إليكم القِسم الأخطر فى الإخوان
ووفقاً للائحة أصبحت السيدة «لبيبة أحمد» أول وكيلة لهذا القسم الذى أطلق عليه الإخوان وقتها «فرقة الأخوات» ولكن سرعان ما سافرت السيدة لبيبة أحمد برفقة زوجها إلى الأراضى الحجازية وتركت القسم بلا نشاط ولا حركة لعدة سنوات حتى بدأت بعض الأخوات يطالبن بضرورة تفعيل هذا القسم، خاصة أن الحاجة زينب الغزالى قد قامت بضم جماعتها «جمعية الأخوات المسلمات» إلى صفوف جماعة الإخوان، وفى غضون عام 1944 أعيد تشكيل قسم الأخوات من جديد، حيث اتخذ مقراً له بعيداً عن مقر الجماعة هو 17شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة، وقد تم تشكيل القسم من بعض الأخوات أشهرهن السيدة آمال عشماوى زوجة المستشار «منير دله» الذى أصبح وكيلاً للجماعة فيما بعد، وكانت السيدة آمال هى رئيس القسم والمنسق العام له تحت إدارة حسن البنا بنفسه، وكان معها وكيلة تساعدها هى السيدة فاطمة عبد الهادى والتى أصبحت فيما بعد زوجة ليوسف هواش «الذى تم إعدامه فى قضية سيد قطب عام 1965» وكانت معهن أيضاً السيدة: أمينة على كأمينة للصندوق وقد كانت زوج محمودالجوهرى أحد القيادات التاريخية للجماعة، وزهرة السنانيرى أخت كمال السنانيرى الذى توفى عام 1981.
ومع دخول الإخوان فى غمرة النشاط السياسى لم تعد مستهدفات القسم كافية، لذلك تم إضافة مستهدفات جديدة هى مشاركة الأخوات فى حدود ظروفهن وجهودهن فى تحقيق البرنامج السياسى لهيئة الإخوان المسلمين العامة، فأصبحت الأخوات بذلك وفقاً للائحة مثلها مثل الأخ لها ماله وعليها ما عليه وأصبحت الأخت لها حقوق كاملة فى إدارة القسم ولكن تحت إدارة عليا من أحد الإخوان الكبار هو محمود الجوهرى الذى أصبح سكرتيرًا عامًا لقسم الأخوات، حيث قام بإدارته عن طريق زوجته، إلا أن نبيهم ورسولهم حسن البنا استثمر قسم الأخوات عندما خاض انتخابات البرلمان عن مدينة الإسماعيلية عام 1945، فقد تنقلت الأخوات بين المنازل للدعاية لمرشدهن وكن أكثر أفراد الإخوان نشاطاً فى الدعاية، إلا أن جهودهن لم تسفر عن شىء فقد سقط البنا فى الانتخابات، ولما لا يسقط وشعب الإسماعيلية كان يعرفه ويعرف أنه لم يكن فى يوم من الأيام يمثل الإسلام ولكنه كان يمثل بالإسلام! ولكن هذه الانتخابات كانت بمثابة خبرة من الخبرات التى استفادت منها الأخوات.
وبالفعل وبعد قرار حل الإخوان عام 1948 سلم حسن البنا مجموعة من الأخوات مذكرة تعترض على قرار الحل، وقمن بالطواف بها بشكل دورى على مكاتب الوزراء ومجلس النواب ومجلس الشيوخ والقصر الملكى ورئاسة الوزراء، وكانت لجنة الأخوات «الدوارات» هذه مشكلة من الأخوات أمينة على، فاطمة عبد الهادى، زينب عبد المجيد، فاطمة توفيق، وهن زوجات وأخوات لإخوة وقيادات كبيرة فى الجماعة، ومع هذا النشاط السياسى الواسع النطاق بلغ عدد شُعب الأخوات وفروعها بمصر عام 1951حوالى 130 شعبة، وأصبحت كل شعبة مستقلة بذاتها عن شعب الإخوة. ثم جاءت فترة ثورة يوليو 1952 وما بعدها خاصة الفترة التى أعقبت عام 1954 بعد محاولة الإخوان اغتيال الزعيم عبدالناصر، حيث اقتصر نشاط الأخوات السياسى على دعم المعتقلين من الإخوان، إلا أن نشاط زينب الغزالى ظهر بشكل واضح بل وأصبحت صاحبة كلمة فى توجيه قرار الإخوان، واستغلت صلتها بالمرشد حسن الهضيبى وصلتها بزوجته وبناته فى التأثير على الرجل وتوجيهه فى اتخاذ العديد من القرارات التى شكلت علامة فارقة فى تاريخ الجماعة، وفى إضرام نار الخلافات مع الرئيس الراحل عبدالناصر، وكان لزينب الغزالى الدورالأكبر فى تشكيل تنظيم 1965 المعروف بتنظيم سيد قطب الذى كان يستهدف قلب نظام الحكم واغتيال عبد الناصر والذى حوكم قطب وفقاً له وأعدم بسببه، وتم حبس زينب الغزالى إلى أن أفرج عنها الرئيس الراحل أنور السادات وكان لها بعد ذلك الدور الأكبر فى تسفير قيادات الإخوان للعمل بالمملكة السعودية نظراً لصلتها القوية بالعائلة المالكة هناك، بل هى التى قامت بتسفير المستشار مأمون الهضيبى للعمل كمستشار قانونى للأمير نايف!.
وفى أوائل التسعينيات يعود قسم الأخوات من جديد على استحياء، حيث أشرف عليه لفترة الشيخ محمد عبد الله الخطيب، وكان يساعده فى إدارة القسم مجموعة من الأخوات من زوجات قيادات الإخوان وبناتهن مثل وفاء مشهور بنت المرشد الأسبق مصطفى مشهور، ومكارم الديرى زوجة القيادى الإخوانى الكبير المتوفى «إبراهيم شرف» وكانت للحاجة زينب الغزالى الهيمنة الروحية على هذا القسم إلى أن توفاها الله عام 2005، وعندما بدأ نفوذ خيرت الشاطر فى التنامى أصبح هو المسئول الأول عن قسم الأخوات يساعده فى هذا بعض القيادات الكبيرة فى القاهرة والمحافظات مثل محمد حسين ولاشين أبو شنب وسعد لاشين وأسعد زهران وأحمد أبو شادي، إلا أن العمل فى هذا القسم ظل اختيارياً ومن حق الأخ أن يوافق على أن تنضم زوجته أو أخته أو بنته لهذا القسم أو لا يوافق. وبعد ثورة يناير ظهر دور الأخوات بشكل واضح وأصبحت لقسم الأخوات دور فاعل فى تنفيذ قرارات الجماعة وفى الدعاية الانتخابية، إلى أن وصلنا لثورة يونيه التى أسقط الشعب فيها الإخوان فإذا بالأخوات هن إحدى الدروع الواقية لتلك الجماعة الخائنة، فهل ينتبه أحد لخطورتهن؟!.