رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ترصد فصول الحرب الباردة بين ترامب والـ«CIA»

جريدة الدستور

لم تكن حرب الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مع وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» قبل توليه مهام الرئاسة رسميًا سوى قمة جبل الجليد فى العلاقة المتوترة بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية والساكن الجديد للبيت الأبيض، التى ظهرت بشكل واضح بعد استقالة مايكل فلين من منصب مستشار الأمن القومى بسبب علاقته بموسكو.

آخر فصول الصراع تصاعد، أمس الأول، بعد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» تقول فيه إن تسجيلات لمكالمات هاتفية تم رصدها، تظهر أن أعضاء من فريق حملة «ترامب» الرئاسية عام 2016 وأشخاصًا آخرين مرتبطين به اتصلوا بشكل متكرر بمسئولى استخبارات روس فى السنة السابقة للانتخابات، بحسب 4 مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين.

بعد نشر التقرير شن الرئيس الأمريكى، عبر سلسلة تغريدات بحسابه على موقع «تويتر»، هجومًا حادًا على وكالات المخابرات فى بلاده.

وقال ترامب: «الفضيحة الحقيقية هنا أن المخابرات تقدم المعلومات السرية بشكل غير قانونى وكأنها توزع قطع الحلوى، وهذا أمر غير أمريكى للغاية»، دون أن يقل ما إذا كان قد أمر بأى تحقيق فى التسريبات.
القصة الكاملة للخلاف بين ترامب و«CIA» نرصدها فى السطور التالية.


اتهام موسكو بالقرصنة لمساندة ترامب ضد هيلارى كلينتون
مبكرًا اشتعلت الحرب بين دونالد ترامب - وقت أن كان مرشحا للرئاسة - ومسئولى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وتمثل «بيان إعلان الحرب» فى تبنى وسائل إعلام أمريكية حملة للترويج لفكرة مفادها أن الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون تعرضت لهجوم إلكترونى من قبل الأجهزة الروسية تم خلالها اختراق بيانات اللجنة الوطنية الديمقراطية ولجنة حملة الكونجرس الديمقراطية بهدف التأثير على فرص فوز «هيلارى».

قبل إجراء الانتخابات بأقل من شهرين، اتهمت واشنطن، روسيا بالقرصنة على الرسائل الإلكترونية لعدد من المؤسسات والمنظمات السياسية الأمريكية؛ بهدف التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية، ففى أكتوبر 2016، قام المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، بعقد مؤتمر صحفى فى واشنطن تحدث فيه عن الإجراءات التى ستتبعها الولايات المتحدة للرد على التجسس الروسى، مشيرًا إلى أن الردود لن تكون محدودة بالإطار الإلكترونى «القرصنة» فقط بل ستشمل عقوبات اقتصادية.

وفى نهاية العام، أعلن البيت الأبيض طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا من واشنطن وسان فرانسيسكو خارج الولايات المتحدة، وأمهلهم 72 ساعة لمغادرة البلاد، إلى جانب الإجراءات العقابية ضد أفراد روس ومؤسسات روسية ردًا على قرصنة روسيا للانتخابات الأمريكية والتضييق على الدبلوماسيين الأمريكيين فى موسكو، مؤكدًا أن هذا التدخل الروسى لم يعد مقبولًا ولا يمكن التسامح بشأنه، ودعا مساعد وزير الدفاع الأمريكى مارسيل ليتر إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا بالشراكة مع حلفاء واشنطن فى الناتو.

على إثر ذلك، عقت لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ الأمريكى خلال الشهر الحالى جلسة مساءلة علنية لمدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، ومدير وكالة الأمن الوطنى الفريق أول بحرى مايك روجرز، ومساعد وزير الدفاع مارسيل ليتر، لمناقشة قضية التجسس الروسى على أمريكا.

قال كلابر، فى معرض شهادته: «لا أعتقد أننا واجهنا مطلقًا حملة أكثر قوة أو مباشرة من التدخل فى عمليتنا الانتخابية من التى شاهدناها فى هذه الحالة»، وأكد أن القرصنة الروسية على الانتخابات الأمريكية «لم تؤثر على نتائج فرز الأصوات»، وأن الروس لم يتمكنوا من التلاعب بأجهزة الاقتراع، فى حين أنه أشار إلى أنه «لا توجد وسيلة» لمعرفة مدى تأثير القرصنة الروسية على خيارات الناخبين، واعتبر كلابر أن موسكو بعد تدخلها الإلكترونى فى الانتخابات الأمريكية أصبحت تشكل «خطرًا وجوديًا» على الولايات المتحدة.

