز فيها عبدالمحسن سلامة، مدير تحرير الأهرام بفارق 600 صوت عن النقيب المشاكس.

في منزله  الكائن بمنطقة فيصل في الجيزة مكث يحيى قلاّش نقيب الصحفيين السابق أول أيامه خارج منصبه عقب عامين قضاهما الرجل وسط العديد من المشاكل والصراعات والأزمات وصلت حدّتها إلى ساحات القضاء على غرار القضية المعروفة إعلاميًا بقضية اقتحام شارع ثروت.

«الدستور» أجْرت اتصالاً هاتفيًا مع النقيب السابق؛ للتعرف على طقوس عودته إلى حياته الطبيعية، بعيدًا عن أي مسئوليات، حيث قال "قلاش" إن يومه يبدأ بالاستيقاظ من نومه مبكّرًا كعادته ، لكنه هذه المرة لم يخرج من منزله، وقرر أن يدخل في استراحة محارب قصيرة عقب المعركة الانتخابية الضارية التي خسرها لصالح المرشح الفائز عبدالمحسن سلامة.

وتابع قلاش: "يتخلّل يومي خلال فترة الاستراحة تناول وجبة الافطار مع الأسرة، ومطالعة حسابي الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وكتابة بيان خسارة الجولة اعتذرت فيه، للجماعة الصحفية ومنْ منحني منهم أصواتهم، عن أخطاء أكون قد ارتكبتها دون عمد طيلة فترة ولايتي، وللشد على أزر كل مَن وضعوا في ثقتهم وانتخبوني.

ويواصل النقيب السابق حديثه عن برنامجه اليومي لـ«الدستور»:"عقب تأدية صلاة الظهر أبدأ في فتح هاتفي لتلقي مجموعة كبيرة من المكالمات والرسائل للعديد من أنصاري ومؤيدي، ينصت نقيب الصحفيين فجأة ليعود ويستكمل:"لم يتوقف هاتفي عن الرنين من أعضاء الجماعة الصحفية بكافة مشاربها، تلقيت مكالمات من شخصيات عامة في الدولة وأخرى من العاملين في صاحبة الجلالة، إضافة إلى العديد من المسئولين أثنوا فيها على مشواري مع نقابة الصحفيين، متمنين لي دوام التواصل مع المجلس الجديد".

سنتان غاب فيهما يحيى قلاش عن أسرته الصغيرة، سحبته ندّاهة شارع ثروت طيلة هذه الفترة ليعود مرة أخرى إلى أسرته وكأن القدر اختار للفارس أن يستريح من عناء الرحلة، ما بين قضايا ساخنة ومقالات ومناوشات متلفزة وجلسات في ساحات القضاء على خلفية اقتحام مبنى نقابة الصحفيين:"أسرتي لها حق كبير عليّ، الحمد لله أنني تفرغت الآن لأعيش معهم فترة انقطاعي عنهم على مدار عامين"، يؤرقه البعاد ليستكمل:"الاهتمام الأكبر خلال المرحلة المقبلة سيكون لأسرتي وأولادي الذين غبت عنهم لانشغالي بالعمل النقابي كوني جنديًا بالجمعية العمومية وعودته إلى صفوف المدافعين عن كرامة الصحفيين كمحرر صحفي بعيدًا عن المنصب الذي كان يكبّله من ممارسة أبسط حقوقه الشخصية".

يختتم النقيب السابق حديثه لـ"الدستور" من كرسي الجماهير ليقول:"المسئول دائمًا ما يتحسّب لكل خطوة يخطوها إلى الأمام، خاصّة في أزمته الأخيرة مع وزارة الداخلية، بسبب اقتحام منبر الحريات الكائن في شارع ثروت":"هذه القضية على منصّة القضاء، وكلنا ثقة به وفيه، فنحن كصحفيين طرفٌ معتدى عليه، ولن أتراجع قيد أنملة عن موقفي من القضية سواء كنت نقيبًا للصحفيين أو عضوًا في جمعية عموميّة صاحبة الجلالة.