جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

عيد الحب يعجل بقدوم الربيع

جريدة الدستور

عجل "عيد الحب" بقدوم فصل الربيع، مجيئا أدبيا مؤقتا، حيث مازال هناك حوالى 37 يوما فاصلا زمنيا على قدومه فعليا. وساد الجو الربيعى الذى تمثل فى ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة شهده اليوم الرابع عشر من فبراير موعد عيد الحب.
تضامنت الشمس مع المصريين فى الاحتفال بهذا اليوم، الذى سادت إطلالة لونه الأحمر واجهات المحال التجارية، وطبع هذا العيد على المصريين خاصة الشباب منهم بهجة عامة انعكست فى شراء وإهداء الورود والدباديب الحمراء بين المحبين.
وبالرغم من أن عيد الحب "الفلانتين" يعتبر من التقاليد الغربية التي انتشرت قبل سنوات طويلة في دول أوروبا وأمريكا، إلا أن الشعب المصري على وجه الخصوص اعتاد على الاحتفال به وإحياء مظاهره المتمثلة فى تبادل الهدايا والرسائل القصيرة والخروج للتنزه.
واصل ”عيد الحب” يرجع إلى قصة قديمة، حيث أصدر الإمبراطور الروماني ”كلوديس الثاني” قرارا يمنع أى شاب من الزواج، بهدف تدعيم جيشه بالشباب الأعزب، فيما كان القديس ”فالنتين” يزوجهم سرا، وعندما اكتشف أمره تم اعتقاله والحكم عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب والعشاق لأنه ضحى بحياته من أجل تزويج المحبين، وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية بذكراه في يوم 14 فبراير بينما تحتفل الكنائس الأرذثوكسية بذكراه في يوم 30 يوليو.
وتقديرا وعرفانا لدوره تم إحياء ذكراه فى أمريكا بإصدار بطاقات ورقية خاصة بعيد الحب وطباعتها بأعداد كبيرة وتزيينها بالدانتيل والزخارف وكانت تلك هى المرة الأولى التي استلهمت دول أوروبا منها عادة شراء وإهداء الكروت والبطاقات في عيد الحب.
وعيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فالنتين" مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام ، خاصة في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية حتى بات هذا اليوم، ولو بصورة رمزية وغير رسمية، اليوم التقليدى الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم.
وسواء في عيد الحب أو فى سائر أيام العام وفى أية مناسبة أخرى لابد أن يكون هناك يقين على أن الحب يحيى الحياة بالأمل، والمشاعر الجميلة الموجودة فى النفوس البشرية السوية لا تختزل في وردة حمراء ودبدوب وقطعة شيكولاتة على شكل قلب، ولكن فى مراجعة النفس والتصالح معها والتسامح مع الأخرين، و حل أي خلاف حقيقي بين الناس وبهذا ينتشر الحب ويصبح ظاهرة محمودة فى المجتمع ضاربا بالانفلات الأخلاقى الذى نعاني منه حاليا عرض الحائط بالضربة القاضية.