الطرد يلاحق "غيبوبة بدير".. صاحب "مرسي عايز كرسي" غير مرحب به في محافظات مصر بسبب إهانته الثورة: 25 يناير "مؤامرة محكمة".. ومبارك "قائد عظيم"
حالة من الجدل أثارتها مسرحية "غيبوبة"، لبطلها الفنان الكوميدي أحمد بدير، الذي لم يمر الكثير من الوقت على عرضها في البيت الفني للمسرح، حتى انهالت المقاطعة عليها من كل صوب وحدب، وبات الرفض الشعبي لها حاضرًا في كل محافظة.
"السويس".. كانت أولى المحافظات، التي أعلنت رفضها لعرض المسرحية، حيث دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، هاشتاج بعنوان: "السويس حرة.. أحمد بدير برة"، ظلت التغريدات تنهال عليه لمدة يومين، صب فيهما أهالي السويس غضبهم على المسرحية، وما تتناوله من تشويه للثورة، رغم أن السويس كانت شرارة أولى للثورة.
وعلى الفور، استجاب محافظ السويس، اللواء أحمد الهياتمي، للمطالب الشعبية لأهالي المحافظة، وأبلغ وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ووزير الإدارة المحلية أحمد زكي بدر، بشكل رسمي بصعوبة عرض المسرحية بالمحافظة.
وتلي السويس، القليوبية، التي أعلنت صفحتها الرسمية على موقع "فيس بوك"، أنه لن يتم عرض مسرحية "غيبوبة"، في مدينة بنها، عاصمة المحافظة، بناءً على شكاوى بعض المواطنين ضد المسرحية، والمطالبة بعدم عرضها على مسرح قصر ثقافة بنها.
جاء ذلك، بناء على تدشين أهالي بنها حملة عبر "فيس بوك" بعنوان "معًا لإلغاء عرض مسرحية غيبوبة في قصر ثقافة بنها"، لمنع عرض المسرحية، التي كان من المقرر عرضها بداية من يوم 19 فبراير حتى 21 منه، مؤكدين في تعليقاتهم أن الهدف من المسرحية تشويه ثورة يناير وشهدائها.
وتعد مسرحية "غيبوبة" بمثابة عودة جديدة للفنان أحمد بدير للمسرح بعد توقف عدة سنوات عن آخر مسرحية عرضت له وهي "مرسي عايز كرسي"، حيث تؤرخ لأحداث ثورة 25 يناير، بداية من يومها الأول وما تلاها من أحداث حتى ثورة 30 يونيو، وتناقش فيها بجرأة شديدة الذين قفزوا على الثورة ومن قاموا بتدمير البلاد، واللعب بالشعب المصري والتخوين.
ويلعب "بدير" فيها دور مواطن مصري غلبان كان متواجدًا في ميدان التحرير يوم 25 يناير، لعمل جواز سفر جديد في مجمع التحرير، بعد فشله في الحصول على عمل، ويصاب في التحرير بطلقة في رأسه يدخل بعدها في غيبوبة يفيق منها في 30 يونيو، وعندما يفيق منها يفاجأ بأن كل شيء قد تغير من حوله.
ومنذ ثورة 25 يناير، سجل "بدير" مواقف مُعادية للثورة، معلنًا تأييده التام للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي بكى في أحد برامج الـ"توك شو" لأجله، حتى دفع الثوار منذ 4 سنوات لوضعه فيما يسمى "القائمة السوداء" لمهاجمي ثورة يناير.
"مينفعش مشوفش صورة مبارك":
أول المواقف التي سجل فيها بدير مواقفه المعادية لثورة 25 يناير، والتي دفعته إلى القائمة السوداء بسرعة «الصاروخ»، وهي بكاؤه على رحيل مبارك في برنامج «90 دقيقة» على الهواء مباشرة، حيث شن في البداية هجومًا لاذعًا على الثورة، معتبرًا إياها مؤامرة محكمة وليس غضبا شعبيا.
ثم تحدث بدير عن مبارك، وكان ذلك في الأيام الأولى لثورة 25 يناير، وغالبته دموعه حتى بكى على الهواء قائلًا: "ما ينفعش ما أشوفش صورة مبارك فوق مكتبي، أنا واحد من التلاتة وتمانين مليون وعندي في البيت خمسة بقينا ستة. أقسم بالله إحنا اللي طلعنا مصطفى محمود لأننا بنحب هذه الأرض، الريس ضحية، لو راحوا ميدان التحرير وشافوا بطاقات الناس، هيلاقوهم دخلاء وقابضين".
"مبارك يصعب عليا":
ولم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها بدير حبه لمبارك وكراهيته للثوار، فسبق وصرح عبر التليفزيون المصري في عام 2014، أنه من الممكن أن يجسد شخصية الرئيس المعزول محمد مرسي في عمل فني لأنه شخصية درامية واستفزازية.
وأضاف، أنه لن يجسد شخصية مبارك بقوله: "يصعب عليا"، مؤكدًا أن مبارك حقق لمصر الاستقرار والبنية التحتية، وكانت هناك بعض الأمور في الفترة الأخيرة من حكمه لم يكن متحكمًا بها.
"25 يناير ليست نموذجا مثاليا للثورات"
وفي أواخر العام الماضي، خرج الفنان أحمد بدير، يدعي أن ثورة 25 يناير، لم تكن نموذجا مثاليا للثورات، واتخذت "سبوبة" من قبل أصحاب المصالح الخاصة الذين أطلقوا على أنفسهم ثوار.
ورفض بدير، خلال لقاء له على قناة الحياة، وصف الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالمخلوع؛ لأنه تنازل عن الحكم بإرادته، مؤكدًا أن اللفظ اللائق في هذه الحالة هو الرئيس المتنحي، لأنه لم يفعل ما فعله بعض قادة العرب الذين تسببوا في خراب بلادهم لو لم يرفض ترك منصبه.
ولم يقف تعاطف "بدير"، عند حد مبارك، ولكنه طال الرئيس الأسبق محمد مرسي، حين عرضت شاشة "الحياة" صورته فقال بدير: "صعبان عليا؛ لأنه لم يفهم شيئًا"، موجهًا رسالة إلى المرشد السابق لجماعة الإخوان، محمد بديع، قائلًا: "كنتم تريدون الاستيلاء على البلاد وكأنها عزبة، وحاولتم التفريط فيها لصالح تنظيم دولي".
"لا أقتنع بها كثورة"
وفي برنامج "100 سؤال" للإعلامية "راغدة شلهوب"، كرر بدير عدم اعترافه بثورة يناير من جديد، حيث قال: "لا أقتنع بهذه الثورة، لأنها استغلت من قبل البعض في خدمة مصالحهم الشخصية. الثورة لم تكن نموذجا مثاليا للثورات، واتخذت كسبوبة من قبل أصحاب المصالح الخاصة الذين أطلقوا على أنفسهم ثوار".
وعند سؤاله عن اعتراف الدستور بثورتي 25 و30 يونيو، رد متهكمًا: "الدستور حر، وأنا كمان حر".