رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كل سنة وكل أم وطنية بخير


كل سنة وكل أم وطنية محبة لمصر طيبة وبخير.. كل سنة وكل أم شهيد ضحى بنفسه ليعيش الوطن طيبة وبألف خير، وقادرة على الصبر على تحمل فراق البطل.. كل سنة وكل أم ربت وضحت ووجهت وعلمت وأنشأت أبنائها على حب الوطن طيبة وبخير.. كل سنة وكل أم معيلة تشقى وتكافح لتنشئة أبناءها على الأخلاق والقيم طيبة وبخير.. كل سنة وكل أم عاملة أو فلاحة تعمل وتجاهد وترعى وتزرع وتحصد وتنتج وتشجع أبناءها على التعليم والعمل والجد والاجتهاد والإنتاج لخدمة الوطن طيبه وبخير.

كل سنة وأمى الحبيبة بألف خير، فهى من زرعت فى منذ الصغر حب الوطن والحرص على القيم النبيلة والعطاء للخير، والمشاركة فى العمل العام من أجل خير أهل الوطن، كل سنة وهى بصحة وفى أحسن حال.

إن اليوم هو يوم ذو مذاق خاص، هو مذاق الحب ورد الجميل والعطاء للأم، إن اليوم هو عيد الأم المصرى الذى يجب فيه على كل ابن أو ابنة أن يحاول التعبير عن عرفانه لما قدمته له أمه، وأن يدخل على قلبها البهجة والسعادة، إنه يوم تكريم المرأة والذى عرفته حضارة مصر القديمة قبل أى دولة أخرى، حيث أعطى نظام المجتمع المصرى القديم للمرأة المكانة الخاصة والمتميزة وحقوقا اجتماعية وسياسية واقتصادية مساوية للرجل وذلك قبل ٥٠٠٠سنة، فلقد كان الرجال فى مصر القديمة يقدرون المرأة ويكرمونها.

وتعود قصة فكرة الاحتفال بعيد الأم فى مصر يوم ٢١ مارس إلى الصحفى الكبير الراحل على أمين، مؤسس جريدة «أخبار اليوم» هو وأخيه مصطفى أمين، حيث جاءت إحدى الأمهات فى زيارة للراحل مصطفى أمين فى مكتبه، وقصت عليه قصتها الحزينة وكيف أنها ترملت وأولادها صغار ولم تتزوج وكرست حياتها من أجل أولادها وظلت ترعاهم حتى تخرجوا فى الجامعة، ثم تزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماماً، بعدها طرح على أمين فى عاموده اليومى «فكرة» دعوته للاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه «يوم الأم»، ونجعله عيدا فى بلادنا وبلاد الشرق، وأضاف: وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها «شكرًا يا أمى».

وبعد طرح الفكرة بجريدة الأخبار، اختار القراء تحديد يوم ٢١مارس، وهو يوم بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم، ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول احتفال بعيد الأم فى ٢١ مارس ١٩٥٦، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوسط الأخرى.

فإذا كان لديك أما فقدم لها اليوم مشاعر البر والرحمة والعرفان، قبل يدها واحمل لها زهرة أو قل لها ما يمكنك قوله من أحاسيس تعبر عن حبك لها، لتحس أنها تحيا وأنها كانت على حق حينما تعبت وسهرت وضحت وجاهدت وأعطت لك كل ما تستطيعه من رعاية وحب، أظهر لها حبك، أظهر لها عطفك، رد لها بعض مما أعطت، عن طيب خاطر، ارسم البهجة على وجهها، وابعث فى قلبها الفرحة، ارسم البهجة على امرأة أنت مدين لها بالفضل، مثل معلمتك فى المدرسة أو أستاذتك فى الجامعة أو عمتك أو خالتك أو قريبة لك، أو امرأة فقدت ابنها وتشتاق إلى لمسة حنان.

احتضن أمك وانحنى أمامها لتقبل يدها، فقط الأم هى الإنسان الوحيد الذى أوصت برعايته كل الأديان السماوية، فقط الأم هى الإنسان الوحيد الذى يجب أن ننحنى أمامه.

إن كل الدول تحتفل بعيد الأم، لكن طقوس الاحتفال تختلف من دولة إلى أخرى.. وللحديث بقية...