جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الاتفاق الإطارى حول الملف النووى الإيرانى


وصف الاتفاق الإطارى حول الملف النووى الإيرانى الذى تم التوصل إليه بين القوى الكبرى الست وإيران بعد مفاوضات فى مدينة لوزان السويسرية, بالتاريخى حيث يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق نهائى بنهاية شهر يونيو المقبل برعاية مجلس الأمن. وبموجب الاتفاق ستخفض إيران من قدرتها على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع تدريجى للعقوبات وإن منع إيران من التسلح النووى مكسب للأمن القومى العربى؛ حيث يصب فى إطار منع انتشار الأسلحة النووية ومنع السياق النووى فى المنطقة العربية من خلال منع إنتاج قنبلة نووية وذلك فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والموافقة على برنامج نووى سلمى لإيران، لكن هذا الاتفاق لم يراع على الإطلاق الخطر الكبير من وجود مفاعلات نووية فى إيران، حيث تقع فى منطقة حزام الزلازل والتى قد تنذر بكوارث بيئية خطيرة تهدد الأمن القومى العربى.. إن التسوية التى تمت بين الولايات المتحدة وإيران لرفع العقوبات عن طهران مقابل إيقاف البرنامج النووى الإيرانى ووضعه فى إطار سلمى تعد اتفاقًا إيجابيًا.

إن البنود المعلنة قلصت من قدرة إيران النووية بشكل كبير واتضح ذلك من خلال بنود الاتفاقية التى نصت على أن إيران وافقت على أن تخفض عدد أجهزة الطرد المركزى التى تستخدمها فى تخصيب اليورانيوم من 19 ألف جهاز إلى ما يقرب من 6 آلاف جهاز. كما تتضمن نصوص الاتفاقية أن عملية التفتيش على سلسلة إمداد اليورانيوم فى إيران ستدوم 25 عاماً.

وأوضحت البنود أن إيران وافقت على عدم تخصيب اليورانيوم فوق معدل 3.67% لمدة 15 عاماً على الأقل، كما أشارت الاتفاقية المبدئية حتى الآن أيضاً إلى موافقة طهران على عدم بناء أى منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاماً.

وقد احتفلت إيران بهذا الاتفاق لأنه يعطيهم الحق فى الإبقاء على التكنولوجيا النووية التى تمكنوا من تنميتها خلال السنوات الماضية وبناء عليه سيحتفظون بحوالى 6 آلاف جهاز طرد مركزى بالإضافة إلى الاحتفاظ بجزء من اليورانيوم المخصب.

أما من ناحية الدول الغربية فإنها تتحدث عن نجاحها فى الحد من الانطلاقة السريعة لإيران للحصول على يورانيوم عالى التخصيب وأيضاً مفاعل الماء الثقيل «أراك» الذى يستخدم لإنتاج البلوتونيوم مثل مفاعل «ديمونة» فى إسرائيل فهذا المفاعل به ماء ثقيل ووقود وهذا الوقود يستخلص منه البلوتونيوم والاتفاق الذى تم التوصل إليه ينص على أن كل الماء الثقيل سينقل وكذا البلوتونيوم سينقل للخارج وبذلك تم إنهاء الموضوع.

وفى النهاية فإن الاتفاقية مفيدة وإيجابية لمنطقة الشرق الأوسط لأنها تصب فى إطار منع انتشار الأسلحة النووية ومنع السباق النووى فى المنطقة لكن إيران حصلت على الاعتراف به كدولة لها قدرات نووية ودولة تكنولوجية متقدمة بالإضافة إلى رفع العقوبات وهو ما يعتبر انفراجة ونقلة اقتصادية لإيران.