أنا اتسرق عمرى

هل أنت هذا الإنسان الذى يلهث وراء السلطة والثروة ولا يقدر حياته إلا بهما، فإذا لم يصل إليهما يشعر بأن عمره سرق منه؟ هل أنت من لا يفكر إلا فى المفقود فيفقد الموجود؟ هل أنت من يعيش بلا روح، بلا أمل، بلا قلب، بلا رضا، بلا عطاء؟ هل أنت من يعيش بذاكرة قوية لا يتذكر بها إلا ذكرياته القاسية فقط؟ أنت إذن... سرق عمرك.

حتى لا يسرق عمرك لا تجعل الشيطان والدنيا هم أصدقاؤك فى الدنيا. بل صاحب نفسك ولا تقسو عليها وسامحها إذا أخطأت.. صاحب أيامك بالرضا، مشاكلك بالصبر، ونفسك بتقويمها. ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل منك ومن طموحاتك وصاحب من يعرف قدرك.. تعامل مع الهزيمة على أنها حالة عارضة ولا تستسلم لها ولا تستسلم لأحزانك ولمخاوفك.

حتى لا يسرق عمرك كن عادلاً، راضياً، صابراً، تخشى الله.. اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك، أدب قلبك فهو أفضل من أدب اللسان ولا ترفع صوتك بل ارفع مستوى كلماتك.. ابتسم بقلبك لمن حولك وصافح وسامح ولا تشغل بالك بما لدى الآخر بل ركز فيما تمتلكه أنت.. ضع قليلاً من العاطفة على العقل فيلين وقليلاً من العقل على القلب، فيستقيم فتحيا حياة متوازنة.. فكر فما تمتلكه لأن حياتك ليست إلا انعكاس لانطباعك عن نفسك.. عليك أن تؤمن بأن أهدافك ستتحقق واشغل نفسك بتحقيقها حتى لا يكون لديك وقت فراغ تتساءل فيه عما إذا كنت سعيداً أم لا؟

من كان يتمتع بنعمة الصحة فهو ملك... فالمال لا يشترى الصحة «تاج الملك لا يحميه من الصداع».. من كان يتمتع بنعم الستر، الأهل، الأولاد، الصداقة، راحة البال... ولا يشكر ربه ولا يحمده سيعيش عمره شقياً وسيشعر بأن عمره سرق منه.

تذكر دائماً أن إنجازاتك، مواقفك، علاقاتك الإنسانية، أولادك الصالحين، رضاك بقضاء الله هو الذى سيشعرك بأن العمر لم يسرق منك. إذا لم تشعر بهذه المشاعر... إذن أنت حى ميت.. اجمع أحبابك حولك واقسم حبك عليهم بالتساوى.انشر السعادة حولك لتعود إليك، اطرح من نفسك الأنانية لتصبح أسعد الناس.عش كل لحظة من حياتك واستمتع بها كأنك تموت غداً وعمل لآخرتك كأنك تموت غداً أيضاً... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.