جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الوطن .. وكارثة الاختلال المعرفى «1»


لاشك أن الشفافية مبدأ يسهم فى تهيئة بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالظروف والقرارات والأعمال الحالية متاحة ومنظورة ومفهومة، وبشكل أكثر فى الوضوح عند وضع منهج لتوفير المعلومات وجعل القرارات المتصلة بالسياسات المتعلقة بآليات تفعيل النشاط المتعلق بالتنوير المعرفى من خلال البحث والتعريف بها فى الوقت المناسب والانفتاح لكل الأطراف ذى العلاقة، والقائد ذو الشفافية يجب أن ينأى بنفسه عن مقاربة دوائر الشبهات لتحقيق المصالح الخاصة.

بكل أسف، مضطر أعلن أنا المواطن الموقع أدناه عن معاناتى من حالة ارتباك وتوهان وتصاغر مرة وثبات وتعاظم مرة أخرى.. إذعان وخضوع أحياناً وإباء وشمم وكبرياء فى أحيان أخرى، فالقرارات والتوجهات الحكومية التشريعية والإدارية والاقتصادية عبر جميع مؤسساتها تعلو وتهبط وتتغير وتتبدل بسبب بدون سبب، علاوة على غياب الشفافية، وكمان إصدار القرارات دون إعداد وتجهيز آليات تنفيذها بالشكل الأمثل، واللى أدهى وأمر كارثة إن الوزارات ما بتكملش بعض ولا حتى داخل كل مؤسسة وهو مرض قديم ومتوطن وراسخ فى جسد دواويننا الحكومية.

وفى أى وطن يعيش حالة ارتباك لكل ما سلف من أسباب، تتعدد وتكثر أسئلة الناس وتوجساتهم وريبتهم، وتظهر بينهم الأمراض الاجتماعية مثل إنتاج الشائعات ونشوء الخلافات والصراعات الطائفية والمهنية والمذهبية وغيرها.. وبات البعض ينتظر فضائح الصندوق الغبى، والبعض يعيش على هرتلة قنوات عبيطة تحكيله كل يوم عن ألف مؤامرة وبين المؤامرة واللى بعدها فاصل من الشتايم للوزراء والمعارضة!!

المواطن المرتبك الملتبس المحتاس التايه عنده ألف سؤال وسؤال، أطرح بعضها لعل من البوح بها استجابة لطلب من ليس لهم أى وسيلة تنقل عنهم علامات الاستفهام التى يتبادلون فحواها فى الحارة والقهوة، وهمه خارجين من قداس الأحد أو صلاة الجمعة، صحيح همه فرحانين وحاسين إن ثمة متغيرات إيجابية تحدث، ولكن أسئلتهم على طرف لسانهم عايزين يعرفوا الحلم من الحقيقة، والباطل إيه والحق فين.

كاتب