رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. "هاري هوديني" المخادع الأعظم في التاريخ والمتهم بالجاسوسية

هاري هوديني
هاري هوديني


ولد هاري هوديني في 24 مارس 1874 ببودابست في المجر لأسرة يهودية، ثم انتقل مع عائلته إلى ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية، وهناك عمل بائع صحف غير أنه أدعى لاحقاً أنه ولد في أبلتن وأن اسمه الحقيقي إيريك وايز.

أما عن اسمه المعروف به وهو "هاري هوديني"، قال إنه أخذ ذلك الاسم من "جين يوجين روبرت هودين" الساحر الفرنسي المعروف في القرن الـ 19.

صنفه النقاد علي أنه أعظم ساحر في التاريخ، وأعظم من هرب من القيود، فقد استطاع أن يهرب من قيود مُحكمة وتوابيت مغلقة موضوعة تحت الماء، من أبنية محترقة ومن أكفان، ومن أعتى السجون الأمريكية وأقوى القيود التى كبله بها رجال الشرطة، كما خاض تجارب وخدع سبق بها غيره، فقد تخرج من تحت عبائته في وقت لاحق أعظم السحراء من أمثال "ديفيد كوبرفيلد وكريس أنجل".



بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة مع أسرته وعمله صغيراً في مهنة بائع الصحف، انتقل للعمل في سيرك كلاعب ترابيز وعمره لم يتجاوز 13 عام، وخلال هذا عمل "هوديني" على تطوير مهاراته في فن الهروب وتنمية قدراته البدانية.

بدء "هوديني" مسيرته في الخدع السحرية مع أوراق الكوتشينة، وذلك في 1900م، لكنه وبمرور الوقت ومع حرصه علي تنمية مهاراته في فن الهروب، أصبح هوديني يقدم عروضه على مسارح القمة في العالم.


وخلال تلك العروض كان يشرح للجمهور زيف بعض الخدع السحرية، كما أنه من أشد المناهضين لظاهرة انتشرت في عصره، وهي استدعاء الأرواح ومخاطبتها ويقول أنها غير حقيقة وتدخل في باب الشعوزة.

قدم "هوديني" عدداً من العروض الناجحة من ضمنها هروبه من عدة سجون، وهروبه من توابيت وضعت تحت الماء وهو مكبلاً بالأصفاد، ومن صناديق وراقية عملاقة دون أن يمزق الورق.

وله من الحيل ما دخل في باب الخطورة التي تؤدي للموت، حيث تم وضعه داخل زجاجة لبن كبيرة محكمة الإغلاق، والمثير للأمر أن جميع من سبقوه غرقوا خلال محاولتهم تنفيذ تلك الخدعة، لكنه نجح في فعل ذلك.

وهناك عرض تم تقييده بشكل محكم وظل طوال ساعتين يحاول فك تلك القيود دون أن يستسلم، ونجح بالفعل في ذلك وهرب من تلك القيود، ولكن بعد العرض بيوم تم ملاحظة تمزق في شديد في ذراعيه وتورم مخيف، صرح بعدها انه اضطر لتمزيق لحمه حتي يتخلص منها.


ولا ننسي العرض الذي قام فيه هوديني ببلع الإبر وفي بعضها بلع الخيط، ثم أخرج الإبر مربوطة بالخيط واحدة تلو الأخري.

لعب "هاري هوديني" دور البطولة في فيلميين سينمائيين، وأنشأ شركة للعروض المسرحية، هذا بجانب صداقة وثيقة قد جمعته مع الكاتب "أرثر كونان" مؤلف سلسلة الرويات الشهيرة "شارلوك هولمز"، ولكن انتهت هذه الصداقة بعد مشاجرة عنيفة بين الاثنين بسبب أن هوديني استمر في هجومه على من يدعون أنهم يستطيعون استحضار أرواح القدامى والتي كان يؤمن بها "كونان".

وجاءت نهاية "هوديني" وهو بعمر الـ 52 عام، وذلك في عام 1926م خلال الاحتفال بعيد " الهالوين" عندما سأله أحد الحاضرين عما إذا كان يستطع تحمل أي ضربة قد توجه إلي بطنه، وكان هذا بالنسبة له سهلاً ولكن أحد الحاضرين لم يمهل "هوديني" وقته حتى يستعد، ووجه لكمه قوية إلى أحشائه لتنفجر علي إثرها الزائدة الدودية، ويموت أعظم ساحر أو هارب – سمه كما شئت – في التاريخ.

لم تنتهي قصة هوديني عند هذا الحد، فبعد وفاته ظهر كتاب بعنوان "الحياة السرية لهوديني" تناول حادثة موته التي وصفها بالغامضة، واستند الكتاب في هذا أن حادثة موته لم تكن من قبيل الصدفة بل هي مرتبة.

وأشار الكاتب إلي شيئين يمكن أن يكون هوديني قتل لأجلهما، الأول أنه احتمال أن يكون جسوساً لصالح الشرطة البريطانية، ومستنداً في ذلك إلي مفكرة رئيس الجاسوسية البرطانية "وليم ميلفل"، الذي ذكر اسم هوديني في مفكرته كثيراً، كما ساعده علي الترويج للعديد من عروضه في أوربا، وذلك في مقابل عمله جاسوسًا، أما السبب الثاني، فيرجح الكتاب أن حاثة موت هوديني مرتبة من قبل الروحانيين بسبب الهجوم الشرس الذي كان يشنه عليهم وإحراجهم في كثير من المناسبات.

يجد الإشارة إلى الخطاب الذي كشفت عنه زوجة "هوديني" بعد مقتله بأسبوع، وقد كتب فيه تلك العبارة : "أنا لا أؤمن بتحضير الأرواح، ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة، وهوديني العظيم لن يعود أبدا".

في النهاية، مصير العظماء والمبدعين في التاريخ يظل غامضًا، فهم محاطين بهالة من الغموض تفتح المجال للعديد من الحكايات التي لا تنتهي منها المصيب ومنها المخطئ، لكن هناك حقيقة واحدة أن "هاري هوديني" لن يتكرر.