أصحاب حقوق.. «قادرون باختلاف» فى المدارس والجامعات: تيسيرات غير مسبوقة.. ومشاركة فعالة
أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بملف ذوى الإعاقة، خلال السنوات العشر الأخيرة، وتجلى هذا الاهتمام بوضوح فى دعم ودمج الطلاب منهم، فى مختلف مراحل التعليم، سواء التعليم ما قبل الجامعى، إلى جانب المعاهد والجامعات.
وتنوع الدعم المقدم للطلاب من ذوى الإعاقة ليشمل تيسيرات غير مسبوقة، وإتاحة خدمات تسهل عليهم العملية التعليمية، فضلًا عن إتاحة مشاركتهم فى مختلف الأنشطة الطلابية، وغيرها من سبل الدعم الأخرى التى نستعرضها فى السطور التالية.
«التعليم العالى»: إدارة لرعايتهم فى كل جامعة.. وإعفاء من الرسوم والمصروفات الدراسية
قال الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، إن الوزارة تولى اهتمامًا كبيرًا بالطلاب من ذوى الإعاقة، فى إطار الاهتمام غير المسبوق بهذه الفئة من قبل القيادة السياسية، وتقديمها جميع سبل الدعم لدمجهم فى المجتمع، ومنحهم حقوقهم كاملة.
وأضاف «عبدالغفار» أن الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، وجه بضرورة زيادة الخدمات المقدمة للطلاب ذوى الإعاقة، فى مختلف المؤسسات التعليمية، مع تقديم جميع التيسيرات لهم.
وأوضح أنه تمت مراعاة هؤلاء الطلاب فى إنشاء الجامعات الجديدة، سواء الحكومية أو الأهلية أو الخاصة، من خلال إتاحة مختلف الخدمات لهم داخل الحرم الجامعى والكليات، ومن ثم تمكينهم من التعلم بسهولة، فى إطار تنفيذ البرامج والسياسات المرتبطة بدمج الطلاب ذوى الإعاقة فى المجتمع. وواصل: «تم تزويد الطلاب من ذوى الإعاقة بالخدمات التكنولوجية الحديثة فى الجامعات، لدمجهم فى المجتمع، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب جميعًا».
وشرح: «خلال السنوات الماضية، نفذت الجامعات المصرية العديد من الإجراءات اللازمة لمساعدة هؤلاء الطلاب، من بينها إنشاء إدارات لرعاية الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة فى كل جامعة، وتوفير الإقامة لهم فى المدن الجامعية، دون التقيد بالشروط العامة المطبقة على باقى الطلاب».
وتابع: «تم إعفاء الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة فى جميع الجامعات من الرسوم والمصروفات الدراسية، كما تم منحهم إعانات، فضلًا عن تيسير المشاركة المجانية فى الأنشطة الطلابية»، مشددًا على أن وزارة التعليم العالى والجامعات حرصت بشدة على مشاركة هؤلاء الطلاب فى الفعاليات الرياضية، وكذلك الأنشطة الثقافية والاجتماعية والعلمية المقامة فى الجامعات.
وأكمل: «تم وضع آليات جديدة لقبول الطلاب ذوى الهمم بجميع الكليات الجامعية، والسماح لهم بالالتحاق بجميع الكليات، من خلال تشكيل لجنة لبحث ظروفهم الصحية، ولجنة للتظلمات لفحص شكاواهم فى المجلس الأعلى للجامعات.
ونبه «عبدالغفار» إلى الدور الكبير لمعهد إعداد القادة فى حلوان، من خلال تنظيم دورات تدريبية للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، بهدف دعم وتمكين الشباب الموهوبين، وتعزيز قدراتهم فى مختلف المجالات، وتوفير بيئة مناسبة لتبادل الأفكار وتطويرها بين هؤلاء الطلاب وبعضهم البعض، واكتشاف المهارات الشخصية لهم وتنميتها.
«التربية والتعليم»: دمج 114 ألف طالب فى جميع مدارسنا
قال وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازى، «نحن رفقاء مع (قادرون باختلاف)، وهم طلاب على قدر عالٍ من العلم والمعرفة، ومنهم طلاب لا تعوقهم إعاقتهم ويتواجدون مع زملائهم فى الفصول ولهم كل الدعم والمساندة بالوزارة».
