فلنبدأ...
محلب.. وهشام عبدالباسط
بعد ثورة يوليو 1952 تعاقب على منصب رئيس وزراء مصر عدة شخصيات، أبرزهم المهندس صدقى سليمان والدكتور عزيز صدقى والدكتور محمود فوزى والدكتور مصطفى حجازى وممدوح سالم.. لكن مع ترهل نظام المخلوع «مبارك» تراجع دور رئيس مجلس الوزراء ليصبح مجرد «سكرتير للرئيس»، لدرجة أن أحد وزراء مبارك قال إن الوزراء «سكرتارية للرئيس»، وفى أعقاب ثورة يونيه جاء المهندس «محلب» رئيساً لوزراء مصر، ومنذ اليوم الأول لتوليه أحس المصريون أنهم بصدد «رئيس وزراء مختلف»، فالرجل كتلة نشاط فقلما يتواجد فى مكتبه بمجلس الوزراء القابع بـ«قصر العينى»، ومع نشاطه وجولاته من أقصى الصعيد إلى الإسكندرية تغيرت الصورة النمطية لـ«رئيس مجلس الوزراء» لدى المواطنين، تلك الصورة التى تتمثل فى كون «رئيس الوزراء» رجل مخملى يمكث فى الغرف المكيفة فقط، ولا علاقة له بـ«الشارع»، فوجد المواطن محلب يستقل «اتوبيساً» فى تنقلاته لتفقد المشروعات بقنا، ويستقل «ميكروباصاً» فى إمبابة، ويفاجأ به فى «معهد القلب».
نموذج آخر لمسئول غيَّر الصورة النمطية لمنصب المحافظ التى كانت تتمثل فى وجوده فى مبنى ديوان عام المحافظة فقط أو عاصمة المحافظة على أقصر تقدير.. إنه الدكتور «هشام عبدالباسط» محافظ المنوفية الذى يستحق عن جدارة لقب «المحافظ النشيط» فالرجل لم يكتف فقط بتطوير شبين الكوم عاصمة المنوفية بل امتد نشاطه لكل مراكز المحافظة فتجده فى زيارة مفاجئة لمصلحة حكومية فى تلا وبعدها يذهب إلى الشهداء وبعدها تجده فى أشمون، ومع الزيارات المفاجئة للمحافظ عاد الانضباط للمصالح الحكومية بعد أن شعر الموظفون بأن هناك مسئولاً يراقب ويكافئ المجتهد ويأخذ حق الدولة من المقصر.
هوامش
رغم بعض الأخطاء.. نستطيع أن نقول إن «صحافة مصر» هى التى قادت التحولات الكبرى.
هناك من يحن الآن لحكم «الأسرة العلوية» التى انتهت فعلياً بخلع الملك «فاروق».. ولهم نقول رغم كل التحفظات على ثورة يوليو.. ولكن ثورة يوليو حققت إنجازات ماكان لـ«المستهتر» فاروق أن يقوم بها وهى إنجازات عديدة لعل أبرزها «السد العالى».
حسناً فعلت (رئاسة الجمهورية» بعدم دعوتها آخر ملوك العهد البائد «أحمد فؤاد» لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
اصبر على حسد الحسود.. فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها.. إن لم تجد ما تأكله
الحسود عدو نعمة الله متسخط لقضائه غير راض بقسمته