"مسلم بالوراثة".. هكذا كانت تجربة زكي طليمات مع الله
129 عاما مرت على ميلاد رائد المسرح زكي طليمات، الذي ولد بحي عابدين بالقاهرة في 29 أبريل لعام 1894، بعد أن أسس المسرح المدرسي في عام 1937، وشغل منصب أول مدير للمعهد العالي للتمثيل في عام 1944، وأخرج 12 عملا مسرحيا، كما عمل على ترجمة عدد من الأعمال المسرحية العالمية، وهي "الجلف" لتشيكوف، "الوطن" لسارود، و"المعركة" لفروندى.
حاز "طليمات" على جائزة التفوق المسرحي، ومنحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية جائزتي الدولة التشجيعية والتقديرية في الفنون عامي 1961 و1975.
حكى "طليمات" تجربته مع الله والمسرح والمرأة في مقال نشر له بمجلة "الهلال" بعددها رقم 3 الصادر بتاريخ 1 مارس لعام 1974، وبدأ حديثه عن الله الذي فطره، قائلا: فإن الله هو البداية وهو النهاية.
واستطرد: نشأت مسلما مؤمنا بالله ورسوله بحكم البيئة والوراثة وليس عن اختيار وتأمل ويقين، ولا أعرف لماذا كانت الصلاة تستهويني بوفقاتها الخاشعة وسجداتها المتوسلة، فكنت أباشرها في متعة ووجد، وكأني ابتدع شيئا من لا شيء لا أعرف له ماهية إلا أنه جميل وجليل وشامخ.
"كان يستهويني سماع القرآن الكريم ينطلق بترتيله الصوت الرحيم.. وكذلك أجد في حلقات الذكر استجابة لرغبة مبهمة تدور في أعماقي لا أعرف لها من مدلول إلا أنها كانت تبعث في نفسي نشوة تماثل تلك النشوة التي تلابسني حينما كنت أنبرى أقلد من تقع عيني عليهم، من الأهل والرفاق، كنت أقلدهم في حركاتهم وأحاكيهم فيما يبدر منهم، ولم أكن أعرف لماذا شفقت بهذا، وإن كنت أعرف أنني حفقت هذه اللعبة بدليل أنهم كانوا يصفقون لي إذ أباشرها ويمضغون مع ضحكاتهم "هذا تمثيل متقن".. هكذا أوضح "طليمات".
وأضاف: أقول هذا التمثيل الذي يذكرونه كان يملك شفاف قلبي وأجد في تعاطيه الراحة والرضا أنه يشيع في نفسي رغبة إلى المعرفة وشوقا إلى التعبير، معرفة كيف يستوي الآخرون وكيف يعبرون، وذلك من خلال شخصيتي، وزاد من هذا الشغف إدماني حضور حفلات التمثيل في المسارح ثم اشتراكي مع هواة المسرح في حفلاتهم بين هذا، وبين دراستي، عشت مراهقتي وصباي الأول إلى أن أوشكت أن تتم دراستي العليا، وعشت يتملكني جوع إلى أن أعرف، وإلى أن أعلل الأشياء، إلى أن أعيش حياة الواقع إلى جانب حياة الوهم والخيال.