وأضاف: «دعمنا هؤلاء الطلاب وفتحنا أبواب المدارس أمامهم، حتى ارتفع عدد الطلاب المدمجين بالمدارس من ٣ آلاف و٦٩٧ طالبًا فى العام الدراسى ٢٠١٢/٢٠١٣ إلى ١١٤ ألفًا و١٥٧ طالبًا فى العام الدراسى الجارى، فى حين بلغ عدد طلاب اضطراب طيف التوحد المدمجين ٤ آلاف و٥٠٤ طلاب، وفقًا لإحصائيات الوزارة».
وقال مصدر بالوزارة: «هناك توجيهات رئاسية بالاهتمام بهؤلاء الطلاب وإتاحة العديد من الخدمات التى تسهم فى تطوير مهاراتهم»، مضيفًا أن الوزارة أصدرت العديد من القرارات التى تستهدف فى مجموعها تأسيس نظام الدمج التعليمى، وتجهيز وتشغيل ٦٣٩ غرفة مصادر، لخدمة التلاميذ من ذوى الإعاقة البسيطة فى ١٩ محافظة، على مستوى الجمهورية.
وأضاف: «وفرنا الدعم التكنولوجى لهؤلاء الطلاب، من خلال أجهزة الكمبيوتر المتخصصة والأجهزة الأخرى الملحقة، وأجهزة العرض «داتا شو»، من خلال إدخالها فى ٣٠٠ مدرسة تعليم عام دامجة على مستوى الجمهورية».
وتابع: «دربنا ٩٠ ألف معلم وإخصائى وقيادة مدرسية من مدارس التعليم العام الدامجة من مختلف المحافظات، على حزم تدريبية متخصصة فى تعليم ذوى الإعاقة، مثل التوعية بالدمج وآلياته وإعداد وتنفيذ حملات التوعية وتأهيل القيادات التربوية وخصائص ذوى الإعاقة المدمجين والتشخيص والاختبارات والمقاييس».
خبير تربوى: خدمات تربوية وتعليمية تتناسب مع كل فئة
أوضح الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، أن الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة يحتاجون رعاية نفسية وتربوية وتعليمية، ونحتاج أن تدرك وزارة التربية والتعليم خصوصية هذه الفئات.
وأكد الخبير: «الوزارة وفرت إدارة للتربية الخاصة بكل مديرية، ليجرى من خلالها تقديم جميع أوجه الدعم اللازمة لهؤلاء الطلاب».
وأضاف «حجازى» أن الوزارة لديها العديد من الآليات التى تقدم من خلالها الخدمات التربوية والتعليمية المتخصصة لهذه الفئات على تنوعها، من بينها مركز تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة بالعاشر من رمضان، وهناك المدارس المتخصصة كمدارس النور للمكفوفين وضعاف البصر التى تستخدم وسائل وأدوات تدريس تتفق مع خصائص هذه الفئة، وتستخدم فيها لغة برايل لتعليمهم المواد المختلفة.
وتابع أن هناك مدارس مخصصة للصم تعتمد على لغة الإشارة فى التدريس، وأخرى للتربية الفكرية لمن يعانون من تدنى قدراتهم العقلية، إضافة إلى المدارس المتخصصة.
