رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحوينى.. إمام الشتائم


هذه نصيحة أقدمها لمن يريد أن يفهم : «يا ولدى انظر عمن تأخذ دينك» ولا تظنن أن اللحية والجلباب والعمامة هى علامة العلم، إذ قد تكون أداة نصب، فأرجوك أن تُعمل عقلك وفكرك قبل أن تأخذ ما يقوله لك أحدهم، ولتعلم أن العالِم له علامات، ومن هذه العلامات والأمارات عفة اللسان، فقديماً قالوا: «إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم، ويسب، ويغضب، فاعلم أنه معلول النية»  لذلك إذا رأيت من يتعالم وهو يسب هذا ويشتم ذاك فاعلم أنه مُدعٍ، وإذا رأيته وقد تناقض مع نفسه فتارة هنا وتارة هناك فاعلم أنه بلا منهج، وإذا رأيته يحرض تلاميذه على تعقب خصومه بالسب والتجريح فاعلم أن فى قلبه كِبراً، وإذا رأيت تلاميذه وهم يصخبون ويشتمون فاعلم أنهم ضعفاء، فصاحب المنطق هادئ الطباع قوى الحجة، أما ضعيف الحجة الذى يخشى على شيخه من الهزيمة فبضاعته هى فحش القول والكذب والتنابز بالألقاب.

ومع ذلك فإن لكلٍ منا الحق فى نقد أى شخص مهما كان النقد ومهما كانت قسوته، والنقد غير الشتم، فإذا قلت مثلاً عن أبى إسحاق الحوينى إنه أحمق، أو أنْوَك، أو ممرور أو معتوه فإننى أكون قد شتمته، وهذه ليست من شيمى لذلك فإننى لا يمكن أبدا أن أقول عنه هذا الكلام الردىء، ولكن من حقى أن أنتقد كلامه الذى ينسبه للعلم كأن أقول: «هذا الكلام الردىء فيه رعونة وتناقض وحماقة وتفاهة وضِعة وتطرف وإرهاب وضيق أفق» فإذا قلت هذا وسكت فحينذاك أكون كمن سبه، ولكن يجب أن أبين لماذا دروس الأخ الفاضل «حجازى محمد يوسف شريف أبو إسحاق الحوينى» الشهير بالشيخ القرموط كما وصف نفسه! خريج كلية الألسن قسم لغة إسبانية بتفوق والثانى على دفعته ـ واخد بالك يا مولانا ـ لماذا دروسه فيها كل هذه الصفات الرديئة؟ّ ساعتئذ سأسردلك الأسباب.

أما عن كون كلامه أرعن ومتناقضاً فيبين ذلك من العشرات من دروسه، ومنها مثلاً أنه فى أحد دروسه قال: «دخول كلية الحقوق حرام لأن دى بتدرس القوانين الوضعية وهذا حكم بغير ما أنزل الله وووو» وليكن، لن أناقشك الآن يا حجازى أيها الأخ الفاضل فى هذه الغزارة العلمية التى تنوء بحملها الجبال، ولكن أليس معنى هذا أنك لا ينبغى أبداً يا عم الشيخ أن تلجأ للمحاكم الوضعية التى تحكم بغير ما أنزل الله إلا لضرورة متعلقة بدفع ضرر محدق؟فلو حدثت ضرورة ورفع عليك أحدهم جنحة سب وقذف لأنك كثيراً ما تسب الناس عدواً بغير علم، وخلت الدنيا من حولك فلم تستطع أن توكل محامياً فماذا أنت فاعل يومئذ؟! وقد يحدث أن يرفع أحدهم عليك دعوى قضائية بخصوص مال أخذته منه ولم ترده، فأنت مضطر إذن لتوكيل أبرع المحامين، فماذا أنت فاعل يا حجازي؟! وخذ بالك أن رعونة فتواك تتمثل فى أنك لم تحرم العمل بالمحاماة أو اعتلاء منصة القضاء أو النيابة فقط، ولكنك حرمت دخول كلية الحقوق من الأصل حتى ولو من باب الدراسة!.

ولو كان ذلك كذلك لهان الخطب، ولكنك يا حجازى قلت فى درس آخر قولاً غريباً عجيباً رهيباً مريباً هو أنك ذات يوم نصحت الشيخ الشعراوى رحمه الله عن طريق خطبة ألقيتها بأن يرفع قضية على صحفى انتقده ـ أو شتمه ـ وقلت بالحرف الواحد: «فأنا قلت إنه يرفع قضية على الصحفى ده ويجرجره فى المحاكم، لأن دول ما يجوش غير بكده، لأ مش كده وبس أنا قلت إن الشعراوى له أتباع كتير فكل واحد من أتباعه يرفع على الصحفى ده قضية فى كل مدينة من مدن الجمهورية وبكدة الصحفى ده يتأدب» يا للنهار الأسْوَد من قرن الخروب، هل نصحت الشعراوى أن يرتكب حراماً يا حجازى فيلجأ للمحاكم التى تحكم بغير ما أنزل الله لغير ضرر محدق ولكن فقط لينتقم لنفسه من صحفى انتقده؟! ثم هل نصحته بأن لا يجعل القضية مقصورة على الحصول على حقه ولكن يجعلها رحلة حرام فى حرام فى حرام، حيث يتنقل الهوينى بين محاكم الجمهورية! والحمد لله أنه لم يستمع لنصيحتك يا أنصح اخوتك، الخلاصة يا حجازى كلية الحقوق حرام فلا ندخلها، أم أنها حلال لدرجة أن نستغلها ونسىء استخدام علومها!.

وفى درس آخر انتقدت الدكتور على جمعة فقلت إنه كتب على موقعه الإلكترونى عبارة: «العلامة على جمعة» لك حق يا حجازى إذ ليس من اللائق أن يصف الرجل نفسه بالعلامة أو العالم، أخطأت يا دكتور على، أنا معك «يا بو حجازى» فيما تقول، ولكن انتظر لحظة، لقد وقعت أنت نفسك فيما انتقدت فيه غيرك! فقد وصفت نفسك بالعالم فى كثير من دروسك حتى إن أدمغتنا كادت أن تتفتت من الصداع الذى أصابها من تزكيتك لنفسك، أتذكر يا حجازى يوم أن طلبت من جمهورك أن يكون مقلداً لا مجدداً، فقلت يجب على كل واحد منكم أن يقلد عالماً ثم استطردت فقلتَ: «يعنى أنا عالم، فممكن تقلدونى» وكم سمعناك وأنت تقول عن نفسك «إحنا العلماء احنا العلماء» أحرامٌ على «جمعة» العلامة حلالٌ على «حجازى» العالم فى كل وقت!. رحم الله الدكتور العالم «سليمان ربيع» الذى كنت أتلقى العلم على يديه منذ أن كنت فى الصف الثانى الثانوى بمسجد الخلفاء الراشدين عام 1974، كانت طرائفه لا تعد ولا تحصى ولكنه يبديها فى وقار العالم ومهابته بغير إسفاف ولا ابتذال، ولم يحدث أن كذب علينا قط، ولكن أكاذيب الحوينى لا تعد ولا تحصى وإن كنا سنذكر بعضها فى المقال المقبل.