جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

احترس...الداخلية ترجع الي الخلف

جريدة الدستور

تجاوزات الشرطة في الفترة الماضية تخطت كل الحدود و فاقت ما قبل 25 يناير بكثير ، فرض الاتاوات ، التحرش في الكمائن ، و تلفيق التهم و التعذيب داخل السجون و الأقسام عاد الي الساحة بقوة و بشكل فج لا يمكن التغاضي عنه .

واقعة القبض علي طيار المنوفية من قبل أمين شرطة و ضربه و الاعتداء عليه تكاد تتكرر يوميا في كل محافظات مصر ، الا ان الفارق هنا ان الضحية لم يكن من عامة الشعب الذين يفضلون الانحناء مع الموجة و التسليم للاهانة و التجاوزات خوفا من تلفيق القضايا و تطور الظلم و التجاوز الي مدي أبعد ، لو لم يكن الضحية ضابطا بالجيش لما سمعنا عن الواقعة أصلا .
يبدو ان افراد الداخلية يحتاجون الي اعادة تأهيل حقيقي ، فبعدما أطاح بهم الشعب في 25 يناير ، و كسر شوكة ظلمهم ، خُيِلَ اليهم ان 30 يونيو جاءت لتعيد تركيب الفلكات في الأقسام و تعيد وضعهم فوق الشعب و القانون .

ما حدث مع جريدة الدستور من هجوم الداخلية علي مقرها بأعداد هائلة بعد تبنيها حملة لكشف الفساد المعشش في الوزارة السيادية لم يكن سوي كارت ارهاب للجميع ، أرادت الداخلية توصيل رسالة لكل من يفكر ان يفتح فمه في وجهها ، يبدو ان الداخلية تنتظر تلقي لطمة جديدة من الشعب كلطمة 25 يناير لتفيقها من غفلتها مرة أخري .

التعذيب و الاعتداء علي المواطنين في الاقسام و السجون توقف لفترة قصيرة بعد ثورة يناير ، ليعود الينا في الفترة الماضية بتجاوزات أكبر تحاول الداخلية التعتيم عليها بغل أيدي الصحف و منعها من كشف التجاوزات .
وقائع تضييق الداخلية علي الصحفيين و منعهم من أداء أعمالهم ، و تحذيراتها للجرائد المختلفة من نشر جرائم و مخالفات أفرادها لم تعد حالات خاصة أو فردية بل منهج عام يشرف عليه المكتب الاعلامي بالوزارة .

علي الداخلية و أفرادها أن يعوا ان ثورة قادمة لن تكتفي بتأديبهم أو تلقينهم درسا، علي الداخلية أن تعي مكانها الطبيعي....في خدمة الشعب .