جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«يقظة الضمير الوطنى»


«ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. دائماً ما تقفز هذه الآية الكريمة من القرآن الكريم من سورة يوسف إلى ذهنى لتهدئ من روعى، حينما تمر ظروف صعبة بوطنى، ودائما ألجأ إليها لأن فيها ملخصا شافيا لتاريخ مصر العريق الذى يمتد إلى سبعة آلاف عام، نحن أحفاد الفراعنة الذين كانوا دائماً وطنهم مقبرة للغزاة، لأن فيها خير أجناد الأرض، ولقد جاء دورنا الآن كمصريين وطنيين ان نقف معهم ونشد أزرهم ونقف يدا بيد، مسلم ومسيحى رجل وامرأة، مسن وشاب، من أجل الانتصار فى العبور الثالث لمصر .إننا الآن فى مرحلة العبور الثالث لمصر، وأن شاء الله سنخرج منتصرين فى مواجهة قوى الإظلام الأسود المدعومين من مخطط دولى رهيب، يريد إسقاط الوطن وسفك دماء المدافعين عن بقائه، وتماسك نسيجه والحفاظ على أرضه، لقد انتصرنا فى يوم العبور فى ٦ أكتوبر منذ واحد وأربعين عاما على إسرائيل وجيشها الذى كانت تزعم أنه لا يقهر، وعلينا الزينات وعمت الأفراح كل أنحاء الوطن عند عبور خير أجناد الأرض إلى الضفة الأخرى من القناة، ثم تم استرداد آخر شبر من سيناء من خلال المفاوضات التى أعقبت انتصار القوات المصرية فى يوم العبور العظيم، وهو يوم لن ننساه نحن الذين عايشناه وشعرنا بالزهو والفخر بأننا مصريون ننتمى لهذا الوطن العظيم وجيشه الباسل .

ثم انتصرنا فى العبور الثانى الصعب فى ثورة ٣٠يونيو على حكم إرهابى جاء بناء على تخطيط دولى لتقسيم الوطن والبقاء فى السلطة لـ٥٠٠ سنة قادمة، وقهر الشعب واستعباد نسائه، وتفتيت أرضه، ونهب ثرواته، وإرهاب رجاله وأطفاله، وفرض مفاهيم متطرفة سوداء لا تمت بأى صلة للعقلية المصرية، ولا للوسطية التى تميز الشعب المصرى، لقد انتصر المصريون فى ثورة حاشدة مبهرة، خرج فيها أكثر من ٤٠مليون مصرى إلى الشوارع، واستطاعوا إسقاط حكم الإرهاب الأسود إلى غير رجعة، بفضل حماية ومساندة أبطال الجيش المصرى لثورة المصريين، وقائد شجاع انتخبناه لإنقاذ مصر وفوضناه ليقف ضد الإرهاب وخططه الشيطانية . وطنى الحبيب لن تسقط أبدا، ولن تنال منك يد الإرهاب الأسود مهما حاولوا من مكائد سوداء، ومهما كان حجم المخطط الدولى للتآمر عليك لأن مصر أكبر من أن ينالوها على طبق من فضة، أو يقسموها إلى أجزاء متناحرة ومتصارعة، وأن نتركهم يرقصوا على جثث المصريين الشرفاء، لقد استشهد لنا أبناء فى سيناء نعم، لكن الأرض المصرية التى ارتوت بدمائهم لم تفرق بين دم محمد ودم كيرلس، هم مصريون استشهدوا لنعيش نحن، وتركوا قصص بطولة لن ننساها لأنهم أبناؤنا جميعا، وإننا جميعا من الوطنيين الذين يقدسون تراب هذا الوطن، لن نترك يد الإرهاب الأسود تعبث فى مقدرات المصريين الشرفاء، ولكن علينا جميعا فى هذه المرحلة التى نخوض فيها حربا شرسة ضد الإرهاب الدولى أن نقف مع جيشنا، نشد من أزره ونقوى من عزيمته، ونتيقن بأن الجيش المصرى يضم خير أجناد الأرض. إننا الآن فى حالة حرب ستستمر، بلا شك فترة، قد لا تكون قصيرة ضد الوطن، لهذا فإننا أشد مانكون حاجة إلى إحياء الضمير الوطنى من أجل العبور الثالث لمصر، والانتصار على المخطط الدولى الذى يحاك ضدنا، ولابد أن ننتصر، و لابد أن نتكاتف، وأن نكون على درجة من اليقظة من الشائعات التى قد تحاك لإضعاف الجبهة الداخلية، ليس هناك بيت فى مصر ليس مشتعلا بالغضب مما حدث من الهجوم الغادر على جنودنا البواسل واستشهادهم فى عملية إرهابية قذرة، وراءها مخطط دولى كبير لإسقاط مصر، أإ علينا أن نقف مع رئيسنا عبد الفتاح السيسى وجنودنا البواسل فى حربهم لتطهير سيناء، ونطالب الرئيس البطل الوطنى بأن يكون يدا قوية لمحاسبة الخونة قتلة الجيش والشرطة، لأنهم إخوتنا وأبناؤنا جميعا.

وللحديث بقية