الهوارى: "الانغلاق المبنى على العصبية" أحد أوجه الأزمات الإنسانية
قال د.محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، إنه من العجيب أن يأتي هذا اللقاء الذي يعظم من الحوار، قيمةً ووسيلةً في الوقت الذي صُمَّت فيه آذان من ينبغي أن يسمع، وعميت عيون كان ينبغي أن تبصر، وجفَّت مشاعر كان ينبغي أن تحس بما يقع لأهل فلسطين، موضحًا أن التنوع بين البشر في مجالات الحياة كافة سُنَّةٌ طبيعيَّةٌ، واختلاف الألسنة يصدق على اختلاف الثقافات والحضارات، واختلاف الألوان يصدق على اختلاف الشعوب والمجتمعات.
أضاف الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، خلال الندوة الحوارية، أن القرآن أعلن أن الغاية من التنوع، أو بالأحرى لنقل ضابط التنوع هو التعارف، قال تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا»، مبينًا أن الأزهر تلقى توجيه الإسلام وضابط التنوع «لتعارفوا» فترجمه في نفوس أبنائه وطلابه اعتدالًا فكريًا، واحترامًا للتنوع، وحاول بكل أدواته أن ينشر هذا المعنى عالميًا.
واختتم الهواري أن التقدم العلمي لابد أن يصحبه تقدم أخلاقي قيمي، مشددًا على أن أحد أوجه أزمة الإنسانية في الوقت المعاصر هذا الانغلاقُ المبني على عصبية عمياء تحمل معها ادعاءً بالتفرد والتميز، وأتصور أن الحوار المنتج والتواصل الفعال بين بني الإنسان ضمانة حقيقية لاستثمار التجربة البشرية وثرائها، ولتقارب وجهات النظر، ولإعادة توزيع الواجبات والمسئوليات، ولرد الحقوق إلى أصحابها.
حضر الندوة لفيف من قادة الحوار بين الأديان والأكاديميين من داخل مصر وخارجها بمركز الأزهر للمؤتمرات منهم د.سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، ود.نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار الإمام الأكبر لشئون الوافدين، وبولاط سارسينباييف، رئيس مجلس إدارة مركز نور سلطان، لتنمية الحوار بين الأديان والحضارات بجمهورية كازاخستان، وعدد من المفكرين والباحثين والأكاديميين.