قرار توحيد المصرف المركزي الليبي.. كيف يسهم في إنهاء الأزمات المالية بالدولة؟
رحب رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، الأحد، بتوحيد مصرف ليبيا المركزي، الذي تم إعلانه صباح اليوم بمقر المصرف في العاصمة طرابلس، بعد جهود وطنية مخلصة.
وفي هذا السياق، قال إبراهيم الدرسي النائب الليبي: “نرحب ترحيبا واسعا باللقاء الذى جمع بين المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي”، مؤكدا أنها خطوة متقدمة، ونبارك هذا الاجتماع لأنه تم بين أكثر القوى الفاعلة على الأرض سواء على المستوى الرئاسي والتشريعي والتنفيذي، مثمنا نتائجه.
وأضاف الدرسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الجميع يقول إن ما صدر في هذا الاجتماع من بيان هو خطوة استباقية، ولكن أعتقد أنه تأكيد على المؤكد حيث أن الأطراف الثلاثة متخوفة من المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي، وبرأيي وبرأي العديد من الخبراء والسياسيين والنواب، عندما شددوا على خطوة استباقية أنا أقول إن الأطراف الثلاثة ونحن معهم لسنا على ثقة بما سيصدر من باتيلي وخاصة مع تجارب الأيام الماضية وإصراره على إشراك عبدالحميد الدبيبة الذي هو ليس طرفا في الصراع الليبي، مشيرا إلى أن هناك طرفان في الصراع الليبي هما مجلس النواب المنتخب منذ 2014، ومجلس الدولة الذى هو وريث للمؤتمر الوطني الذى ولد بعد اتفاق الصخيرات.
وأوضح الدرسي أن العالم كله والمجتمع الدولي يشدد على التوافق بين المجلسين كون أنهما الخصمان السياسيين المنوط بهما إصدار تشريعات وتكوين حكومات في الملف الليبي وبالتالي إصرار باتيلي على إشراك الدبيبة يضع علامات استفهام كثيرة، ويضع دلالة دامغة أن عبد الله باتيلي لن يصنع حل إلا ويرضي الدبيبة لعل لديه مصالح معه لا نعلم عنها شئ ولن نجزم بذلك، مشيرا إلى أن السلطة التنفيذية ولدت وفقا اتفاق صدر في جنيف مؤخرا، وهذا يعتبر علامة استفاهم كبيرة ويدل على ما ورائها ولماذا يصر باتيلي علي الدبيبة، وبالتالي هذه الأطراف لديها تخوف من أي حل أو لجنة رفيعة المستوي يطرحها باتيلي في غفلة من هذه القوي الفاعلة على الأرض يكون في صالح الدبيبة.
وتابع: “نحن نعتقد أن باتيلي لن يتجاوز الدبيبة وسيضعه في المقدمة في أي محاولة لحلحلة الملف الليبي سواء لجنة رفيعة أو إحاطته في مجلس الأمن، تلك القوى متخوفة من هذه الخطوة وإصرار باتيلي على إشراك الدبيبة يضع علامة استفهام كثيرة كونه ليس طرفا في الصراع، دبيبة شئ عارض يزول مع زوال السبب، والسبب الذي جاء بالدبيبة هو اتفاق انتهي سواء تاريخيا أو مدة أو فشل في اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مؤكدا أن أي اتفاق جديد الدبيبة خارجه لأنه ليس من الأصول الثابتة، الأصول هو مجلس النواب ومجلس الدولة، وبالتالي هذه الخطوة هناك تخوف من أي عمل يقدم عليه باتيلي يكون مرهون بتوقيع مجلس الأمن الدولي وسكوت الأطراف الفاعلة عن باتلي يعطي الرضا لما يقوم به، ويكون سبب لتأزم المسألة الليبي، وهذه القوي قد ترى نفسها في مأزق كبير جدا لذلك الخطوة الاستباقية في إغلاق الطريق أمام باتيلي لوضع الدبيبة في الصورة”.
