رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أزهري: الكنائس ليست بيوت الله.. ما رأيك يا د. طيب؟


 كان منظره العام مثيرًا للشفقة فى مناظرته الشهيرة مع إسلام بحيرى.

شاب مفتول العضلات، معجب بنفسه، يغمز ويلمز فى عقيدة من أمامه، يتباهى بأزهريته التى يصر على أنها تعنى الوسطية، وأن كل ما عداها باطل.

اسمه عبدالله رشدى، إمام وخطيب فى وزارة الأوقاف، ارتبط اسمه بأزمات إدارية صغيرة، ولا نعرف عنه كثيرًا، فعلى ما يبدو أن حياته ليس فيها الكثير.



الباحث الأزهرى الذى يقول إنه تلميذ الدكتور على جمعة، ولا يكف عن الثناء على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خرج علينا برأى يعيدنا قرونًا إلى الوراء.

كان الرئيس السيسى قد دعا الله، أثناء زيارته الكنيسة البطرسية التى احتفل فيها البابا تواضروس بالعيد، أن يحفظ مصر وأهلها، وتشفع فى دعائه بأنه يقف فى بيت من بيوت الله.

أثلجت الكلمة قلوب الجميع، ووحدت بين أرواحهم، فكل مكان يعبد الإنسان ربه فيه على طريقته هو بيت من بيوت الله.

لكن يبدو أن ما قاله الرئيس لم يعجب الباحث الأزهرى عبدالله رشدى، فكتب على صفحته ما يمكن اعتباره نصًا متطرفًا بامتياز.

كتب رشدى: بيوت الله فى الأرض هى المساجد، وليس لله فى الأرض بيوت بعد الإسلام سواها، غير المساجد يسمى «دور عبادة»، وليس «بيوت الله»، القرآن حكم فصل، وحسمها واضحة: ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه، وقلنا قبل ذلك العقائد لا مجاملة فيها، المجاملات مجالها واسع ولكن فى باب العادات لا العبادات، والقرآن واضح فى ذلك، ففيما يخص العقائد ففيه مفاصلة تامة، «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من الله ولى ولا نصير»، وفيما يخص التعايش فلا يمنع القرآن: وقولوا للناس حسنًا، فلا داعى للخلط، وتعايش وجامل كما تحب، وذلك من صميم سماحة ديننا، ولكن بعيدًا عن مربع الدين.

ختم عبدالله رشدى كلامه بهشتاج أعتقد أنه ساخر جدًا، وهو #الأزهر_قادم.

أعرف بالطبع أن عبدالله رشدى هذا لم يأتِ بشىء من عنده، فتح الكتب الصفراء التى تحتضنها مكتبته، استخرج منها بعض كلمات متخلفة ضمتها فتاوى سابقة، وقذف بها فى وجوهنا، اعتقادًا منه أنه يعلمنا ديننا الصحيح، ولذلك فالعيب ليس عليه وحده، ولكن على هذه الكتب، وعلى كل من يقرون ما فيها.

لن أدخل فى جدل عقيم مع باحث أزهرى هذه هى قناعاته، لكن السؤال لوزير الأوقاف وشيخ الأزهر والدكتور على جمعة: هل ما يقوله هذا الباحث الشاب الذى يعتقد أن الدين بالعضلات صحيح؟ هل يُقره دين أو خلق أو إنسانية؟ وإذا قلتم: إن كتب التراث مصدره، ألا تستحق هذه الكتب مراجعة وتصحيحًا ونسفًا دون اعتراض أو ممانعة؟.

إننا أمام توجه خطير يتبناه من يقوم بالدعوة والإرشاد على منابر وزارة الأوقاف، فهل هذا ما نقدمه للناس؟ هل نقول لهم: إن الكنائس ليست بيوت الله، فى تحريض سافر وسافل، وكأننا نستبعد من رحمته سبحانه من نشاء، وندخل فيها من نريد.

أنتظر إجابة ممن يملكونها، فنار الفتنة مشتعلة.. لعن الله من نفخ فيها.