وأضاف «تتمثل فائدة تقديم تعليم نوعى لهذه الفئة فى المساعدة فى تقديم خدمات تربوية وتعليمية تتناسب مع احتياجات كل فئة وطبيعتها، ما يسهم فى الارتقاء بمستواهم التعليمى إلى أقصى حد، والقدرة على تقديم خدمات الدعم النفسى لكل فئة بيسر وسهولة، وذلك لاحتياج كل فئة منهم إلى إجراءات خاصة تختلف حسب نوع الإعاقة، وتتيح قدرًا أكبر من التركيز على هذه الفئات، ما يسمح بتركيز الجهود وتطويرها من ناحية، ومن ناحية أخرى اكتشاف الموهوبين منهم ورعايتهم بشكل أفضل، وتخليصهم من قدر كبير من المشكلات التى يمكن أن يواجهوها فى المدارس العادية وإعدادهم للحياة المستقبلية بشكل جيد. وقال: «على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة فى الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة، إلا أنه عندما توجهت الوزارة إلى رقمنة التعليم لم تحظ هذه الفئات بالقدر الكافى من الاهتمام، لذلك يجب العمل على تطوير المحتوى والأدوات الرقمية، بحيث تتناسب مع مختلف أنواع الإعاقات، وذلك فى المنصات التعليمية وقنوات «مدرستنا» على حد سواء، وهناك الكثير من الحلول الرقمية التى يمكن الاستفادة منها فى تقديم تعليم متمايز يناسب خصائص كل فئة من هذه الفئات».
تامر شوقى: تعميق انتماءهم للوطن وزيادة إسهامهم الفاعل فى تقدم المجتمع
أشار الدكتور تامر شوقى، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس والخبير التربوى، إلى أن الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة يمثلون فئة مهمة، والدولة تهتم بهم وتمنحهم جميع الحقوق والامتيازات.
وأوضح «شوقى» أن الرئيس السيسى أعلن ٢٠١٨ عامًا لذوى الإعاقة وحرص على إشراكهم بقوة فى جميع المناسبات والفعاليات الوطنية، وفى هذا الإطار تسعى وزارة التعليم العالى إلى تمكين الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بالجامعات المصرية، ما يسمح لهم بالاندماج فى المجتمع ويزيد من إحساسهم بالانتماء إليه ويحولهم إلى قوة فاعلة فيه بدلًا من قوة معطلة.
وأشار إلى أن من بين الطلاب ذوى الاحتياجات العديد من المواهب وأصحاب القدرات الفائقة التى تتجاوز أحيانًا أقرانهم من العاديين.
وطالب بالعديد من الخطوات لتمكين هؤلاء الطلاب، منها إتاحة الفرصة لهم للالتحاق بغالبية الكليات التى يستطيعون التوافق مع متطلباتها والسماح بالدراسة دون تمييز مع أقرانهم العاديين، ما يزيل عنهم أى شعور بالاغتراب عن المجتمع، وتصميم المبانى الجامعية بطرق تتوافق مع ظروف إعاقتهم، وإتاحة ممرات خاصة بهم ومصاعد كهربائية، فضلًا عن تصميم دورات المياه التى تناسبهم، ومنحهم تخفيضات فى المصروفات الدراسية تصل إلى حد الإعفاءات أحيانًا، ومنحهم كذلك اشتراكات مجانية فى وسائل المواصلات المختلفة.
وأكد الخبير التربوى أن وزارة التربية والتعليم تحرص على الاهتمام بتلك الفئة؛ باعتبارها جزءًا مهمًا لا يتجزأ من مجتمع الطلاب، وتشمل فئة ذوى الاحتياجات الخاصة الطلاب المعاقين، سواء جسديًا أو ذهنيًا أو بصريًا أو سمعيًا.
وأضاف أنه من الأهمية توفير الخدمات المختلفة التى تحتاج إليها فئة طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، ما يسمح لهم بالاستمرار فى التعليم وعدم التسرب منه، خاصة أنها تضم طلابًا مرتفعى الذكاء والتحصيل رغم ظروف إعاقتهم.
وأوضح أن توفير الخدمات لهم ييسر من اندماجهم فى العملية التعليمية ويعمق من انتمائهم للوطن، ويقلل من شعورهم بالتهميش والرفض والاستبعاد، بل يزيد من إسهامهم الفاعل فى تقدم ورقى المجتمع، ويوجد العديد من الخدمات التى يمكن تقديمها للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، وتشمل خفض أو إعفاء هؤلاء الطلاب من مصروفات الدراسة، وإنشاء قسم خاص فى كل إدارة تعليمية يرصد أعدادهم وطبيعة المشكلات التى يعانون منها والعمل على حلها أولًا بأول، وتوفير خدمات الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية والتربوبة لهم.