رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عالم نرويجي: نجاح "ترامب" والـ "بريكست" وضعا الديمقراطية في خطر

ترامب
ترامب

أكد الكاتب الشهير وعالم الاجتماع والعلوم السياسية النرويجي، ستاين رينجين، أن العالم شهد العديد من الاضطرابات السياسية خلال العام 2016.

وأشار- في مقال له، ضمن إطار حديثه عن أزمة الديمقراطية في العالم خلال كتابه "Nation of Devils : القيادة الديمقراطية ومشكلة الطاعة"- إلى أن حملات ترامب الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، شجعت أصوات كراهية الأجانب والخوف من الآخر والعنصرية.. أما في بريطانيا فكان هناك التصويت على انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والمعروف باسم "بريكست"، لافتا إلى أنه بنهاية عام 2016، أعلن الرئيس الفرنسي أنه لن يسعى إلى تولي الرئاسة مرة ثانية بضغط من القوى المتطرفة.

وربط الكاتب بين أزمة الديمقراطية في العالم والأوضاع الاجتماعية، من خلال رؤيته بأن الأزمة الاقتصادية لعبت دورًا مؤثرًا، بالإضافة إلى أن اختلاف نتائج التصويت أو الحملات الانتخابية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية- بشكل عام- عما كان متوقعًا؛ يشير بوضوح إلى أن الاختيار كان بين مراكز مستقرة وأخرى ضدها، مع غضب كبير من الناخبين بسبب السخط من المرشحين.

ويرى "رينجين" أن الغرض من الديمقراطية ليس أن تكون ديمقراطيًا، ولكن الديمقراطية هي "وسيلة" الهدف منها تكوين نظام اجتماعي يكفل لجميع المواطنين المساواة في الحقوق والواجبات، والتمتع بالأمن والمشاركة.

وتابع: ونحن نؤيد الديمقراطية؛ لأنها نظام يحمي المواطنين من الظلم، ولذلك نجد أنه من المحزن في الـ"بريكست"، وانتصار دونالد ترامب؛ أنهما قاما على العنصرية والخوف من الآخر والانقسام وكراهية الأجانب.

وعن بريطانيا، أشار إلى أن حكومة المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون، فشلت عند عرض قضيتهم للتصديق عليها.. وفي الوقت نفسه فشلت هيلاري كلينتون والزعماء الديمقراطيين في تقديم أنفسهم، ورغم خبرتهم الكبيرة بالنواحي الانتخابية؛ إلا أنهم لم يستطيعوا حشد الشباب بل والنساء وأقلية الناخبين.

وأوضحت رؤية الكاتب، أن النظام الديمقراطي يعتمد بقوة على القادة الجيدين القادرين على ممارسة القيادة الجيدة والإقناع في الحملات البريطانية والأمريكية على حد سواء، إلا أنه كان هناك غياب للقيادة الجيدة ووفرة من القيادة السيئة.

ولفت عالم الاجتماع والعلوم السياسية النرويجي، إلى أن الأزمة الاقتصادية في بريطانيا وأمريكا عام 2008 التهمت ثمار النمو الاقتصادي وأدت إلى زيادة الفوارق بين طبقات المجتمع.

وتساءل: "كيف حدث ذلك في أمريكا وبريطانيا؟"، موضحًا أنه بشيء من التحليل نجد نتائج الحملات لا تعكس عدم الثقة في أشخاص بعينهم ولكنها تعكس عدم الثقة في المؤسسات التي تستحق أن تخسر، المؤسسات التي من المفترض أن تقوم على التماسك، ولكنها أفرزت العديد من الانقسامات.

وفي نهاية المقال، اختتم الكاتب، بالإشارة إلى الكلمة التي ألقاها باراك أوباما- أوائل عام 2016- ودعا فيها إلى إصلاح الحياة السياسية؛ لمنع الديمقراطية من الشلل التام، وكانت تلك رسالة صادمة من رئيس للولايات المتحدة الأمريكية آنذاك.