فى ظل هذه التصريحات، اعتقد مسئولون فى الإدارة الأمريكية أنّ روسيا قد مدت الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بالمعلومات التى تكون قد أدت - بحسبهم - إلى ترجيح كفته فى الانتخابات، وهو ما نفاه ترامب تمامًا.

وقال تقرير للاستخبارات الأمريكية: إن «الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، هو من أصدر أوامره لشن حملة القرصنة بهدف التأثير على الانتخابات الأمريكية لتميل لصالح ترامب، وأشار إلى أن «روسيا حاولت تقويض إيمان المواطنين بالعملية الأمريكية الديمقراطية، وتشويه سمعة الوزيرة هيلارى كلينتون والتأثير على حظوظها الانتخابية»، وذلك بهدف تقويض النظام الديمقراطى التحررى الذى تقوده الولايات المتحدة وهو الهدف الذى تسعى إليه كثيرًا من قديم الأزل.

هذه القضية كان متورطًا فيها بشكل أساسى مستشار ترامب للأمن القومى مايكل فلين، الذى قيل إنه أجرى اتصالات مع السفير الروسى فى واشنطن، للحديث عن قضية العقوبات، داعيًا إلى عدم اتخاذ موقف مضاد للقرار الأمريكى لأن «الرئيس الجديد سوف يلغيها»، حتى تسببت هذه المكالمة فى إجباره على الاستقالة.

الوكالة رصدت اتصالات بين حملة الرئيس والمخابرات الروسية
لم تقف الحرب بين المخابرات وترامب عند فترة ترشحه، فبعد توليه الحكم رسميًا نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا تقول فيه إن تسجيلات لمكالمات هاتفية تم رصدها، تظهر أن أعضاء من فريق حملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الرئاسية عام 2016 وأشخاصًا آخرين مرتبطين به، اتصلوا بشكل متكرر بمسئولى استخبارات روس فى السنة السابقة للانتخابات، بحسب أربعة مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين.

ويذكر التقرير أن وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون رصدت المكالمات فى الوقت الذى تم فيه اكتشاف المحاولات الروسية للتأثير فى الانتخابات، وأن المكالمات المعترضة أقلقت وكالات الاستخبارات ومؤسسات تطبيق القانون؛ وذلك لحجم الاتصالات التى كانت تتم فى وقت كان يمدح فيه ترامب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حيث قال فى مرحلة من مراحل حملته فى الصيف الماضى: إنه يأمل أن تكون المخابرات الروسية سرقت رسائل هيلارى كلينتون وأن تنشرها.

وينقل التقرير عن المسئولين قولهم إن الاتصالات المعترضة لم تكن محصورة على المسئولين فى حملة ترامب، بل تضمنت آخرين ممن لهم علاقة بترامب، لافتًا إلى أنه كان من بين الأشخاص المتصل بهم على الجانب الروسى أعضاء من الحكومة ممن هم خارج نطاق وكالات الاستخبارات، حيث تحدث المسئولون السابقون والحاليون بشرط عدم ذكر أسمائهم؛ لأن التحقيق سرى ولا يزال جاريًا.

ويشير التقرير إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالى يقوم بالبحث فى كم كبير من المعلومات، تشكل سجلات المكالمات والمكالمات المعترضة جزءًا منها، فى الوقت الذى يتم فيه التحقيق فى العلاقة بين الحكومة الروسية والأشخاص المرتبطين بترامب، بالإضافة إلى قرصنة نظام الحاسوب التابع للجنة الوطنية للحزب الديمقراطى، بحسب المسئولين عن إنفاذ القانون الفيدرالى، حيث قال المسئولون: إن مكتب التحقيقات الفيدرالى حصل على سجلات بنكية وسجلات سفر وأجرى مقابلات.



«CIA» تحذر من وضع «الإخوان» على قائمة الإرهاب
كشفت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية عن وثيقة مهمة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، تحذر فيها إدارة الرئيس ترامب من تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، بدعوى أن ذلك من شأنه أن يشعل التطرف ويدفع المسلمين للارتماء فى أحضان القاعدة وداعش مما يشكل خطرًا كبيرًا.