الدرسي: هناك تخوفات كبيرة خلال الفترة المقبلة
وأشار الدرسي إلى أن هناك تخوفات كبيرة أخرى، لا ننسى التدخل التركي في ليبيا وخلال الأيام السابقة اندلاع مظاهرات كبيرة في مدينة الخمس، وإغلاق ميناء تجاري يعد أكبر الموانئ الليبية، ميناء تجارى يستنفع به الناس هناك، لافتا إلى أن الدبيبة وفقا لوكالات الأخبار التركية المعتمدة والمعروفة أعطاه للأتراك بعقد قد يمتد لمائة عام، وهذا أغضب الأهالي.
وأوضح أن الدبيبة يبيع الأراضي الليبية لتركيا لكي يضمن بقاءه، لا ننسى قاعدة عقبة بن نافع محتلة من قبل القوات التركية لا ننسى المرتزقة السوريين، لا ننسى التدخل التركي في الشأن العسكري للمنطقة الغربية، لا ننسى القواعد البحرية الأجنبية، القوات الإيطالية، أفريكون وحتي التدخل الإنجليزي في المنطقة، مؤكدا أن القيادة العامة والمجلس النواب متخوف من هذه التحركات متخوف من أن هذه التحركات تكون مضادة للجيش في جنوب ليبيا حتي العقلاء يرون أن الخرق بدأ يتسع بين الليبيين فهناك مناطق محتلة يوجد بها قواعد وقوات أجنبية، بالتزامن مع عدم وجود توافق على المستوى السياسي والنفيذى، وكل ما تم من اتفاقيات ما هو إلا لذر الرماد في العيون، الواقع على الأرض أن ليبيا أصبحت شبه دولة كونفدرالية وكل طرف يريد أن يعزز مكانه في المنطقة التي يسيطر عليها.
وأشار الدرسي إلي أن العالم يري أن ليبيا في المرتبة الرابعة من اولوياته، والعالم منشغل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهي حرب بين دول الناتو وروسيا، المشكلة الكبيرة جدا في تايوان ومحيطها الولايات المتحدة والصين، مشاكل كبيرة اندلعت في جنوب بحر الصين بين الفلبين والصين، ورأينا مناورات كبير بين استراليا والولايات المتحدة والفلبين واليابان، مشكلة كوريا الشمالية.
وأكد الدرسي أن المجتمع الغربي وخاصة الأمريكان لا يريدون مشاكل في ليبيا بجنوب المتوسط ودول حلفائهم متداخلة في المنطقة، تركيا عضو في الناتو ولكن لديها علاقات متقدمة ومصالح مع روسيا، ايطاليا وفرنسا الخلاف بينهم على الكعكة الليبية لا يختلف عليها أحد، وبالتالي لو تحرك شئ في تلك المنطقة قد يسبب مشاكل في إمدادات الغاز والنفط والهجرة غير الشرعية المجتمع الغربي يريد ان يكون الوضع في ليبيا كما هو عليه ولكن هنالك مشكلة المصرف المركزى والدبيبة في الغرب يسيطروا على الاموال وفي الشرق يريدون اموالهم ومنعهم من المال، قد يستخدموا القوة محمد المنفي من تحت الطاولة يقوم بإجراءات ويقوم بتوزيع الاموال والثروة علي الأطراف المتنازعة ولم يستطيع التحرك دون الاشارة والضوء الاخضر من الدول الغربية، وهذا سيستمر إلى أن تحل القضايا الكبرى في العالم ، متابعا: “الواقع أن توحيد المصرف المركزي والسلطة التنفيذية بعيد المنال وأيضا توافق السلطات العسكرية هذا يستحيل الآن بعد اشتباكات طرابلس الأخيرة، ووجود القواعد الأمريكية والاجنبية من المستحيل توحيد السلطة العسكرية وبالتالي عدم جود مشاكل في المتوسط من مصلحة الغرب اولا وكل طرف يأخذ نصيبه من الكعكة الليبية”.