جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

المفهوم السياسى للصلاة على النبى


على سيدنا محمد بن عبد الله أفضل الصلاة وأزكى السلام، هو نبينا وسيدنا وأمامنا فى الدنيا والآخرة، فالصلاة على النبى من قواعد العقيدة وأسس الإيمان، تجلب الأمن والإيمان والاطمئنان، والصلاة على رسول الله مقبولة حتى من العاصى، مقبولة بدون الوضوء، وكم من خصومات انتهت بمجرد الطلب من المتخاصمين الصلاة على النبى، وكم من زوجة عادت لزوجها بعد خصام بالصلاة على النبى، وكم من عمليات بيع وشراء بدأت وانتهت بالقبول بالصلاة على النبى، والمسلمون بطبيعتهم محبون بفطرتهم لسيدنا النبى، المصريون على وجه الخصوص يكثرون من الصلاة على رسول الله.

كل ذلك جيد ومفهوم وعظيم، ولكن رفع شعار الصلاة على النبى بالطريقة التى يتم تداولها هذه الأيام، هو استغلال للصلاة المقدسة من أجل جلب تأييد سياسى لجماعة محظورة تتغطى بالدين، مثله مثل شعار الإسلام هوالحل، الذى رفعته الجماعة الإخوانية المحظورة طوال تاريخهم، دون أن تخبرنا ما هو الإسلام الذى يريدون، وكيفية الحل الذى يعتقدون، هل هو إسلام سيد قطب وشكرى مصطفى وعاصم عبد الماجد والإخوان الزمر، أم هو إسلام حسن البنا والمودودى والندوى، أم إنه إسلام الأزهر الشريف، طبعًا هم يمقتون الأزهر، ويروه خصمًا عنيدًا لهم، ومن ثم فشعار الإسلام هو الحل شعار بعيد عن الحق والحقيقة والدين، مثله مثل شعار رفع المصاحف على أسنة الرماح فى معركة صفين بين على ومعاوية، لم يكن رفع المصاحف لتطبيق الشرع أو لنشر العدالة، لم يكن إلا من أجل الحكم.

ولذلك قال على كلمة حق يراد بها باطل، وشعار الإسلام هو الحل كلام حق يراد به باطل، ولكن الشعار أسقطه الشعب يوم 30 يونيو 2013، عندما أدرك المصريون أن وطنهم فى سبيله للبيع فثار وعادت ثورة 25 يناير لأهلها بعد خطفها، فلجأت الجماعة الإرهابية تتخفى وتحاول العودة بأى شعار، فبدأت نشر شعار الصلاة على النبى، ربما تعود لهم حيويتهم ونشاطهم ومكتب إرشادهم المحلى والعالمي، ولكنهم واهمون مثل كل تفكيرهم، لأن المصريين الذين يصلون على النبى ملايين المرات كل يوم لا يحتاجون لورقة تذكرهم بها، ولو حدث أن الجماعة أظهرت وأعلنت صراحة أنها وراء شعار الصلاة على النبى، سيأخذ المصريون اسم النبى والصلاة عليه، وفى نفس الوقت سيحاربون الإرهاب بطريقتهم، المصريون بحسهم الشعبى رددوا «محمد نبى موسى نبى عيسى نبى وكل من له نبى يصلى عليه، أى أن السلام على كل الأنبياء من فرائض الدين، تسامح العقيدة، ولكن الإخوان المسلمين لا يفقهون لأنهم لا يفهمون لا الدين ولا الدنيا ولذلك فقد فشلوا فى المعارضة كما فشلوا فى الحكم على السواء، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، اللهم صل عليه...

كاتب