رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيقان الملكة حلاوتهم !

احمد صالح
احمد صالح

في شهر ديسمبر الماضي اعلنت بعثة جامعة يورك البريطانية عن اكتشافها لبقايا ملكة مصرية قديمة عثر علي بقاياها عام 1903 في وادي الملكات بغرب الاقصر , وكشف عن هذه البقايا الايطالي ارنست سكياباريلي في المقبرة رقم 66 بوادي الملكات واخذ هذه البقايا معه واعطاها لمتحف تورين بايطاليا , ومن المعروف ان هذه المقبرة تخص الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني , وهي احد اشهر الملكات المصريات القديمة بعد حتشبسوت وكليوباترا , واسمها المصري القديم يعني بالعربية " حلاوتهم " ! , وأنجبت نفرتاري لرمسيس أربعة أولاد وبنتين , وهم : أمون حر خبشف الابن البكر لرمسيس , و رع حر ونمف , والأميرة حنوت تاوي , والامير مري اتوم , والامير مري رع , والاميرة مريت أمون , وعاشت ملكة لها وضعها المميز في عهد زوجها وكانت تصاحبه في الاحتفالات والمناسبات الرسمية وبني لها الملك معبدا لها في مدينة ابوسمبل بجنوب مصر , ولكن الملكة اختفت من الاحداث قبيل العام 30 من حكم زوجها , وبعد ان ماتت دفنت في مقبرتها المميزة والاجمل في وادي الملكات رقم 66 .
ومن المعروف انه عثر في مقبرة نفرتاري علي سيقان بشرية محنطة في التابوت الجرانيتي بغرفة الدفن وتتكون هذه السيقان من قطعة ملفوفة بطول 30 سم وهي جزء من عظمة الحوض و والركبة وقطعة من عظام الساق السفلية وهذه البقايا هي التي اعطاها سكياباريللي المكتشف الي متحف تورين بايطاليا
وفي شهر ديسمبر الماضي نشرت جامعة يورك الدراسة التي قامت بها علي البقايا التي عثر عليها في التابوت الجرانيتي بمقبرة نفرتاري في دورية PLOS one , 11 (11) , e0166571 , ومن خلال الدراسة تم عمل فحص جيني وكيميائي وانثروبولوجي وتأريخ بكربون 14 , وفشل تطبيق الحمض النووي علي العينات بسبب تلوثها.
اثبت كربون 14 ان عمر البقايا ترجع الي القرن الثالث عشر قبل الميلاد , واثبتت الدراسة الانثربولوجية ان البقايا ترجع لسيدة عمرها يتراوح بين 40 و 60 سنة وهي العمر المقترح تاريخيا للملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني, ولكن تطبيق الاشعة السينية علي البقايا كشف عن معلومات مهمة وهي وجود كسور ولكنها حدثت بعد الوفاة وليس لها اي علاقة باسباب الوفاة , كما اثبتت الدراسة ان الملكة نفرتاري تعاني من التهاب مفاصل اسفل الركبة كما يوجد تصلب شرايين وهذا ربما عائد الي عمر الملكة بالإضافة انها لا تعمل يدويا مما ساعد في وجود هذا المرض , واستطاع باحثو جامعة يورك معرفة طول الملكة من خلال دراسة التأمات العظام في العظام الطولية مثل الساق وعظمة الفخذ ووجد ان طول الملكة يتراوح ما بين 165 و 168 سم واكد هذه الحقيقة معرفة مقاس الصندل الذي يخص الملكة وعثر عليه بمقبرتها ومقاس الصندل 39 او 40 , ويبدو ان طول الملكة يكاد يقترب من زوجها الملك رمسيس الثاني والذي كان طوله 172 سم
وهكذا استطاع باحثو يورك برئاسة الباحثة البريطانية جوان فلتشر تحديد هوية جسد الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني بعد اكثر من قرن من العثور علي بقاياها في مقبرتها بالاقصر واستطاعوا التوصل الي معلومات تاريخية هامة برغم ان جسد الملكة لم يعثر عليها كاملا.