جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

رسولنا وحماقات قديمة ومتجددة


منذ بعثته وحتى الآن ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. يتعرض لحملات شعواء وحروب قذرة.. فى شخصه وامتدادا بأهله وانتهاء بدعوته.. فما ربحت تجارة القوم ؟ وكيف تربح. ورسولنا الأكرم هو من شهد له الأعداء قبل الأصدقاء.. بما تملكه من أخلاقيات لاتضاهى.. وبكراماته التى لاتنتهى.. فرسولنا هو الشجرة المثمرة التى لم ينقطع ثمرها.. ولن ينقطع مادام فى الدنيا بقية من حياة.. فرسالته عامة للبشر والشجر.. للعرب والعجم.. للأبيض والأسود.. وهو من بعث بكل ماينفع الناس فى كل زمان ومكان.. تجارته صالحة إلا أننا لم نحسن تسويقها.. بل نحن بشحومنا ولحومنا من أساء إليها.. برعونتنا وجهلنا وحمقنا.. وقد عجبت من حمقى قاموا بعملية إرهابية على جريدة لااسم لها بدعوى نشرها رسوما مسيئة لرسولنا صلى الله عليه وسلم.. وماذا يضير تطاول الجهلاء على الجبل الراسخ.. صاحب الرسالة الثابتة.. فما هكذا تعالج الأمور.. والبرهان حالة الالتفاف لمقتل الحمقى من الرسامين.. بل قامت وسائل إعلام أخرى بنشر المزيد من الحماقات. لقد تعرض النبى صلى الله عليه وسلم فى حياته للكثير من الحماقات.. فما لانت له قناة.. فانتشرت دعوته بما حملته من سماحة ورقى.. ألقوا فوق رأسه بالقاذورات.. ورموه بما ليس فيه.. فهو الساحر والمشعوذ، وسقطت تقولاتهم وانتشرت دعوته.. فى كل بقاع الأرض.. لم يغضب رسولنا صلى الله عليه وسلم.. بل كان رده على الدوام اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون.. وقد نزل عليه أمين الوحى جبريل عليه السلام.. .لو شئت أطبقت عليهم الجبلين. ومع أهل مكة وهى من هى أنها لأحب بلاد الله إلى نفسه.. فقد تربصوا به يريدون قتله والقضاء على دعوته.. وبعد الفتح المبين حيث التف حوله عشرة آلاف من جند الله.. وكان بمقدوره صلى الله عليه وسلم.. أن ينتقم منهم وإن ينكل بهم، إلا أن هذا لم يحدث.. بل كانت رسالته إلينا وإلى الناس جميع «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين».. نحن من اسأنا إلى رسولنا بتصرفاتنا وبسلوكياتنا ورعونتنا وحماقاتنا.. التى يبرأ منها الإسلام.. نحن من قتلنا على الهوية.. بل نحن من مثلنا بالجثث.. بل نحن من أضرمنا النيران فى الأخضر واليابس.. .حدث ذلك فى بلادنا.قبل حدوثه فى بلاد الفرنجة.. نحن أولى بالإمساك بتلابيب الأخلاق التى رسخ لها رسولنا الكريم.. فى كل مكان تطأ فيه أقدامنا.وقد انتشر الإسلام من قبل بالقيم النبيلة والأخلاق القويمة. نريد أن يكون ميرات النبى صلى الله عليه وسلم زادًا لنا فى حركاتنا وسكناتنا. بل مشروعًا لنا للنهوض بالأمم التى تقدمت.. نحن من صنعنا من الشخوص عندما هللنا لتخرصاتهم وتقولاتهم.. حيدر حيدر الذى كنا نكرهه نحن دون غيرنا من فتحنا له الأبواب الموصدة والخزائن المدخرة.. وعلى وتيرته كنا سببًا فى صناعة النكرات ومولد سيدى ميزو ليس ببعيد.. إلخ. الإساءات التى صوبت إلى نبينا صلى الله عليه وسلم لم تقف عند شخصه المعصوم وإنما امتدت إلى أم المؤمنين عائشة وهى من هى إنها ابنة الصديق والرفيق.. وهى الوحيدة التى تزوجها النبى بكرًا.. وكانت البراءة من الله ومن فوق سبع سماوات.. لم يتراجع الإسلام ولم ينزوى بل انتشر فوراء المحن تكون المنح والعطايا شريطة أن نترجم الأسباب والأهداف التى من أجلها بعث نبينا..

ولن تنتهى الضربات التى توجه إلى الإسلام حتى يرث الله الارض ومن عليها.. وفى كل مرة كنا نقطف ثمار الرعونة والحماقة بتأييد أكثر وانتشار أوسع وقبول منقطع النظير.. وللحديث بقية.

■ وكيل وزارة الأوقاف