جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

"علي جمعة" والتصريحات الدينية.."مش مجرد فتوى"

علي جمعة
علي جمعة

لا يختلف أحد على القيمة والقامة العلمية والدينية للدكتور "علي جمعة" مفتي الديار المصرية السابق، ولكن منذ ظهوره عبر شاشات الفضائيات، ودائمًا ما يخرج إلينا بفتاوى صادمة، بعضها يمر مرور الكرام لأنها من صحيح الدين.
والبعض الأخر يثير حوله زوبعة بين الغرابة وعدم التصديق أحيانًا، وبعضها الأخير يحرفه أعداء الإسلام ذوي النفوس الضعيفة، ليخرج الدكتور علي جمعة وينفيها تمامًا.
وأيًا كان من الأنواع الثلاثة السابقة، فأن إثارتها وطرحها فى هذه الظروف السيئة التى تعيش فيها مصر من جهل بأصول الدين الإسلامي، على الدوام ما يثير جدلًا واسعًا.
"الدستور" ترصد في هذا التقرير الفتاوى التي اطلقها مفتي الديار المصرية وأثارت جدلًا كبيرًا حولها.

"مراتك ممكن يكون معاها راجل":
وفي شهر أغسطس الماضي من العام الحالي، أطلق مفتي الديار المصرية السابق فتوى كان لها أثر في المجتمع، حيث قال من خلال تسجيل صوتي له على الرجل أن يتصل بزوجته قبل دخوله البيت، لربما كان معها رجل آخر.
وذلك بقوله: "على الرجل الاتصال بزوجته قبل الرجوع إلى المنزل، لعله يكون معها أحد الرجال، فيعطيه فرصة للانصراف، اتصل بيها يا أخويا، أفرض معاها واحد خليه يمشي"، مؤكدًا أن ذلك من أوامر الرسول.
تلك الفتوى التي خرج الدكتور على جمعة ونفاها تمامًا مؤكدًا أن هناك حملة من الخوارج ضده باستخدام درس ألقاه قديمًا.

"أبو عيون جريئة أُطلقت للنبي":
وفي آواخر شهر أغسطس الماضي، تحدث على جمعة عن فتاوى تحريم الغناء والموسيقى، مؤكدًا في برنامج "الله اعلم"، أن أغنية "أبو عيون جريئة" غناها الراحل عبد الحليم حافظ للرسول.
بقوله: "الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، غنى أبو عيون جريئة؛ لمدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام"، مضيفًا أن عبدالحليم حافظ كان مؤمنًا، وكان يحب النبي".
وهيإحدى الفتاوى التي أُخذت بالمفهوم الخطأ عن المفتي، فما كان يقصده أن تلك الأغنية ظهرت بكلمات آخرى تحت عنوان "روحوله المدينة"، وتم تغير كلماتها لتصبح "أبو عيون جريئة"، وما يؤكد ذلك وجود مقطع صوتي للراحل عبد الحليم حافظ وهي يتغني للنبي بنفس اللحن مع اختلاف الكلمات.

"الأولياء يزنون فهم ليسوا أنبياء":
في إحدى الخطب التي ألقاها الدكتور علي جمعة عام 2013، أطلق فتوى آثارت جدلًا كبيرًا أكد فيها أن الأولياء يزنون مثلهم مثل البشر فهم ليسوا أنبياء، مستشهدًا بتلميذ الولي "مرسي ابو العباس"، وأضاف في حديثه أنهم يدخنون ويشربون "الشيشة"، فالدخان على مختلفه به العديد من الأقوال في الدين الإسلامي على حد تعبيره.

"النقاب فرض ولكنه مجرد عادة":
عام 2010، ظهر الدكتور على جمعة في أحد البرامج على قناة "أقرا"، وأكد من خلالها أن أن الأئمة الأربعة أكدوا فرضية النقاب، لذا يجب على المرأة أن تغطي وجهها، خاصةً لو أنها شديدة الجمال، بقوله: "إن المرأة تتهم في دينها، في حالة عدم ارتدائها النقاب، فلابد أن ترتديه"، مؤكدًا أنها عادة جاهلية ومن يقول غير ذلك فهو "محض خرافة".
وحينما ظهر بعدها على التلفزيون المصري عقب تنصيبه كمفتي للديار المصرية، قال إن النقاب مجرد عادة، وليس فرض على المرأة إرتداؤه، مؤكدًا أن وجه المرأة ليس "عورة" كي تداريه.

"الزواج بدون مأذون حلال":
خلال لقاء له في برنامج "الله أعلم"، قال الدكتور علي جمعة، إن الزواج بدون ورقة ومأذون حلال وجائز شرعًا، إذا كانت أركان الزواج متحققة، وكان للزوجة ولي وهناك قبول وإيجاب، بقوله: "إذا كانت الزوجة بالغة راشدة، فلها الحق أن تزوج نفسها، فالزواج يصبح صحيحًا بدون أوراق، طالما حضر اثنان من الشهود، وعملوا على الإشهار".

"رسم الوشم حلال للمتزوجة":
وفيإحدى الفتاوى التي تضاربت فيها الأقوال، الخاصة برسم "الوشم" من حيث حلال أم حرام، أطلق الدكتور علي جمعة فتواه الخاصة جواز استخدام المرأة المتزوجة لتلك الرسومات التي تزول بعد مدة من الوقت.
وتحدث من خلال برنامجه "الله أعلم" أن حرمانيته تتوقف على معارضة الزوج أو سماحه، بقوله: "الوشم ما دام بإذن الزوج فهو حلال".