بالفيديو.. "الموت رايح جاي" على قضبان السكة الحديد .."الدستور" تحاور أسر ضحايا قطار العياط

ارتبط اسم مركز ومدينة العياط، بالجيزة، ارتباطا وثيقا بحوادث القطارات، التي أصبحت اكثر انتشارا من فيرس سي، وفي أوقات ليست بالبعيدة، نستيقظ دائما علي حوادث القطارات في العياط، التي أصبحت نذير شؤم، يهدد امن وسلامة، الأهالي في ذلك المركز، الملئ بالقري الصغيرة، التي يغلب عليها الطبع الريفي، 4 حوادث للقطارات خلال عام 2016 المنصرم، الحادثة الاولي كانت بتاريخ 31 يناير، والحادثة الأخيرة في 31 ديسمبر.

عامل التحويلة جانى ام مجنى عليه

والسؤال هنا، متى يستيقظ عامل المزلقان "التحويلة"...؟ سؤال مازال يطرح نفسه، ولكن لاتوجد إجابة، ومع مرور الوقت تسبب حوادث القطارات كوارث ضخمة، تهدد المصريين كل يوم، ومازلنا غير قادرين على إيجاد حل لتلك الكوارث، ودائما نلقي باللوم على عامل المزلقان، الذي يكون هو سببا رئيسيا في الكارثة التي تحدث، باعتباره المسؤل الأول عن تحويل القضبان، وغلق البوابة الحديدية امام المارة في مداخل ومخارج المدن والقري التي تطل على خطوط السكة الحديد، والتي يمر من خلالها القطارات بشكل يومي.

الموت دون رحمة

وكالعادة استيقظ أهالي "قرية العطف" بمركز العياط بالجيزة، منذ أيام قليلة، على حادث بشع، وهو اصطدام قطار القاهرة المتجه الى محافظة أسيوط، بسيارة "ميكروباص" حتى قسمها نصفين، وأصبحت اجزاءها متناثرة في كل مكان، حتى توقف القطار على بعد 300 متر بعد اصطدامه بالسيارة، التي راح ضحيتها السائق وشخص اخر.


والد الضحية

التقت "الدستور" الحاج علي أبو بكر، المقيم بقرية العطف، في مركز العياط بالجيزة، والد الشاب "احمد" صاحب الـ26عاما، سائق السيارة الذي لقي مصرعه، اثناء مروره المزلقان، في الوقت الذي يمر به قطار "القاهرة، أسيوط"، مما ادي الي وفاته في الحال هو وشخص اخر من أبناء القرية ذاتها، علي الفور.

يقول والد "احمد": متحدثا عن نجله، اخر مرة كان معايا، قال لي "انا لدي وردية، ساقوم بتوصيلها الي الاستيراد، وهي تقع في البر الثانى من بلدة العطف، يعبر اليها من خلال مزلقان "البليدة".

وأضاف والد "احمد" قائلا: انا اعمل في الصرف الصحي، وفي يوم الحادث صباحاً، شاهدت القطار متوقفا، غير عادته، عند مكان يسمى الكافيتريا، ووجدت تجمع كبير من الأهالي حول القطار، ولكن لم يرد الى ذهنى ان هناك حادث، حتى جاءنى اتصال من احد الأشخاص، وقال لي "ابنك عمل حادثة"، وكان معه شخص اخر يدعي "كاسب عزام" ولديه طفلين توأم.

وأوضح، والد "احمد" بصوت اجهشه البكاء، "دم ابني في رقبة مين"، واستكمل حديثه، البوابة الحديد كانت مفتوحة، ومن الطبيعي عندما تكون مفتوحة، هذه إشارة امان للجميع ان يعبروا المزلقان للاتجاه الاخر، وعامل المزلقان "نايم" الناس ايقظوه بعد الحادثة، ذنبه ايه ابنى يموت والسبب الإهمال، عامل المزلقان بيسال الناس.. ايه الي حصل؟

وردد والد المجني عليه، قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل" ابني مالحقش يفرح.
وأضاف، فور انتقالي الي مكان الحادث، وجدت ابني، ميت وقاموا بتغطيته بـ"بطانية" لم استطيع ان اتمالك نفسي، ليس هناك اصعب من تلك اللحظة، عندما تفقد اعز مالديك بهذه الطريقة البشعة، أصبحت لا اشعر بما يدور حولي، ابنى راح في غمضة عين، القطار قسم السيارة نصفين، وتوقف بعد 300 متر، ومازلت اذهب اليه عند قبره في منتصف الليل لكي ازوره، لم اصدق بعد ماحدث، كان محبوب من الجميع، ولديه طفل عمره 8 شهور، اصبح يتيم الاب، وزجة في رعيان شبابها أصبحت ارملة، ماهو ذنبهم، لايوجد شيء يعوض خسارتنا "حسبي الله ونعم الوكيل".

شقيقه "زعلان انى مش هشوفه تاني"

بصوت حزين، وعيون تزرف منها الدموع، قال شقيقه الأصغر "حسام"، طالب في الصف الثاني الاعدادي، اخي كان لي بمثابة كل الدنيا، علاقتي به كانت مثالية، كان طيب وحنين معايا، وعمره مازعل أي احد منه، وفي يوم الحادثة استيقظت من النوم، على أصوات الصراخ.

وأضاف "حسام"، اخويا مات وانا كنت دائما في حاجة اليه، الجميع كانوا يحبونه، انا زعلان اني لن اراه مره اخري، ذنبه ايه يموت بالصوره دي، حرام الي حصل معاه.

"جدته" الولد راح ومش راجع

بوجه تكسوه الدموع، وتحطمه الحسرة، روت السيدة العجوز قعيدة الفراش، اللحظات الأخيرة في حياة حفيدها، مرددة، راح الولد، يارب ماتكتبها علي أي احد، اخر مرة كان بيسلم عليه، وعلي الجيران، انا سمعت الصراخ في الشارع، اعتقدت ان جارة لنا مريضة توفت، ولكن دخلوا علينا البيت، وقالوا القطار قتل "احمد"، وعامل المزلقان كان نائم.

وأضافت جدة "احمد"، اخر كلام قاله قبل موته، هجيب لبن لابني وانا راجع، وراح ومارجعش، الله يرحمه، كان طيب وحنين، وربنا يصبر زوجته، وابنه الي اتحرم من حضن
ابوه بدري.

النيابة

أمرت نيابة العياط برئاسة المستشار إسلام على مدير النيابة، بحبس عامل مزلقان قرية العطف بمركز العياط 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالإهمال والتقصير والذى تسبب فى اصطدام قطار العياط بسيارة ميكروباص ما تسبب فى مصرع شخصين، وأمرت النيابة بصرف السائق والمساعد من سرايا النيابة بعد سماع أقوالهما لعدم توجيه أى اتهامات لهما.