وقالت المجلة فى تقريرها، الذى أعده رئيس تحريرها «بلاك هونشيل» و«ناهال توسى»، مراسل الشئون الخارجية بالمجلة، إن العقبة الوحيدة والرئيسة التى تقف دون دفع مسئولى إدارة ترامب فى اتجاه تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، هى محللو وخبراء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذين حذروا من أن تصنيف جماعة إسلامية عمرها عقود مثل الإخوان كمنظمة إرهابية بقولهم إن ذلك من الممكن أن «يدعم وينمى التطرف» كما يضر بعلاقات الولايات المتحدة الأمريكية بحلفائها، وذلك وفقًا لما جاء فى ملخص تقرير استخباراتى، قام بإعداده مجموعة من أعضاء وكالة المخابرات الأمريكية وآخرون من صناع القرار السياسى، والذى تمكنت مجلة «بوليتكو» من الحصول عليه. التقرير الاستخباراتى زعم أن جماعة الإخوان، تحظى بدعم فى منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا وتضم ملايين الاتباع فى جميع أنحاء العالم العربى، وأنها قامت بنبذ العنف كجزء من السياسة الرسمية لها كما قامت بمعارضة تنظيمى القاعدة وداعش.

وتبرر الوثيقة عنف الإخوان قائلة: «إن عددًا قليلًا من أعضاء الجماعة تورطوا فى أعمال العنف ردًا على قمع نظام حكم قاس أو احتلال أجنبى أو نزاعات أهلية».


تقارير بريطانية :المخابرات تحجب معلوماتها عن «سيد العالم» حفاظًا على السرية
مع إعلان البيت الأبيض قبول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استقالة «مايكل فلين» مستشار الأمن القومى، وتعيين الجنرال «كيث كلوغ» قائمًا بأعماله إلى حين تعيين بديل له، نشرت صحيفة «الأوبزيرفر» البريطانية مقالًا لـ«جون شندلر»، الخبير السابق بالأمن القومى الأمريكى، حمل عنوان «بدء ثورة التجسس على ترامب»، قال فيه إن إدارة ترامب بدأت تشكل ضررا خطيرا على علاقة الدولة بالأجهزة الاستخباراتية العالمية والقوية.

وأضاف المحلل البريطانى أن الخوف من إقامة البيت الأبيض علاقة ودية مع موسكو يعد تطورًا له عواقب وخيمة على الأمن الدولى، خاصة فى مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن تلك المخاوف أصبحت تؤثر على الواقع الداخلى للبلاد أيضًا، فأجهزة الاستخبارات الأمريكية تشعر بالقلق الشديد إزاء المشاكل غير المسبوقة فى البيت الأبيض والتى تتسبب فيها إدارة ترامب.

ويرى الكاتب أن المخابرات الأمريكية لديها من الأسباب ما يكفى للقلق من إدارة ترامب، فقد خرج الرئيس الأمريكى بصورة متكررة عن الأسلوب المتبع وقام بمعاداة عملاء المخابرات من خلال السخرية منهم والإساءة لما يقومون به من عمل، الأمر الذى جعل بعض وكالات التجسس تبدأ فى حجب المعلومات الاستخبارية عن البيت الأبيض وذلك نابع من مخاوفها الأمنية وعدم ثقتها فى قدرة البيت الأبيض على الحفاظ على تلك المعلومات فى نطاق السرية، بحسب ما ذكر المقال. وتابع « شندلر»: إقالة «مايك فلين» الجنرال المتقاعد من وكالة الاستخبارات بالرغم من أنه كان مكروها بشكل كبير فى واشنطن لتفضيله نظرية المؤامرة، جاءت على خلفية تعامله مع موسكو وعلاقته الغريبة بفلاديمير بوتين، حيث أشار فلين إلى أن هناك محادثات مهمة بينه وبين السفير الروسى بعد انتخابات 8 نوفمبر، الأمر الذى نفاه تمامًا البيت الأبيض، وكانت تلك هى الشائعة، حيث فجرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا قالت فيه بوضوح إن فلين قام بتحريف العديد من المحادثات مع السفير الروسى بشكل فاضح.

واختتم الكاتب بتأكيده أن عملاء المخابرات الأمريكية لا يحبون أسلوب ترامب فى التعامل مع الأمور، «وأن هناك مخاوف واسعة وسط الأجهزة الاستخباراتية من أن الرئيس ببساطة لا يولى للاستخبارات أى اهتمام»، حسبما ذكرت بعض التقارير التى نقل عنها المقال.